في البداية أود أن أطرح تساؤلين يؤرقان حياتي منذ نعومة أظفاري: إلى متى نسكت عن حقوقنا والقدس مسلوبة منا؟ وإلى متى نسكت لمن يسفكون دماء إخواننا، فيطردونهم من ديارهم وبيوتهم محتلين أرضهم بحجج وأكاذيب تاريخية وأباطيل دينية، حتى حاخاماتهم ينكرونها؟ إن أرض فلسطين محتلة، ونحن ساكتون وسارحون، بل جالسون في المجالس نتحدث في أمورٍ تافهة روتينية أكل عليها الدهر وشرب، حتى سئمنا بعضنا، وصرنا نستخدم هواتفنا الذكية لنصور مأكولاتنا في مواقع التواصل: "إنستغرام" و"سنابشات" و"تويتر".
أما حين نغضب فلا يتعدى غضبنا الصراخ في وسائل التواصل الاجتماعي تلك، ونصبح مثل بعض المشايخ نذكر المجازر ونقول: "اللهم أعز الإسلام والمسلمين"، لنعود إلى ما كنا عليه بضمير مستريح.أتدرون عن أي أرض أحدثكم؟ إنها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أرض الزيتون المباركة والسهول المخضبة بدماء الشهداء، ومركز صراع الديانات الثلاث، هي مخ التاريخ، وعظم الحضارة الإسلامية، هي نور مجدنا، وهي شاهد على وهن إيماننا.فهل سيستمر صمتنا عن قضية الأمة؟ وهل نحن أمة الجبناء؟ أمة الخائبين؟ كلا. بل صدق فينا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "أمتي كالمطر، لا يدرى الخير في أوله أم في آخره". وكذلك قوله: "الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم القيامة".سيأتي يوماً جيل ينتصر للحق والدين، ولا يخاف في الله لومة لائم، جيل لا ينام على ضيم ولا يسكت على حق مغتصب، مثل ما نفعل نحن الآن. والله المستعان.
مقالات - اضافات
إلى متى الصمت؟
09-06-2018