يندرج الفيلم الوثائقي والمعرض كجزء من النشاطات التي يقيمها المتحف بالتعاون مع أصدقاء المتحف الأركيولوجي خلال 2018 احتفالاً بمرور 150 عاماً على تأسيسه. يمكن للمهتمين زيارة المعرض ومشاهدة الفيلم لغاية 24 يوليو المقبل.

Ad

قصة مصوّرة

يروي المعرض، على شكل لوحة جدارية، قصة متحف الجامعة الأميركية في بيروت منذ تأسيسه في عام 1868، وتطوره على أيدي تسعة مديرين، كذلك يعرض قطعاً أثرية وجيولوجية وطبيعية كانت من أولى مجموعات المتحف.

عام 1902، تركز المتحف في قاعة «بوست هول» وضم ثلاث مجموعات: علم الآثار، والجيولوجيا، والتاريخ الطبيعي. وفي عام 1964، خصص مديره آنذاك الطابق الأرضي حصرياً لعلم الآثار، ثم في عام 2006، ترأست مديرة المتحف الحالية د. ليلى بدر عملية التجديد الكلي له بتحويل واجهات العرض فيه بالكامل مع تحديث المعلومات النصية والتوضيحية.

أما الفيلم (13 دقيقة)، فيروي تاريخ المتحف في محيطه الحضاري والأكاديمي بأسلوب مبتكر ومسلٍ، من إخراج فيليب عرقتنجي.

في تعليق له حول الفيلم أوضح عرقتنجي: {تتعرف إلى المكان، والقطع الأثرية في العمق. لا تراها فحسب، بل تعرف قصتها ومدى أهمية كشف تفاصيلها، وهو ما اعتمدته، إذ لم اكتفِ برواية قصة المتحف بل قصة كل قطعة فيه}.

أضاف: {عندما تنظر إلى القطع المعروضة في المتحف تشعر بأن ثمة روحاً في كل واحدة منها، وعندما تصوّرها في لقطات قريبة كما فعلت هنا، يمكنك الإحساس بها، العيش معها وسماعها، وهنا يكمن السبب الذي دفعني إلى إعطائها أصواتاً، فالبعض منها يضحك والبعض أكثر جدية، وهكذا}.

مقتيات نادرة

ينقسم المتحف الأركيولوجي إلى ثلاث حقبات أساسية. حقبة العصر الحجري حتى العصر الفارسي، وتشمل الاكتشافات الأثرية التي تعود إلى تلك الفترة، وأدوات طعام، وأسلحة صيد وهياكل عظمية.

الحقبة الفينيقية، وتتضمن أغراضاً متنوعة، من بينها أقمشة مصبوغة باللون الأرجواني، الذي اكتشفه الفنيقيون في مدينة صور وأبدعوا في ابتكار قطع بهذا اللون، وأكثر من ذلك فقد بهروا العالم القديم وصدروا منتجاتهم إليه. كذلك تتضمن هذه الحقبة أواني زجاجية تميز الفينيقيون بصناعتها كانت تستخدم لتصدير زيت الزيتون.

يضمّ القسم الثالث من المتحف مقتنيات من مدينة تدمر الأثرية السورية، وآثاراً فرعونية ونماذج عن طقوسهم في دفن الموتى والتحنيط، ولوحة فسيفسائية اكتشفت في أنطلياس في ضاحية بيروت الشرقية، وزخارف لفن العمارة الإسلامي، وآثاراً وبقايا قبة الصخرة في القدس، إضافة إلى أدوات كانت تستخدم في تلك الفترة.

أقدم جمجمة في التاريخ

يضمّ المتحف في الطابق الثاني الذي تم توسيعه عام 2006، عملات نقدية مختلفة على مر العصور القديمة: الرومانية، والأموية، والعباسية، والفاطمية والعثمانية، وأدوات صيد وأسلحة الحرب وكيفية تطورها عبر العصور، وأدوات تجميل وزينة وأختاماً كانت تستخدم في مراحل زمنية مختلفة.

كذلك يحتوي المتحف على هيكل عظمي لإنسان يعود إلى حقبة ما قبل التاريخ اكتشف في منطقة البقاع في موقع مركز أبحاث كلية الزراعة وحوله أوانٍ فخارية وضعها ذووه ليأكل منها في حياة ما بعد الموت، فضلاً عن أقدم جمجمة بشرية يعود تاريخها إلى 35 ألف سنة، ونموذج لما اعتمده أطباء الأسنان الأوائل يسمى {فك جورج}، وهو عبارة عن جمجمة بشرية تبرز فيها أسنان الفك السفلي يحيطه سلك ذهبي استخدم لمنعها من السقوط.

يرجع الفضل إلى المتحف وفريقه في اكتشافات تاريخية مهمة على أرض لبنان كتلّ الغزال في البقاع (1956)، وحفريات وسط مدينة بيروت الأثرية ومواقع أثرية في صور والبقاع.

منشورات ونشاطات

يصدر المتحف جريدة مرتين في السنة ينشر فيها نشاطات وفعاليات تقام فيه أو خارجه، فضلاً عن منشورات ومطبوعات في مجال الآثار. كذلك ينظم المتحف أربع ورشات عمل في السنة مخصصة للأطفال لتعريفهم إلى الحضارات القديمة بطريقة تفاعلية وعملية، ورحلات استكشاف داخل المتحف للطلاب وغيرهم، إذ يتواصل مسؤولو المتحف مع 120 مدرسة، ومعارض أثرية آخرها معرض حول مدينة تدمر في سورية. وينظم نادي {أصدقاء المتحف} رحلات إلى المواقع الأثرية وغيرها.

وفي المتحف أيضاً {متجر المتحف} الذي يحوي مقتنيات من كتب وأقمشة وتذكارات، ومعروضات فنية من لوحات ونقوش وجواهر وأقمشة مصنوعة بأيدي حرفين لبنانيين مشهورين، تمزج بين الفن المعاصر وفنون الحضارات القديمة.