فاض الوسط الفني بأخبار تقول إن فاتن حمامة رفضت هذا الفيلم وذاك وغيرهما، فقرر مدير التصوير الحاج وحيد فريد أن يضع معها حداً لهذا الموضوع:* تقصد إيه؟
= أقصد أن المنتجين بقوا يخافوا يعرضوا عليك الأفلام لترفضيها. وأي فنانة تعرف أن فاتن حمامة رفضت الفيلم تخاف تعمله.* طب أعمل إيه إذا كل اللي بيتعرض عليها مش لاقيه فيه حاجة كويسه.= ولا هاتلاقي طول ما انت مستنيه الفيلم اللي في دماغك لوحدك. مافيش قدامك غير حل واحد!
* إيه هو؟أكّد وحيد فريد لفاتن حمامة أن عليها أن تنتقي الأفضل من بين ما يعرض عليها، ليس كي تعمل فحسب، بل المهم ألا تبتعد كثيراً عن جمهورها، الذي لا يزال ينتظر منها الكثير، ومن المؤكد أنها ستجد ما تحلم به من أدوار تسعى إلى تقديمها. رغم عدم رضا فاتن عن العمل بهذا الأسلوب، فإنها وجدت الحكمة في كلام وحيد فريد، ووافقت فوراً على فيلم عرضه عليها المنتج حلمي رفلة بعنوان «الاعتراف»، قصة وسيناريو يوسف جوهر وحواره، وإخراج سعد عرفة، إلى جانب كل من يحيى شاهين ومديحة يسري، وصلاح منصور، والممثل الشاب جلال عيسى، لتبدأ في تصويره، في الوقت الذي عاد فيه عمر الشريف إلى القاهرة وفقاً لتعاقده مع المنتج حلمي رفلة أيضاً.انتهز الشريف فرصة فترة التحضير لفيلم جديد كان تعاقد عليه بعنوان «دكتور جيفاجو» مع المخرج ديفيد لي، وهي تقريباً ستة أشهر، وعاد إلى القاهرة لتصوير فيلمه مع رفلة، خصوصاً بعدما لمس اجتهاد الأخير لصناعة عمل يليق باسم النجم وحجمه على مستوى العالم.أعدّ رفلة إنتاجاً ضخماً لفيلم تاريخي عن مرحلة حكم المماليك في مصر، كتب له القصة الكاتب نيروز عبد الملك، بعنوان «المماليك»، وتولى السيناريو عبد الحي أديب، والحوار محمد مصطفى سامي، والإخراج عاطف سالم، الذي حرص على حشد عدد كبير من النجوم إلى جانب عمر الشريف، من بينهم عماد حمدي، وحسين رياض، وفاخر فاخر، وصلاح جاهين، وأمينة رزق، وصلاح نظمي، وعدد آخر من الفنانين، إضافة إلى الفنانة الشابة نبيلة عبيد، التي كان اكتشفها المخرج عاطف سالم، وتزوجها قبل أكثر من عام، ليقدمها في دور البطولة أمام عمر.رغم ضخامة الإنتاج والمعارك الحربية به، لم يستغرق تصوير الفيلم وقتاً طويلاً، وما إن انتهى الشريف منه، حتى غادر مصر للحاق ببدء تصوير «دكتور جيفاجو»، ليعرض «المماليك» ويحقق نجاحاً كبيراً، خصوصاً بعدما استغل المنتج اسم الشريف في الدعاية، مشيراً إلى أنه فيلم العودة للنجم العالمي.سافر الشريف عقب الانتهاء من تصوير «المماليك» وكانت فاتن بدأت فيلماً من إنتاج رمسيس نجيب بعنوان «حكاية العمر كله»، قصة وسيناريو حلمي حليم وإخراجه، وحوار محمد أبو سيف، إلى جانب كل من فريد الأطرش، وأحمد رمزي، وليلى فوزي، والمطربة مها صبري. ليعرض الفيلمان «اعتراف» و«حكاية العمر كله» في زمن متقارب، وتصدم فاتن بفشل الأول جماهيرياً، وكانت صدمتها أكبر في «حكاية العمر كله» رغم النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه.
حرص فني
أصاب النجاح الجماهيري الكبير الذي حققه «حكاية العمر كله» فاتن بقلق بالغ، عندما لاحظت أن أكبر سبب لإقبال الجمهور على العمل وجود المطرب الكبير فريد الأطرش بطلاً فيه، ورغبة الجمهور في سماع صوته وأغانيه.من ثم، لم يكن النجاح تعبيراً حقيقياً عن مضمون العمل، أو دورها فيه، كما اعتاد منها جمهورها في أفلامها، سواء أدّت أدواراً تعجبه ويلتف حولها، أو حتى يختلف عليها وينتقدها، ويوجه اللوم إليها. لكن أن يدخل الجمهور الفيلم ويخرج وهو يردّد أغاني فريد الأطرش ودوره في مرحلة اللهو والاستهتار، ثم الجدية والعمل، وتضحيته من أجل حبيبته وشقيقه، فهذا يعني أن أية فنانة أخرى كان بإمكانها أن تؤدي الدور نفسه.لم تكن فاتن ضد أن ينجح الفيلم لأسباب عدة، لكن مهم جداً بالنسبة إليها، أن تكون هي واحدة منها، وليست مجرد أنثى أو جه جميل على الشاشة، لأنها لم تعتد ذلك في تاريخها كله منذ أن شاركت طفلة في «يوم سعيد» مرورا بكل ما قدمت على الشاشة، وهو ما يعد مؤشراً خطراً يجب أن تلتفت إليه في اختياراتها المقبلة.رغم الناقوس الذي دق في رأسها، والضوء الأحمر الذي أنار في داخلها، قررت فاتن عدم التراجع عن استمرارها في العمل، وعدم العودة للجلوس في بيتها انتظاراً لنوع الأفلام التي تتمناها.نفذت قرارها فوراً وقبلت عرض مدير التصور الحاج وحيد فريد حول فيلم «شيء في حياتي» مع المخرج هنري بركات، من إنتاج منير حلمي رفلة، واقتبسه يوسف السباعي عن الفيلم البريطاني Brief Encounter أو "لقاء قصير”، الذي أنتج في عام 1945، ورشح لثلاث جوائز أوسكار.شارك فاتن بطولة «شيء في حياتي» الممثل الشاب إيهاب نافع، ضابط القوات الجوية بالجيش المصري، والذي سُرِّح قبل سنوات ليتجه إلى التمثيل، ومعهما عدلي كاسب، وسمير صبري، وملك الجمل.بدأت فاتن تصوير الفيلم، غير أنها ذات يوم، ومن خلال بعض التعديلات التي يجريها يوسف السباعي مع هنري بركات، وبرغبتها، بدأت تكتشف أنها تسير في اتجاه سيصل بها إلى مضمون فيلم «نهر الحب» نفسه إلى جانب عمر الشريف، لكن بمعالجة مختلفة: الزوجة التي ترتبط برجل يكبرها في السن، تعيش معه تعاسة زوجية، إلى أن تلتقي بفارس الأحلام، فتتغير نظرتها إلى الحياة، بعد أن تقع في الحب، وتكون على حافة «الخطيئة» وتدفعها الظروف لتكون امرأة «خائنة». من ثم، اجتهدت مع يوسف السباعي وهنري بركات لتغيير النهاية، إذ تضحي الحبيبة بحبها من أجل استمرارية حياتها مع زوجها وأولادها. ورغم التغيرات كافة التي اجتهدت لوضعها في الفيلم، ورغم أهمية الدور بالنسبة إليها باعتباره محور العمل، لم يحقق الفيلم النجاح الذي توقعته فاتن، وانصرف عنه الجمهور بشكل واضح.بدا واضحاً أن النجمة أصيبت بإحباط كبير، وسيطرت عليها حالة من الاضطراب، لم تؤثر في حياتها الخاصة فحسب، بل في اختياراتها الفنية أيضاً، وهو ما ظهر في أعمالها الأخيرة، التي شعرت خلالها بابتعاد الجمهور عنها. ولم يكن تخمين السبب يحتاج إلى عناء شديد، فمن المؤكد أنها حالة عدم الاستقرار الأسري التي تعيشها، واللقاء مع زوجها عمر الشريف، الذي يتم كزميلين في مهرجان سينمائي، أو عبر زيارة خاطفة، من القاهرة إلى لندن أو العكس. وكانت فاتن هي المبادرة غالباً، لأن الشريف كان مشغولاً دائماً، لدرجة أنه أصبح أشبه برجال الأعمال الذين يتنقلون من بلد إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، فيبدو دائماً مرهقا ومنهكاً إلى حد كبير، عيناه أضناهما السهر، لأنه لا يكاد ينام أكثر من أربع ساعات يومياً، ليس بسبب عمله أكثر من 20 ساعة يومياً بالتأكيد. لكنه كان يحاول إلى جانب عمله، أن يقتل كل لحظة فراغ يكون فيها بمفرده، فاتجه إلى لعب «الورق»... حتى استطاع المخرج العالمي ديفيد لي أن يعيد إليه بعض توازنه عندما منحه الفرصة الثانية بعد «لورانس العرب» ليؤدي بطولة فيلم «دكتور جيفاجو» رغم معارضة معظم السينمائيين والشركة المنتجة «مترو غولدن ماير» لمنح الشريف هذا الدور، بل وسخر منه النقاد لأنه يريد إسناد دور شاعر روسي إلى ممثل عربي.غير أن ديفيد لي صمّم على رأيه، وتحدى الآراء المعارضة، ومنح الشريف الدور، وبدأ الأخير تصويره فعلاً، ثم أرسل إلى فاتن لتلحق به هي وابنهما طارق إلى إسبانيا، لكنها قبل أن تسافر إلى مدريد، وجدت المنتج رمسيس يطلب منها استكمال الفيلم الذي بدأت تصويره من إخراجه، منذ ما يقرب من العامين ولم يكتمل.فيلم لم يكتمل
عرض عليها رمسيس نجيب القصة القصيرة «دعني لولدي» التي كتبها إحسان عبد القدوس في عام 1955. وكان اشتراها منه رمسيس في عام 1957، واتفق مع يوسف عيسى على أن يكتب لها السيناريو والحوار، وأن يتولى إخراجها صلاح أبو سيف، وأن تقوم بدور البطولة ليلى مراد، وتعود بها إلى الشاشة بعدما انقطعت عنها خمس سنوات. غير أن يوسف عيسى، لم يكتب، وانشغل صلاح أبو سيف بإخراج أربعة أفلام، وفي الوقت نفسه، زاد وزن ليلى مراد، وفقدت حماستها للعودة إلى السينما رغم أن الدور كان يناسب سنها، وطوي المشروع فترة. عاد المشروع إلى الواجهة في عام 1963 حين اتفق المنتج صبحي فرحات مع رمسيس على أن ينفذ الفكرة من إخراجه هو، واتفق الأخير مع إحسان عبد القدوس على أن يكتب هو الحوار، فيما يتولى السيناريو السيناريست المعروف جورج بروسبري. أما الإنتاج فيكون بالاشتراك مع إيطاليا، ويقدم العمل في نسختين، الأولى مصرية مع فنانين مصريين بعنوان «دعني لولدي»، والثانية إيطالية مع فنانين إيطاليين بعنوان «سبعة أيام في الجنة»، إذ تدور قصة حب في البندقية لمدة سبعة أيام.وتقرر أن يقوم عبد الحليم بدور نجم سينمائي مصري يذهب إلى مهرجان «البندقية السينمائي الدولي» ومعه صحافي يجسد دوره أحمد رمزي يقع في غرام نجمة حسناء تجسد دورها فاتن حمامة، وتقع هي في حيرة بين حبها لابنها وحبها الجديد.عندما قرّر رمسيس نجيب أن يبدأ بمشاهد النجم المصري في إيطاليا حيث يحضر أحد المهرجانات العالمية، وجد أن مشهداً واحداً سيتكلف 30 ألف جنيه، وهو رقم أكبر من ميزانية الفيلم بأكمله. وبجرأة كبيرة منه ومن عبد الحليم حافظ، استغلا فرصة انعقاد المهرجان نفسه لتصوير المشهد الذي يضم النجم المصري.ليلة افتتاح المهرجان، تمّ تصوير المشهد بنجاح كبير، بمساعدة فريق مصورين من التلفزيون الأميركي، فبدا بعد المونتاج أن النجمة الإيطالية جينا لولو بريجيدا تحيي هي وبعض النجوم العالميين عبد الحليم، ويصفقون له، وهو بدوره يرد لهم التحية.بعدها توقف الفيلم بسبب حالة العندليب الأسمر الصحية، فعاد كل من فاتن وأحمد رمزي للانشغال بأعمالهما. امتدّ التوقف نحو عامين، ليعاود المخرج والمنتج رمسيس نجيب التفكير في استكمال المشروع في عام 1965، وسافر النجوم الثلاثة فاتن وعبد الحليم ورمزي، ومعهم الفنان الكبير يوسف وهبي، المشارك في البطولة، إلى إيطاليا مع فريق العمل، بعدما اختار المخرج بعض شوارع مدينة البندقية التي تتخللها «الجنادل» لتصوير مشاهد عدة، بدأها بمشهد غرامي يجمع بين فاتن ورمزي، وينتهي بقبلة استغرق تصويرها 10 ساعات كاملة، بل إن الإعداد لتصويرها استغرق أسبوعاً كاملاً، بعدما أمضى نحو 40 عاملاً وفنياً خمسة أيام في تثبيت القواعد الخشبية التي ركبت عليها مصابيح الإضاءة التي حولت ليل تلك المنطقة إلى نهار. وقف المصور الإيطالي «الدو» يعطي تعليماته لمساعديه، ورمسيس نجيب يتفق مع مساعده أنور الشناوي على اللقطة والحوار، ثم بدأ تصوير المشهد لتأتي في نهايته «القبلة» وحين قال نجيب «ستوب»، قفز المصور الإيطالي «الدو» من مكانه، وصرخ: - عظيم... عظيم جداً.وسمعت فاتن أحد الصحافيين الإيطاليين، الذي حرص على حضور التصوير، وهو يهمس قائلاً: = ما هذا؟ تصوّرت أن هؤلاء الذين جاؤوا من أفريقيا سيأخذون وقتاً طويلاً كي يتعلموا الأداء المتقن.رغم إعجاب فريق العمل الإيطالي الشديد بأداء الفريق المصري، فإنهم ذهلوا حين سمعوا المخرج المنتج رمسيس، يطلب إعادة المشهد، ووصلت الإعادات إلى أكثر من ثماني مرات، لتخرج بعده الصحف الإيطالية، وتكتب في صفحاتها الفنية:«أدى الفنانون العرب دورهم في النسخة المصرية من فيلم «سبعة أيام في الجنة» بطريقة نالت إعجاب كل الفنانين الإيطاليين الذين لم يتوقعوا أن يكون الممثلون العرب على هذه الدرجة من سرعة الخاطر والقدرة على ضبط الحركة إزاء الكاميرا ومعرفة مواقعهم في كل مشهد من المشاهد. أما الممثلة العربية فاتن حمامة، فهي بلا شك «أودري هيبورن» الشرق».وراحت أخبار الفيلم تنشر يوماً بعد يوم، وتتصدر صور فاتن حمامة وعبد الحليم وأحمد رمزي ويوسف وهبي، معظم الصحف الإيطالية.انتهت فاتن من تصوير مشاهدها، واتجهت فوراً إلى مدريد، غير أنها ما إن وصلت حتى فوجئت بأن الشريف قرر أن يقوم ابنهما طارق بأول دور سينمائي له في حياته، إذ رشحه ليجسد شخصيته طفلاً ضمن «دكتور جيفاجو».قلق وترقب
رفضت فاتن في البداية لأنها لا تريد لطارق أن يشعر بأنه كبر قبل الأوان، وعارضت قرار الشريف، مثلما سبق وعارضت عز الدين ذو الفقار، عندما قرر أن تشارك ابنتهما نادية في فيلم «موعد مع السعادة».غير أن الشريف أخبرها بأنه اتفق فعلاً على الأمر، ولا مجال للتراجع. فلم يكن أمامها سوى الموافقة، بشرط ألا يكررها وألا يرى طارق نفسه على شاشة السينما، على الأقل وهو في هذه المرحلة العمرية، فهي لا تريده أن يشعر بأنه مشهور كي لا يهمل دراسته. وافق الشريف على شرطها، وما كاد طارق ينتهي من تمثيل دوره حتى عادت به فاتن بسرعة إلى القاهرة. انتهى تصوير الفيلم، ونجح طارق، كذلك الشريف بشكل رائع، حتى أنه رُشِّح عنه لجائزة «أوسكار أفضل ممثل»، ليعرف طعم النجاح والتألق مجدداً. عندئذ، بدأ يسيطر عليه إحساس دائم بالخوف من الفشل، وهو ما شعرت به فاتن أيضاً، بعدما عاشت السنوات الثلاث الماضية، منذ سفر الشريف، تحت ضغط مشاعر متباينة، حافلة بالانفعالات، إذ راح يتصارع في داخلها اليأس مع الأمل، تقتلها نظرات الشفقة، مثلما تقتلها نظرات الشماتة في أعين بعض من حولها، حتى تحول الهمس إلى ضجيج في أذنيها وعقلها وقلبها، خصوصاً مع تزايد الإشاعات حول علاقات الشريف الغرامية، التي كانت تنشرها الصحف العالمية، ويتطوع البعض لترجمتها ونشرها في الصحف والمجلات العربية. حتى بات تحليها بالصبر والدفاع عنه، نوعاً من العبث، وزادت الطين بلة إشاعة الحب الجديدة التي انتشرت أخبارها كالنار في الهشيم، ليس بين زوجها وبين إحدى جميلات السينما العالمية، بل سكرتيرته «كارولين فيفر».أصبح لدى فاتن يقين بأن الاضطرابات التي تعيشها في حياتها الشخصية، تؤثر بشكل كبير في اختياراتها الفنية، فقررت أن تتوقف لتعيد حساباتها، مهما كثرت نصائح المحيطين بها والمقربين إليها، بالاستمرار في العمل، بغض النظر عن المضمون، إلى أن يأتي ما تتمناه. وسيطر عليها إحساسان، أحدهما يطالبها بأن تتوقف عن قبول أي أعمال إلى أن تعثر على ما تريده، حتى لو أنتجته بنفسها، والآخر بأن تبتعد تماماً بالسفر إلى لندن، وتكون ضربت عصفورين بحجر واحد: أولاً، كي لا تقع تحت ضغوط وإلحاح بعض الأصدقاء والمقربين، وتضطر إلى الرضوخ لإلحاحهم وقبول ما لا ترضى عنه. وثانياً، لقضاء فترة طويلة نسبياً مع زوجها الشريف وتكون إلى جواره لقطع الألسنة كافة. فيما كانت فاتن تفكر في السفر، جاءها اتصال هاتفي من الكاتب والسيناريست سعد الدين وهبة، رئيس مجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي «فيلمنتاج»، والذي سبق وكتب لها سيناريو وحوار فيلم «الحرام»، غير أنه لم يكن يريدها ليعرض عليها فيلماً من تأليفه، بل لتقدم فيلماً من إنتاج الشركة التي يرأسها، وعليها أن تختار الرواية المناسبة للمؤلف الذي تريد. أرادت الاعتذار إليه بلطف، لكنه أصر على أن تقدم فيلماً للشركة، فطلبت منه فرصة للتفكير.وسط حالة التفكير وإعادة الحسابات التي كانت تقوم بها فاتن مع نفسها، وجدت فجأة أحد ضباط الأمن يطلب زيارتها في منزلها، ولأنه لم يفصح عن سبب الزيارة المفاجئة والملحة، لدرجة أنه حدّد بنفسه الموعد في اليوم نفسه الذي هاتفها فيه، راحت فاتن تخمن سبب الزيارة! البقية في الحلقة المقبلة