وصف الشاعر الكويتي الراحل خالد عبدالله العدساني حادثة غزو الجراد «الدبا» للكويت عام 1890 في قصيدة وردت في كتاب «تاريخ الكويت» بـ «الله أكبر كيف القمل الضعفا آذى الانام ومنه الزرع قد تلفا.. وصير الارض بيضا لا نبات بها كأنه لم يكن فيها وما عرفا.. قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه شيء فما مل من شيء ولا وقفا».

وذكر المؤرخ والأديب الكويتي الراحل عبدالعزيز الرشيد في كتابه (تاريخ الكويت) أنه «في شهر رمضان المبارك عام 1307 هجري الموافق 1890 ميلادي وكان ذلك في عهد الشيخ الراحل عبدالله بن صباح الصباح هاجم سرب من الجراد أرض الكويت وحوّل نهارها إلى ليل وغشا البيوت وأهلك الزرع والحرث وملأ الآبار حتى نتنت وعانى أهل الكويت منه معاناة كبيرة لمدة اثني عشر يوماً.. حتى جاء الفرج من الله عز وجل وغادر».

Ad

وأضاف الرشيد أنه ولقوة الحدث وضخامة أعداد الجراد التي غزت الكويت في تلك السنة أرخ الكويتيون هذه السنة وأطلقوا عليها سنة «الدبا» وربطوا أحداث حياتهم اليومية مثل الوفاة والمواليد والزواج بها فيقولون على سبيل المثال «حدث هذا الأمر في سنة الدبا».

وأوضح أن «الدبا» بكسر الدال «هو صغار الجراد الزحاف الذي يزحف بأعداد هائلة على شكل بساط أسود يصل طوله إلى 6 كيلومترات وعرضه حوالي 3 كيلومترات».

ولم تكن سنة «الدبا» هي السنة الوحيدة التي هجم فيها الجراد على الكويت فقد جاء في كتاب «أربعون عاماً في الكويت» للراحلة فيوليت ديكسون زوجة المعتمد البريطاني في الكويت آنذاك أنه في خريف سنة 1929 وبعد هطول الأمطار الغزيرة في موسم الشتاء ظهرت أسراب كثيرة وهائلة من الجراد.

وأضافت ديكسون (أم سعود) في كتابها «كانت تلك أول تجربة لي مع هذه الكائنات وهي تجربة لن أنساها ولقد رأيت السماء تحجبها أسراب الجراد الطائر واختفت الشمس وكأنها قد كسفت تقريباً وكانت أسراب الجراد تتساقط في شوارع الكويت وفي كل مكان وقد شارك طفلاي سعود وزهرة بقية أطفال الكويت في التقاط بعض منه لأكله وقد استمتعنا بمذاق الجراد».

كما شهدت الكويت هجوماً آخر لأسراب الجراد في ربيع سنة 1930 بأعداد هائلة وصلت إلى مزارع الكويت فقضت على المزروعات وجردت النخيل والأشجار الكبيرة حتى بدت كأنها محترقة وغطت البيوت وتسللت إلى الغرف وأتلفت أثاث البيوت والملابس والأطعمة.