رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم المصرية د. حسن سليمان لـ الجريدة.: نواجه الفكر المتطرف ونقدم خدمتنا للمسلمين وغيرهم
• «نؤكد وسطية الدين ونواكب تجديد الخطاب الديني»
• «نسبة الاستماع للإذاعة تصل إلى 94% من إجمالي المستمعين»
قال رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم في مصر د. حسن سليمان إن الشبكة معنية بتقديم الإسلام الوسطي الصحيح، لافتاً، في حوار مع "الجريدة"، إلى أن الإذاعة تقدم للمستمع المعلومة الصحيحة بما يتواكب مع تجديد الخطاب، وبرامجها متنوعة وتواكب التطور... وفيما يلي نص الحوار:
• هل يتماشى مستوى لغة إذاعة القرآن مع كل الفئات؟
- اللغة المستخدمة في مستوى المثقف العادي، وتصل للعامة وللمثقفين والعلماء، والإذاعة ترتقي باللغة وتحببها لآذان المستمعين، وحافظت على لغتها بالرغم من التطوير الذي شهدته، فالبسطاء في الأقاليم والريف مازالوا مرتبطين بها في كل المناسبات الدينية، وخاصة في شهر رمضان الكريم.
• ما أهم الاشتراطات التي يجب توافرها في مذيع إذاعة القرآن؟
- لدينا 35 مذيعاً، ونراعي في قواعد اختيار المذيع أن يكون ملماً باللغة العربية، وبالثقافة الدينية التي تؤهله للغة الحوار مع العلماء والمتخصصين من ضيوف الإذاعة، ويتم التطوير المستمر لأداء المذيعين من خلال دورات التدريب التي يخوضها المذيع باستمرار لرفع مستواه المهني واللغوي.• هل إذاعة القرآن تقبل النقد؟
- نرحب بالنقد البناء لمحتوى ما نقدمه، لتحسين الأداء، ولا نعتبره هجوما على الإذاعة، لكن الهجوم والتطاول لأغراض أخرى مرفوض تماماً ولا نلتفت إليه.• كم عمر إذاعة القرآن؟
- شبكة القرآن عمرها 54 عاماً، وتم إطلاقها بقرار من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وسبب نشأتها يرجع لتداول وتوزيع نسخ من القرآن فاخرة بأسعار زهيدة بها أخطاء، وردا على ذلك تم عمل أسطوانات للقرآن بصوت الشيخ محمود خليل الحصري، ووُزعت بثمن زهيد، لكن جموع الشعب لا تملك أجهزة لتشغيل تلك الاسطوانات، فجاء القرار الحكيم من زعيم الشعب وانطلق صوت الإذاعة في 25 مارس 1964.• ما الرسالة التي تركز إذاعة القرآن على توصيلها للجمهور؟
- بفضل الله تطور دور الإذاعة خلال السنوات الأخيرة ويتابعها ملايين، ونحن نهدف دائماً إلى تقديم الإسلام الوسطي الصحيح ولا ننحو إلى التعصب والغلو والتطرف ونقدم للمستمع المعلومة الصحيحة، بما يتواكب مع تجديد الخطاب الديني، وبرامجنا متنوعة وتواكب التطور، حيث نقدم برنامج "دقيقة فقهية" وتخيرت فيه عالما من العلماء وهو الفقيه الدكتور مجدى عاشور، المستشار العلمي لدار الافتاء، بهدف الافتاء بفقه الواقع، فالأمة بحاجة إلى فقه الواقع، وتوحيدها على صحيح الدين، لأن هناك كثيراً من المستحدثات لم تكن موجودة من قبل، وعموماً إذاعة القرآن تحاول استضافة كوكبة من العلماء، ودعامتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء ووزارة الأوقاف.• هل الإذاعة قاصرة في ضيوفها على علماء الدين؟
- إذاعة القرآن تستضيف أساتذة الجامعات المتخصصين في شتى مناحي العلم، لأن القرآن ليس كتاب دين فقط، بل دين ودنيا، وهؤلاء العلماء التطبيقيون أو العلميون يدلون بدلوهم بما يتفق مع شرع الله وتوضيح قدرة الخالق، كما نستضيف علماء يردون على ما يعن للعقل البشري من مستحدثات ومغالطات، ونرد عليها بالتفنيد والتدقيق حتى لا ينحرف المستمع، وننقي عقله من الأغاليط والافتراءات.• ما نوعية مستمع إذاعة القرآن؟
- نقدم الدين الوسطي الذي يجذب إليه الصغير قبل الكبير، ولدينا إدارة في اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري اسمها "إدارة المستمعين" تعكف على دراسة المنتج الذي تقدمه الإذاعة، والنتائج تؤكد أن فئة الشباب في مقتبل العمر كثيرا ما يسمعون إذاعة القرآن لأنهم وجدوا ضالتهم فيها، والفئات الكبيرة والفئات المختلفة زادت نسبة الاستماع بينهم إلى 94%.• هل تقدم إذاعة القرآن خدمة للمسلمين فقط؟
- الإذاعة تقدم رسالتها للجميع وليست قاصرة على المسلمين فقط، ونعلم الناس كيف يتعامل المسلم مع الآخر ويحبه وفق تعاليم الدين، والتأكيد على معدن المسلم الصحيح، ونتمنى أن نصل إلى كل بقعة على الأرض.• كيف تواجهون الفكر المتطرف؟
- كل ما تتناوله إذاعة القرآن الكريم، سواء من أحاديث أو برامج أو فقرات ربط للمذيع، أو ابتهالات، جميعه يدعو إلى التسامح والرحمة، ونحاول أن نصل إلى المستمع وننقي ما عنده من رواسب، بصرف النظر عن أنه متعلم أو غير متعلم، فهدف الإذاعة في الأساس مواجهة الفكر الداعشي أو أي شيء فيه تطرف، فهي تحاول بقدر المستطاع إزالة هذا الفكر، وتصحيح المفاهيم المغلوطة. أيضا يتناول بعض الزملاء في برامجهم مع الضيوف الكثير من هذه المفاهيم لتصحيحها عبر برامجهم.• ماذا عن تجديد الخطاب الديني؟
- تجديد الخطاب الديني قضية مهمة، وهناك اتجاه وسعي إليها بقوة، وهو ما جعل إذاعة القرآن الكريم تفكر جاهدة في تقديم ما يواكب العصر، وخاصة في طريقة عرض البرامج الإذاعية، وكانت الإذاعة سباقة في تجديد الخطاب الديني، بما يتناسب مع العمق الديني، كما تقدمت الصفوف لمجابهة الأفكار المتطرفة التي انتشرت أخيراً.
نعمل على تنقية عقل المسلم من الأغاليط والافتراءات والفكر الداعشي