بدأت، أمس، عملية التصويت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية في المعابر الحدودية وفي الخارج، ومن المنتظر أن يشارك فيها أكثر من 3 ملايين ناخب تركي عبر 123 مركزا انتخابيا في 60 دولة.

وشهد مطارا اتاتورك وصبيحة غوكجن في اسطنبول اقبالا من الناخبين الأتراك المقيمين في الخارج على التصويت في الصناديق الانتخابية المعدة لهذا الغرض في المطارين.

Ad

كما شهدت المعابر الحدودية البرية لتركيا مع بلغاريا، قابي كولة ودره كوي، واليونان، وإيبصالا، بدء عملية التصويت بالنسبة للاتراك القادمين من الخارج عبر البر.

ومن المقرر ان تنتهي عملية الاقتراع في المعابر الحدودية التركية في 24 الشهر الجاري.

كما توجه الناخبون الأتراك في ألمانيا والنمسا وفرنسا منذ صباح أمس، إلى مراكز الاقتراع التابعة للبعثات التركية، للتصويت.

وسيتمكن المغتربون الأتراك من التصويت في 13 مركزا انتخابيا للقنصليات العامة في ألمانيا، و3 مراكز في النمسا، و6 مراكز في فرنسا.

وتستمر عملية التصويت في الانتخابات التركية بالخارج حتى 19 الجاري، من التاسعة صباحا حتى التاسعة مساء.

وسيتم نقل البطاقات الانتخابية إلى الداخل التركي بعد انتهاء عملية الاقتراع في الخارج، وحفظها في غرفة خاصة إلى حين انتهاء اقتراع الداخل يوم 24 يونيو.

وفي حال اللجوء الى جولة ثانية في الانتخابات الرئاسية، سيكون بإمكان الناخبين الاتراك التصويت في المعابر الحدودية اعتبارا من 30 الجاري حتى 4 يوليو المقبل.

وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة في الـ 24 من الشهر الحالي يتنافس فيها 6 مرشحين.

ومنذ بروزه على الساحة السياسية التركية قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، يراكم الرئيس رجب طيب إردوغان الانتصارات الانتخابية، لكنه يواجه منافسة غير مسبوقة هذه المرة.

تولى إردوغان الحكم منذ 2003 كرئيس للوزراء أولاً قبل أن يصير رئيساً. ورسم خلال هذه الأعوام صورة السياسي الذي لا يقهر محققاً فوزاً على المعارضة في كل انتخابات.

ورغم أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية تبدو تكراراً لسيناريوات سابقة بالنسبة إلى إردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، فإن المعارضة تمكنت من تجاوز انقساماتها وسمت مرشحين يتمتعون بالكاريزا لجذب الناخبين.

ينطبق هذا الأمر خصوصاً على محرم انجه، مرشح حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديمقراطي الأتاتوركي (علماني). فهو خطيب مفوه ينافس إردوغان من تجمع الى آخر مقارعاً إياه في "لعبته" المفضلة: استفزاز مشاعر الجماهير وإيقاظ النزعة القومية.

وثمة مرشحة معارضة أخرى يحسب لها حساب هي ميرال اكشينار، وزيرة الداخلية السابقة، التي اسست حزب "ايي بارتي" الناشئ (الحزب الصالح).

كذلك، شكلت الاحزاب المعارضة تحالفاً لمواجهة إردوغان في الانتخابات التشريعية.

وقالت اصلي ايدنتسباس الخبيرة في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية إن "المعارضة تظهر للمرة الأولى درجة معينة من التنسيق والوحدة"، معتبرة أنها قد تكون قادرة على "تحقيق فوز" في البرلمان.

وفي رأيها أن حزب العدالة والتنمية "قلل من أهمية" انجه الذي يتناقض أسلوبه الفظ مع الخطاب الهادىء لرئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو الذي لم ينجح البتة في مقارعة الرئيس التركي.

وأضافت "يواجه إردوغان الآن شخصاً لا يستسلم بسهولة والناس يستمعون إليه".

ثمة تحد آخر يواجه الرئيس التركي. فبعدما صنع شعبيته معولاً على الازدهار الاقتصادي الذي سجل في العقد الأخير، باتت الظروف راهناً أكثر صعوبة مع تدهور في قيمة الليرة التركية وازدياد كبير في التضخم.