عندما تنطلق فعاليات بطولة كأس العالم 2018 بروسيا، سيكون الصراع على لقب النجم الأول للبطولة مفتوحا بشكل أكبر مما كان عليه في أي نسخة سابقة من بطولات كأس العالم.

وبالطبع، لا توجد بطولة يمكنها رفع القيمة التسويقية لأي لاعب كرة قدم أو خطف الأضواء والاهتمام تجاه أي لاعب مثلما هي الحال بالنسبة إلى بطولات كأس العالم.

Ad

وفي ظل المستويات التي شهدها عدد من بطولات الدوري المحلية في أوروبا خلال الموسمين الماضيين، يبدو أن عديدا من اللاعبين سيكون لديهم الطموح لنيل نصيبهم من الأضواء والشهرة خلال المونديال الروسي.

وقبل أيام من انطلاق فعاليات البطولة، لا يستطيع أحد التكهن بهوية اللاعب الذي سيفوز بلقب أفضل لاعب في البطولة، وهل سيكون هو نفسه من يقود منتخب بلاده إلى اللقب العالمي؟ أم أن مجرد تقديم عروض قوية في البطولة يكفي لنيل هذا اللقب، بغضّ النظر عن المنافسة على كأس البطولة.

وهل سيكون النجم الأول للبطولة هو الأرجنتيني ليونيل ميسي؟ أم البرتغالي كريستيانو رونالدو؟ ولم لا يكون المصري محمد صلاح، أو الكولومبي خاميس رودريجيز؟ ولم لا يكون لاعبا آخر؟

عموما، يتطلع المتابعون للمونديال الروسي لنجم هذه النسخة من المونديال، علما بأن المرشحين الفعليين للفوز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة وجائزة الحذاء الذهبي لهداف المونديال يكونون غالبا من اللاعبين الذين يتقدمون مع منتخبات بلادهم إلى الأدوار النهائية.

وسبق لعدد من اللاعبين أن ارتدوا ثوب البطولة من خلال قيادة منتخبات بلادهم للفوز باللقب، مثل الأسطورة الألماني فرانز بيكنباور في 1974، والفرنسي زين الدين زيدان في 1998، والبرازيلي رونالدو في 2002، والإسباني أندريس إنييستا في 2010.

وحصد ميسي (31 عاما) عددا من الجوائز الشخصية على مدار مسيرته الرياضية، وفي مقدمتها جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خمس مرات.

لكن لقب كأس العالم لا يزال غائبا عن سجل إنجازات اللاعب الذي لم يفز مع منتخب بلاده بأي لقب في البطولات الكبيرة حتى الآن.

ميسي للتعويض

ويأمل ميسي في تعويض خسارته والمنتخب الأرجنتيني في نهائي بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل من ناحية، والفوز بلقب المونديال للمرة الأولى من أجل ضمان مكان له بين الأساطير مثل مواطنه دييغو مارادونا والبرازيلي بيليه.

وفي المقابل، سيخوض منافسه التقليدي العنيد رونالدو فعاليات البطولة بعد عامين من التتويج مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا، ليكون الأول للمنتخب البرتغالي في تاريخ مشاركاته بالبطولات الكبيرة.

ورغم أنه الفريق حامل اللقب الأوروبي، فإن المنتخب البرتغالي ليس ضمن أبرز المرشحين للفوز بلقب المونديال الروسي.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن تخيل بزوغ نجم لاعب مغمور أو غير معروف في الوقت الحالي الذي تنتشر فيه أنباء كرة القدم بسرعة وبشكل هائل في كل مكان بالعالم، مما يعني صعوبة تكرار ما فعله الكاميروني الخطير روجيه ميلا في مونديال 1990 عندما قاد منتخب بلاده لدور الثمانية في المونديال بإيطاليا، عندما كان في الثامنة والثلاثين من عمره، علما بأنه لم يكن يتمتع بأي شهرة عالمية قبل بداية البطولة.

ولكن هذا لا يعني اقتصار الترشيحات على النجوم الكبار البارزين فقط، مثل ميسي ورونالدو.

ترشيحات لصلاح

ولهذا، يحظى نجم مثل المصري محمد صلاح (25 عاما)، لاعب ليفربول الإنكليزي، بنصيب من الترشيحات قبل انطلاق المونديال الروسي، لاسيما أن اللاعب قد سجل تهديفيا رائعا مع فريقه في الدوري الإنكليزي في الموسم المنقضي.

وتوج صلاح هدافا للدوري الإنكليزي في الموسم المنقضي من خلال تسجيل 32 هدفا، كما لعب دورا بارزا في بلوغ الفريق نهائي دوري أبطال أوروبا، لكن المباراة النهائية أمام ريال مدريد الإسباني شهدت إصابته في الكتف، ليغيب عن المرحلة الأخيرة من استعدادات المنتخب المصري للمونديال الروسي.

ولكن آمال اللاعب وفريقه لا تزال قائمة في أن يقدم مع أحفاد الفراعنة نفس المستويات التي قدمها مع ليفربول في الموسم المنقضي.

كما يعتمد المنتخب البولندي بشكل هائل على نجم هجومه روبرت ليفاندوفسكي. ومنذ يورو 2016، لم يحقق الفريق الفوز في جميع المباريات الخمس التي خاضها بدون ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونخ وهداف الدوري الألماني (بوندسليغا) .

وفي المقابل، يتطلع الكولومبي خاميس رودريجيز، زميله في بايرن، إلى إنجاز جديد في المونديال الروسي بعدما قاد فريقه ببراعة إلى النهائيات.

وهناك بعض اللاعبين الآخرين يمكنهم تصدر قائمة هدافي المونديال الروسي، مثل الإنكليزي هاري كين الذي سجل 30 هدفا مع توتنهام في الدوري الإنكليزي خلال الموسم المنقضي.

وقد يلعب كين دورا بارزا مع المنتخب الإنكليزي الذي استعاد كثيرا من قوته في الآونة الأخيرة.

كما ينتظر المنتخب الإسباني الكثير من نجمه الجديد إيسكو الذي يأمل في استغلال المونديال الروسي لتأكيد مكانته بين أبرز النجوم في العالم.

وينتظر أن يخوض إيسكو المونديال بحيوية وحالة بدنية أفضل من بقية زملائه في خط وسط المنتخب الإسباني، لاسيما أن الفرنسي زين الدين زيدان مديره الفني السابق بالريـال لم يعتمد عليه في كثير من المباريات بالموسم المنقضي.

غريزمان هداف فرنسا

كما يبدو الفرنسي أنطوان غريزمان مهاجم أتلتيكو مدريد الإسباني مرشحا لفرض نفسه بين أبرز نجوم المونديال الروسي.

كما يعتبر نيمار دا سيلفا، أغلى لاعب في العالم، هو الأمل الكبير للمنتخب البرازيلي، رغم الإصابة التي عاناها في الشهور القليلة الماضية.

وكان نيمار انتقل من برشلونة الإسباني إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في صيف 2017 مقابل سداد الشرط الجزائي في عقده مع برشلونة، البالغ 220 مليون يورو (255 مليون دولار)، لكنه أصيب خلال مشاركته مع سان جيرمان قبل أشهر قليلة، وغاب عن الفترة الأخيرة الحاسمة من الموسم المنقضي.

لكن المنتخب البرازيلي يعلّق عليه آمالا عريضة في المونديال، رغم وجود عدد آخر من النجوم المتميزين في صفوف الفريق، مثل جابرييل جيسوس نجم مانشستر سيتي الإنكليزي وروبرتو فيرمينو نجم ليفربول الإنكليزي.

ولكن المنتخب البرازيلي قد يعتمد على نجم آخر في طريقه للفوز باللقب السادس في المونديال.