وسط زحام الدراما التلفزيونية الرمضانية، التي لم تكن في مستوى الطموح إلا ما ندر، بسبب عدم الاحترافية وجدية الطرح في الغالبية العظمى منها، إلا أن الشاعر ومقدم البرامج بدر بورسلي، أنسانا هذا الزحام الدرامي غير المقنع، وكان فاكهة شهر رمضان.أطل بورسلي على شاشة تلفزيون الراي يومياً، من خلال برنامج «مرني»، وهو من إعداد علي شويطر وإخراج حسين حمادي، ومدة الحلقة 15 دقيقة، ويبدو من العنوان أنه يحمل عبق الأصالة والزمن الجميل، فالاسم هو عنوان أغنيته الرائعة الذائعة الصيت «مرني»، التي صاغ كلماتها الجميلة بنفسه، وتصدى لتلحينها د. عبدالرب إدريس، وشدا بها «الصوت الجريح» عبدالكريم عبدالقادر.
وكانت الانطلاقة مع المطرب الشعبي سليمان القصار، التي تضمنت حواراً شائقاً، واستحقت أن تدار على مدى ثلاث حلقات، عن بداية مشوار القصار، حيث كان محباً للطرب منذ نعومة أظفاره، في طلعات البر (الكشتات) مع أهله، فحفظ كل الأغاني والأهازيج، وبعد أن كبر قليلا أراد اقتناء «طار»، لكن والده رفض، مما اضطره إلى صناعة «طار»، من جلد الخروف، وهو لا يتعدى الـ 12 من عمره، وواصل هوايته، ثم ارتاد حفلات الترويح السياحي. إضافة إلى لقائه الفنانة الشعبية الكبيرة الراحلة عودة المهنا، ومشاركته الغناء مع فرقتها، ونصائحها له كي يغدو قائدا وليس تابعا، ودعمها له، لأن يجيد السامري والفنون الشعبية الأخرى.كما استدعى القصار بعض المواقف الطريفة، مثل حكاية «المهياوة» و«الخباط» التي طلبها منه أحد أصدقائه وتفتيشه في أميركا قبل حادث 11 سبتمبر، والأزياء التي ابتدعها مع الذهب والأحجار الكريمة، والبشت والدقلات، وحكايته مع الطبخ، وطباعة كتبه الخاصة بالطبخ، إضافة إلى اهتمامه بخلطات الطيب.أما الحلقات التالية، فاستضاف فيها بورسلي، بلبل الخليج نبيل شعيل، ودار فيها الحوار عن علاقته بالحداق، واصطياده أكبر سمكة «شعم»، فضلا عن هوايته المحببة في التصوير الفوتوغرافي إلى درجة الاحترافية، وقصة تعلمه الكمبيوتر، ثم مواكبته لكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا، وبدايته مع الفن منذ النشاط الموسيقي أيام المدرسة، وكان يجيد العزف على آلة الإيقاع «البنقز»، ثم تعلمه على العود الذي اشتراه من سوق المقاصيص، واجتياره اختبـــــار معهــــــد الموسيقــــــى مــــن الراحلـــــة د. رتيبة الحفني، التي توقعت له مستقبلا كبيرا، وانطلاقته مع الملحن الراحل راشد الخضر، وعلاقة الصداقة الوطيدة مع الفنان سليمان القصار. وفي حلقة الفنان الكبير محمد جابر (العيدروسي)، أبحر بورسلي في عديد من المحطات لدى جابر، فقد درس عند الملا خنيني وختم عند الملا سليمان، ثم التحق بمدرسة المثنى، وكان ناظر المدرسة عقاب الخطيب والوكيل محمد النشمي، رحمهما الله، وشارك معهما في المسرح المدرسي، ثم أكمل المرحلة المتوسطة في المدرسة القبلية، وبعدها عمل كاتباً في وزارة التربية، مدة 4 سنوات وانتقل إلى وزارة الشؤون، وانتسب إلى فرقة المسرح العربي، 10 أكتوبر 1961، عطفاً على حبه للسفر إلى تركيا وزيارته بين الحين والآخر إلى الجزء الأوروبي من مدينة أسطنبول.كما استضاف بورسلي، وزير الأشغال وزير الدولة لشؤون الإسكان الأسبق، بدر الحميدي، عن إنجازاته الدولية، بوصفه بطل المسافات الطويلة في رياضة السباحة. وشيخ المعلقين الرياضيين خالد الحربان الذي كان لاعباً في مدرسة الصديق، حيث لعب مع فريق المدرسة، ثم لاعباً أساسياً في منتخب المدارس، قبل أن ينتقل إلى منتخب الكويت ليلعب ضمن صفوفه بين العامين 1961 و1963. ووزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي الذي أماط اللثام عن المحطات المهمة في مسيرته الإعلامية وتدرجه في السلّم الوظيفي، إذ عمل مخرجاً ومنتجاً ومراقباً للبرامج، ومديراً عاماً لتلفزيون الكويت، حتى أصبح وزيراً للإعلام. والإعلامي وكيل قطاع الأخبار السابق، محمد القحطاني، والمذيع المخضرم حسين ملا علي.استطاع بدر بورسلي أن يجذب المشاهد، وذلك بأسلوبه الشائق والسلس، وبكاريزما خاصة تميزه في محاورة ضيوفه، واستخراج بعض المحطات المهمة والمواقف الطريفة في حياتهم، وهذا ليس بمستغرب على «بوناصر».
توابل - مسك و عنبر
بدر بورسلي... مقدم برامج متميز يمتلك كاريزما خاصة
09-06-2018