استضاف مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي، معرض الفنان التونسي نجا مهداوي، الذي جاء بعنوان "أوج" في جناح مركز الفنون الجميلة، بحضور السفير التونسي أحمد بن الصغير، والسفير العراقي علاء الهاشمي، وجمع كبير من الفنانين والمهتمين.

في البداية، شكر السفير التونسي أحمد بن الصغير مركز الشيخ عبد السالم الثقافي على دعوته للفنان التونسي نجا مهداوي، وقال "إنه فنان تشكيلي غني عن التعريف، فقد كانت أعماله الفنية موجودة ومازالت في شتى أنحاء العالم، وذلك عبر المتاحف العالمية الكبرى".

Ad

ولفت بن الصغير إلى أن الأعمال، التي عرضها مهداوي في مركز

عبدالسالم الثقافي هي مجموعة صغيرة من الأعمال، لأن أعماله كبيرة وممتدة خلال أربعين أو خمسين سنة.

وأكد أهمية التواصل الثقافي التونسي الكويتي، "فكما تعرفون الثقافة هي عنصر إشعاع وتبادل حضاري بشتى أشكاله، والفن التشكيلي أحد أشكال التبادل الثقافي، وهذه المبادرة جيدة، ونحن ننتظر مبادرات مستقبلية أخرى في إطار التواصل الثقافي، لأن الثقافة هي التي تجمع بين الشعوب، والفن أخيراً هو رسالة محبة وسلام، وسلام هنا لأرض الكويت المحبة للسلام".

من جانبه، عبر الفنان مهداوي عن سعادته لافتتاح "أوج" في مركز

عبدالله السالم الثقافي، الذي اعتبره صرحاً ثقافياً مميزاً، مشيداً بدور المنظمين والقائمين على المركز، "الذي يعد فخراً للكويت، ولنا نحن العرب في الوطن العربي، لما يتضمنه المركز من عدة جوانب، ومنها التعليمي، مضيفاً "شرف كبير أن يكون معرضي كانطلاقة مركز الفنون الجميلة".

وعن معرضه، أفاد مهداوي بأنه يتضمن أكثر من 75 لوحة تعبر عن مسيرته الفنية منذ عام 1966 إلى 2018، "وكرسالة معينة لا توجد عندي ولكن رسالتي الوحيدة هي حب الآخر، وفتح الحوار مع الأجيال، وبالإضافة إلى فتح الأبواب مع الثقافات الأخرى، وبالنسبة لي عهد الرسالة انتهى، واليوم هناك حوار مع فنانين موجودين ممتازين، ولا بد أن نسلط الضوء عليهم".

تجارب شخصية

قالت مساعدة مدير مركز الفنون الجميلة في مركز الشيخ عبدالله السالم الثقافي منال الماجد، "إن معرض أوج، هو المعرض الأول بالنسبة للافتتاح الرسمي لمركز الفنون الجميلة وقاعة العرض، وكان المعرض لنهاية الموسم الثقافي الرمضاني لمركز الشيخ عبدالله السالم 2018، وقد بدأنا فعاليتنا الثقافية على طول شهر رمضان ومن ضمن الفعاليات: "تويلنغ تويدز"Twilling Tweeds و" تراثالسدو "Sadu Heritage، ضمن معرض "حوار النسيج Textile in Dialogue"، والمعرض كان تعاوناً بين مصمم اسكتلندي، وفنانات من باكستان، وأيضاً بيت السدو الكويتي.

وأضافت أنه بعد ذلك كان هناك عرض لأعمال إريك بروغ وهو فنان هولندي الأصل، وهو مؤلف ومصمم وفنان متخصص في الفن الإسلامي، وأخيراً كان هناك معرض الفنان الشهير نجا مهداوي والمعرض يتكلم عن مسيرة حياته الفنية، ويتضمن لوحاته الأولى إلى يومنا هذا.

ويعد المعرض دعوة للتعمق في حياة "نجا مهداوي" عبر مراحله الزمنية المختلفة، واستعراض الخطوط والأشكال وأساليب التنفيذ لأعماله الفنية، وكيف تطورت كلها مع تطور خبرة الفنان عبر تجاربه الشخصية المختلفة، وعبر التساؤلات، التي حفزت قدراته الفنية والإبداعية بينما كان يبحث عن إجابات لها.

يعود بنا الفنان إلى الوراء وإلى جذور ماضية، وتحديداً اللحظة الزمنية المكانية التي شهدت ولادة مسيرته بأكملها. وفي هذه الرحلة عبر الزمن، يستعرض الفنان أكثر اللحظات تأثيراً في حياته عبر أعماله الفنية، التي قام بها في مراحل زمنية مختلفة.

وقد تأثر "نجا مهداوي" بأصدقائه من الشعراء والكتاب والموسيقيين في فترة الستينيات، الذين قرروا التمرد على كل التقاليد الفنية القديمة، وتكسير القوالب الجامدة للثقافة الشرقية والقصائد الشعرية، وحتى قواعد الفن الغربي المعاصر. وقد أرادوا أن يقدموا أسلوباً خاص بهم، كما لو أنهم يكتشفون منهجاً فنياً جديداً ذا هوية متفردة تختلف عن كل ما سبقتها.

وعلى الرغم من أن "نجا مهداوي" لم يكن مهتماً أبداً بأن يصبح جزءاً من أي مجموعة أو مذهب فني، فإنه شارك في العديد من المعارض الجماعية المهمة.

أما عنوان المعرض "أوج" فهو في الحقيقة اسم مقام موسيقي عراقي، ويختلف هذا المقام عن غيره من المقامات الموسيقية الأخرى بمرونته الروحية العالية، ففي حين بقية المقامات تكون ثابتة من حيث تركيبها وطريقة عزفها، فإن عازف مقام "أوج" يحدد الألحان التي يؤديها وفقاً لذوقه الشخصي مستخدماً جملاً لحنية من مقامات مختلفة.