مع مرور أكثر من ثلثي حلقات الدراما الرمضانية نجحت بعض الأعمال في جذب المشاهدين إليها، وتعثرت أعمال اخرى في المنتصف، بعدما عانت من مشاكل المط والتطويل في الأحداث، وافتقاد عنصري الإثارة والتشويق في الحلقات الجديدة، "الجريدة" تلقي الضوء على أبرز هذه الأعمال.

نبدأ مع مسلسل "ضد مجهول"، إذ إنه رغم إيقاعه السريع منذ الحلقات الأولى، والتي اعتمدت بشكل أكبر على التعريف بالأبطال وخلفياتهم ومشاكلهم فإن الحلقات التالية من العمل لم تأت على المستوى نفسه من السرعة والإيقاع، فبعد مشاهد اغتصاب وتغسيل جثمان وجنازة ابنة بطلة العمل غادة عبدالرازق فقد المسلسل الكثير من إيقاعه وأحداثه، خاصة أن شخصية القاتل عرفت من الحلقة العاشرة تقريبا بوضوح.

Ad

ولم يوفق السيناريست أيمن سلامة في المحافظة على إيقاع العمل خلال الحلقات، فجاءت الحلقات من 10 حتى 18 بلا جديد يذكر، وبمشاهد كان يمكن اختصارها في أقل من حلقة، علما ان المدة الزمنية للحلقات بدأت في التناقص، كما ركز المؤلف على خطوط درامية فرعية تشعبت بصورة أظهرت بشكل واضح محاولات المط والتطويل بهدف الوصول بعدد الحلقات إلى 30.

ويحسب لغادة عبدالرازق في المسلسل ثقتها بموهبتها الفنية، وتعاملها بحرفية مع فنانين يمتلكون موهبة حقيقية في تقديم مختلف الأدوار، وهو ما ظهر بوضوح في دوري حنان مطاوع ودياب، حيث كانت المشاهد التي تجمعها معهم بمنزلة مباراة تمثيلية لمتعة المشاهد.

«ليالي أوجيني»

أما مسلسل "ليالي أوجيني" فيعاني مشكلات عدة، أبرزها المط والتطويل في الأحداث، فيمكن أن تشاهد حلقة أو حلقتين وربما ثلاث دون أن تخرج بأي جديد على مستوى الأحداث، فقط تعايش من الممثلين مع الشخصيات واهتمام كبير بأدق التفاصيل الزمنية، لكن على مستوى الدراما لن تجد ما يجذبك لمتابعة تطورات الأحداث، فإذا أغفلت 10 حلقات وعدت للعمل تأكد أنك لن تشعر بأن هناك كثيرا من الأحداث قد فاتك.

ونجح المخرج هاني خليفة في الاهتمام بأدق التفاصيل في الاحداث، لكنه لم ينجح في جعل إيقاع العمل أكثر سرعة، فخرج المسلسل مبهر بصريا غير جذاب مضمونا، بينما تميز بعض الفنانين في الأدوار المختلفة التي يقدمونها، ومنهم إنجي المقدم التي ظهرت بدور لم تقدمه من قبل، إضافة إلى دور مراد مكرم وليلي عز العرب وأسماء أبواليزيد.

«كلبش 2»

أما الجزء الثاني من مسلسل "كلبش" فإن نجاحه فاق ما حققه جزأه الأول، مستفيدا من عدة أمور في السيناريو، أبرزها عدم وجود رابط بين أحداث الجزأين باستثناء شخصية البطل الضابط سليم الأنصاري، وطرح موضوعات وأحداث سريعة، إلا أن جرعة الاكشن التي ظهرت في الحلقة الأولى تراجعت في بقية الحلقات على حساب الدراما.

ويثبت مخرج المسلسل بيتر ميمي قدرته على تنفيذ مشاهد الأكشن بصورة جيدة، وجدد أمير كرارة قدرته البدنية على تقديم هذه المشاهد بشكل جيد وبأداء واقعي، وجاءت بقية الخطوط الدرامية موظفة دراميا بشكل جيد باستثناء خط عائلة الضابط سليم الأنصاري وقصة الحب من طرف واحد التي تعيشها روجينا معه، حيث ظهرت وكأنها مقحمة في الأحداث، لتعويض غياب الفنانة ريم مصطفى التي كانت تحبه في الجزء الأول العام الماضي.

وأعاد المسلسل هيثم زكي للدراما التلفزيونية بصورة مختلفة، صورة بصرية قدمته بشكل مختلف، وأظهرت نضوج موهبته التمثيلية بشكل كبير، وقدرته على تقديم مزيد من الأدوار المتنوعة، فيما واصل الفنان محمود البزاوي أداءه المتميز في شخصية الضابط الكبير بوزارة الداخلية، فحافظ على إيقاع الشخصية وملامحها. ويحسب للمؤلف باهر دويدار جرأته في طرح بعض القضايا الشائكة حول الداخلية، من فساد لكبار الضباط يؤدي إلى استشهاد زملائهم على أيدي الإرهابيين، وتضحيات لآخرين يقومون بتقديم حياتهم فدءاً لوطنهم.