مصر: مدبولي يسابق الزمن لاختيار حكومته قبل حلف اليمين
بقاء وزراء الدفاع والداخلية والعدل والتنمية المحلية وترجيحات بإطاحة المصيلحي... والجزار الأقرب لـ «الإسكان»
فور تكليفه بتشكيل أول حكومة له، دخل رئيس الوزراء المكلف مصطفى مدبولي في سباق مع الزمن، أمس، لاختيار فريقه قبل أدائه اليمين الدستورية المتوقع الأسبوع الجاري.وقال مصدر مطلع إن مدبولي سيعلن أسماء الوزراء مساء اليوم ليتم عرضها على البرلمان غدا الأحد، ويتم حلف اليمين خلال الأسبوع الجاري، موضحا أنه استقر على الإبقاء على معظم الوزراء الحاليين، مثل الدفاع صدقي صبحي، والداخلية مجدي عبدالغفار، والعدل حسام عبدالرحيم، ومعظم وزراء المجموعة الاقتصادية، فيما سيدور التغيير حول 10 حقائب وزارية، ومن المرجح أن يطول وزير التموين علي المصيلحي، بعد فضيحة فساد في وزارته تورط فيها مدير مكتبه.ويبدو وزير التنمية المحلية اللواء أبوبكر الجندي، في منأى عن التغيير الوزاري، خاصة أنه جاء في آخر تعديل شهدته حكومة إسماعيل في يناير الماضي، في حين رجح المصدر المطلع أن تتم إطاحة وزير الأوقاف مختار جمعة، مؤكدا أنه سيتم اختيار شخصية جديدة لحقيبة الإسكان في كل الأحوال، بسبب تولي حاملها رئاسة الحكومة، وتم طرح اسم نائب وزير الإسكان، عاصم الجزار، لتولي الوزارة خلفا لمدبولي، خاصة أنه من أقرب المقربين له، وهو ما ظهر بتكليف مدبولي له بتسيير أمور الوزارة أثناء قيامه بمهام رئاسة مجلس الوزراء خلال فترة تلقي شريف إسماعيل العلاج من مرض السرطان خارج مصر نهاية العام الماضي.
وفي حال نجا مدبولي من لعنة الاعتذارات في اللحظة الأخيرة، والتي كانت السمة الأبرز في تعطيل الإعلان عن تشكيل الحكومة في الأعوام القليلة الماضية، سيتم إعلان التشكيل الحكومي اليوم، على أن يتقدم رئيس الوزراء المكلف بأسماء الوزراء إلى البرلمان الذي يعقد جلسة عامة غدا، ولن يواجه مدبولي أي مشكلة في إقناع النواب بحكومته، إذ إن الغالبية المطلقة منهم من مؤيدي الرئيس السيسي، وتسابقوا جميعا لإعلان موافقتهم ومباركتهم لاختيار مدبولي.ومن المتوقع أن يتم تكريم شريف إسماعيل رسميا على مجهوداته، إذ تعد حكومته أطول الحكومات المصرية بقاء منذ ثورة 2011، إذ شكلت رسميا في سبتمبر 2015، وأجريت عليها عدة تعديلات وزارية في مارس 2015، ونوفمبر 2016، ويناير الماضي، وأشرفت على برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي حصلت من خلاله مصر على قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 12 مليار دولار، فضلا عن 9 مليارات دولار من جهات مانحة أخرى، والتزمت في المقابل بإجراءات قاسية على جيوب المصريين من تعويم الجنيه وخفض الدعم المقدم إلى الطاقة والمحروقات، وصاحب ذلك ارتفاع قياسي في أسعار السلع، مما جعلها حكومة غير شعبية في نظر كثيرين.وتولى مدبولي، الذي ولد عام 1966، وزارة الإسكان في حكومة إبراهيم محلب عام 2014، وأشرف خلال سنوات رئاسة السيسي على المشروعات القومية التي دشنها الأخير، خصوصا العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة في المحافظات.في سياق منفصل، أبدى السيسي ترحيبه بنتائج اجتماعات مجلس الأعمال التنسيقي السعودي الإماراتي الأول، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، وأشاد بما تمثله الاجتماعات من تعزيز لآليات العمل العربي المشترك، بما يكشف عن عمق التحالف المصري السعودي الإماراتي البحريني على الساحة العربية، والذي أخذ في التبلور منذ إعلان الرباعي قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر في 5 يونيو 2017.