استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوات إلى انسحاب "حزب الله" وإيران من سورية، واعتبرها "أمراً مستبعداً حالياً، بالنظر إلى استمرار الأوضاع الراهنة في هذا البلد".

وقال بري في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، أمس، إن "إيران موجودة في سورية بطلب من الدولة السورية، تماماً كما أن الوجود الروسي في سوريا قد جاء بطلب من الحكومة السورية".

Ad

وفيما يتعلق بـ"حزب الله"، قال بري، إن "الحزب موجود في بلده، لأنه لو لم يكن موجوداً هناك، لكان داعش قد أصبح هنا في لبنان". ورداً على سؤال حول الظرف، الذي يمكن من خلاله أن يتحقق هذا الانسحاب، قال: "حتى تتحرر سورية وتصبح أراضيها موحدة".

وأضاف: "نحن لدينا في لبنان اليوم حوالي مليون ونصف المليون سوري، ولا نعتبرهم غرباء، فلبنان وسورية كانا ولا يزالان توأماً، بالتالي فإن ما يحدث في سورية يؤثر على لبنان، وأي تقسيم لسورية هو إعادة لرسم خريطة المنطقة، تماماً كما حدث في (اتفاقيات) سايكس-بيكو".

إلى ذلك، تحرّك ملف النزاع الحدودي بين لبنان واسرائيل مجدداً، وبقوّة، في الساعات الماضية، وقد استدعى اجتماعاً رئاسياً تنسيقياً في بعبدا دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضمّه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.

دوافع اللقاء ظهرت تباعاً: فبعد أن تحدث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، صباح أمس الأول، عن "أفكار جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في النزاع البحري بين تل أبيب وبيروت"، متمنياً أن "نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع"، كشف الرئيس بري مساء أمس الأول أن "الوفد الأميركي الذي زار لبنان الأسبوع ‏الماضي، وفي عداده عضو الكونغرس الأميركي من أصل لبناني داريل عيسى، نقل إلى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب كلاماً إسرائيلياً حول الرغبة في حوار كامل حول الحدود مع فلسطين المحتلة، ‏وضمناً مزارع شبعا المحتلة".

وقالت مصادر متابعة، إن "واشنطن، وبعد التغييرات، التي أجرتها في الخارجية لناحية استبدال وزيرها ريكس تيلرسون بمايك بومبيو وتعيين ديفيد شينكر مساعداً له لشؤون الشرق الأوسط، خلفاً للسفير ديفيد ساترفيلد، الذي أحيل إلى التقاعد، تستعجل تسوية النزاع بين الجانبين وإنهاء الخلاف الحدودي".

وأضافت: "الإدارة الأميركية تعتزم تفعيل مسار حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي في المرحلة المقبلة، بالتالي ترى أن ضبط الوضع في المناطق المحيطة بالأراضي المحتلة وتهدئة الأمور فيها، ضروري، لنزع فتيل أي توترات يمكن أن تنشأ فيها، تشوّش على عملية السلام وتؤثر سلباً على تفرّغ الولايات المتحدة لحل القضية الفلسطينية".

وتابعت: "الاقتراح الأميركي سلّة متكاملة يشمل الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، ومن ضمنها مزارع شبعا المحتلة، التي دخلتها إسرائيل عام 1958. وبما أن هوية المزارع ملتبسة ومحط تجاذب، بين بيروت ودمشق، فإن واشنطن تطرح أيضاً أن تترافق مساعي حل النزاع بين لبنان وإسرائيل مع ترسيم للحدود بين لبنان وسورية شرقاً وشمالاً".

وختمت: "لبنان ينتظر زيارة يفترض أن يقوم بها شينكر في الأيام أو الأسابيع المقبلة، وربما بعد تأليف الحكومة العتيدة، إلى بيروت، للاطلاع من كثب على تفاصيل الوساطة المتجددة، التي تقوم بها واشنطن. لكن موقف الدولة واضح وحاسم بعدم التخلي أو التنازل عن أي جزء من حقوق لبنان ومصالحه وثرواته وأراضيه براً وبحراً".

جمود حكومي

في موازاة ذلك، وخلافاً لكل الترجيحات، التي ذهبت نحو توقع ولادة حكومة "العهد الأولى" عيدية للبنانيين في الفطر، لم تشهد ميدانيات مسار التشكيل اليومية، منذ عودة الرئيس الحريري إلى بيروت الأحد الماضي، أي جديد يمكن الرهان عليه للتفاؤل بالحدث المنتظر، ليس في العيد فحسب، بل قبل نهاية الشهر الجاري حتى، ما دام الرئيس المكلف لم يضع بعد مسودة أولية لشكل حكومته، ولم يفتح هاتفه في اتجاه المقار السياسية المفترض أن تنخرط في المنظومة الحكومية استناداً إلى نتائج الخريطة البرلمانية الجديدة التي أفرزتها الانتخابات النيابية.