راخوي... أرخِ علينا بفضائلكم!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
هذه هي دولة المؤسسات الدستورية والقانون، رئيس وزراء يدفع ثمن تجاوزات قضية فساد غير مدان فيها وقبل توليه منصبه، ورئيسة بلدية تترك منصبها بسبب كريم بشرة بـ 14 ديناراً!بينما عندنا من غرف المليارات التي تشتري كل إنتاج العالم من "الكريم" لمدة 50 سنة مقبلة وهرب للخارج، يتمتع بما نهبه من أموال عامة، في حين أن ابنة ملك إسبانيا السابق وأخت الملك الحالي تقف أمام القضاء كأي مواطن عادي لتُستجوب وتُحاكم.وأنا أتابع تلك الأخبار من إسبانيا، تخيلت لو أن العرب بقوا في الأندلس حتى يومنا هذا، ماذا سيكون مصير ماريانو راخوي والسيدة كريستينا وابنة الملك؟ بالطبع كان راخوي وظّف "كم واحد" من قبائل الباسك في مواقع قيادية، وقبل عدداً من أبناء قبائل كتالونيا في كلية الشرطة والجيش، ومنح "كم مناقصة" لعيال بطنها من جماعته في إقليم لاكورونيا، الذين كانوا سيصارخون في كلماتهم في البرلمان "محشوم يا خال ماريانو"، وبالطبع كان سينجو من كتاب حجب الثقة عنه، وسيخرج بموكب مهيب من قاعة البرلمان حتى باب سيارته.أما السيدة كريستينا فكانت ستنجو أيضاً من ورطتها، لأن العرب لا يُشك في نزاهتهم بأقل من سرقة بـ 100 مليون دولار، أما قضية فساد أخت الملك فكانت ستعتبر مؤامرة على البلد وخرقاً لثوابت وأعراف الأمة، وخروجاً على الحاكم ستتعامل معه أجهزة أمن الدولة والاستخبارات، وذلك مع كل من سيفتح فمه بكلمة عن قضية فسادها!هذا ما كان سيحدث لو بقي العرب في إسبانيا أو ما كان يعرف بالأندلس، لكن أصدقاءنا الإسبان نجوا من تلك الفرضيات السيئة بسبب انتهاء حكم العرب هناك، ونحن العرب هنا نتمنى أن يرخي الله علينا بعض فضائل جماعتنا الإسبان من نزاهة الحكم والديمقراطية والعدالة... اللهم آمين.