تزامناً مع هجمات مفاجئة شنها تنظيم «داعش» في بادية السويداء أسفرت عن مقتل 22 مقاتلاً موالياً للرئيس السوري بشار الأسد نصفهم إيرانيون، شهدت إدلب ليلة دامية استهدفت فيها طائرات، يرجحُ أنها روسية، بلدة زردنا في الريف الشمالي الشرقي، مما أسفر عن سقوط نحو 50 قتيلاً بينهم 11 امرأة وستة أطفال، بالإضافة إلى عشرات الجرحى.

ووفق مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، فإن ذلك هو أكبر عدد من القتلى يسقط في هجوم واحد على المنطقة هذا العام، مشيراً إلى أن عمليات البحث عن عالقين تحت الأنقاض تتواصل في بلدة زردنا، التي تسيطر عليها فصائل إسلامية وجهادية بينها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).

Ad

وخلال السنوات الماضية أصبحت إدلب، التي دخلت في سبتمبر الماضي مع أجزاء من محافظات محاذية لها في اتفاق خفض التوتر برعاية روسيا وإيران وتركيا، هدفاً للطائرات الحربية السورية والروسية، لكن وتيرة القصف الجوي تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية.

ونفت وزارة الدفاع الروسية أمس، أن تكون طائراتها الحربية قامت بقصف مواقع تابعة للمسلحين في ادلب. واصفة الأنباء حول استهدافها بلدة زردنا في الريف الشمالي الشرقي بأنها "لا أساس لها من الصحة".

وأكد المركز الصحفي لوزارة الدفاع، أن محافظة إدلب شهدت أمس الأول اشتباكات واسعة النطاق بين "جبهة النصرة" وجيش الأحرار باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية.

في المقابل، قُتل 22 مقاتلاً موالياً للنظام السوري، بينهم 11 عسكرياً هم 9 جنود وضابطان، في هجمات مفاجئة شنها، أمس الأول، مسلحون من تنظيم «داعش» في محافظة السويداء الصحراوية، بحسب المرصد، الذي أوضح أن باقي القتلى من الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، إضافة إلى 12 عنصراً من «داعش».

وأوضح عبدالرحمن أن هذه الهجمات هي الأولى من نوعها في المنطقة، حيث لم يرصد أي وجود لمسلحي التنظيم الجهادي منذ أكثر من عام، مشيراً إلى أنه ضاعف من هجماته ضد المقاتلين الموالين للنظام منذ مغادرة مقاتليه معقلهم قرب دمشق بموجب اتفاق إجلاء مع النظام السوري.

وبذلك، يرتفع الى 184 عدد قتلى القوات الموالية للنظام منذ 22 مايو الفائت، في حين قتل 92 «جهادياً» خلال الفترة ذاتها.

ومطلع الأسبوع الجاري، قُتل 45 مسلحاً موالياً للنظام جراء هجمات شنها التنظيم على قرى في الضفة الغربية لنهر الفرات في شرق سورية. وبعد خسارته الجزء الأكبر من مناطق سيطرته في سورية، لم يعد «داعش» يوجد إلا في جيوب محدودة موزعة بين البادية السورية ومحافظة دير الزور وجنوب البلاد. ولا تشكل هذه المناطق أكثر من 3 بالمئة من مساحة سورية.