الأزمة السورية تحضر فجأة على حدود لبنان
أزمة روسية - إيرانية في القصير وواشنطن تحيي «الترسيم»
وجد لبنان نفسه فجأة في قلب الأزمة السورية، التي حاول على مدى 7 أعوام تجنب الانزلاق إلى نيرانها. فمن جهة، أثار الانتشار الروسي الاستفزازي لإيران في بلدة القصير، على الحدود مع لبنان، والتي تمتلك رمزية لدى حزب الله، أسئلة في بيروت، ومن جهة أخرى، أعادت واشنطن طرح موضوع ترسيم الحدود اللبنانية - السورية، فيما بدا أنه تحرك لحلحلة كل العقد التي تسرع الحل الشامل في سورية. وكانت موسكو عمقت خلافاتها مع طهران في سورية، بإقدامها على نشر قواتها في القصير دون تنسيق سابق، وطلبها من الميليشيات الموالية لإيران والداعمة للرئيس بشار الأسد مغادرة المنطقة.وأكد مسؤولان في التحالف الإقليمي الداعم للأسد أن نشر العسكريين الروس الاثنين في ثلاثة مواقع بالقصير في محافظة حمص أثار خلافاً مع القوات المدعومة من إيران وميليشيات «حزب الله»، التي عارضت هذه الخطوة غير المنسقة ورفضت تنفيذها.
وأوضح قيادي عسكري أنه جرى حل الموقف عندما سيطر جنود من الجيش السوري على المواقع الثلاثة أمس الأول، مضيفاً: «رفضنا هذه الخطوة غير المنسقة، والقصة حلت بنشر الجيش السوري على حدود الفرقة 11»، مع بقاء مقاتلي «حزب الله» في المنطقة. وبينما توقع القيادي أن ذلك «ربما كان حركة تطمين لإسرائيل، بعد كل ما قيل من جانبها عن هذه المنطقة»، أشار مسؤول ثان إلى أن «محور المقاومة»، في إشارة إلى إيران وحلفائها، «يدرس الموقف» بعد التحرك الروسي غير المنسق.إلى ذلك، تحرك في بيروت ملف النزاع الغازي بين لبنان وإسرائيل، مجدداً وبقوّة، في الساعات الماضية، واستدعى اجتماعاً رئاسياً تنسيقياً في بعبدا، دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضمّه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.دوافع اللقاء ظهرت تباعاً، فبعد أن تحدث وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز أمس الأول عن «أفكار جديدة طرحت عبر قناة سرية أميركية للوساطة في النزاع البحري بين تل أبيب وبيروت»، آملاً أن «نتمكن خلال الشهور المقبلة أو بحلول نهاية العام من التوصل إلى حل أو على الأقل حل جزئي للنزاع»، كشف الرئيس بري مساء أمس الأول أن «الوفد الأميركي، الذي زار لبنان الأسبوع الماضي، وفي عداده عضو الكونغرس الأميركي من أصل لبناني داريل عيسى، نقل إلى رئيسي الجمهورية ومجلس النواب كلاماً إسرائيلياً حول الرغبة في حوار كامل حول الحدود مع فلسطين المحتلة، وضمناً مزارع شبعا المحتلة».وأشارت مصادر إلى أن «واشنطن اقترحت على بيروت سلّة متكاملة تشمل الحدود البرية والبحرية بين لبنان وإسرائيل، ومن ضمنها مزارع شبعا، وبما أن هوية المزارع ملتبسة ومحط تجاذب، بين بيروت ودمشق، فإن واشنطن تطرح أيضاً أن تترافق مساعي حل النزاع بين لبنان وإسرائيل مع ترسيم للحدود بين لبنان وسورية شرقاً وشمالاً».