مازال مستمراً سيناريو المسلسلات الجارحة لحرمة الشهر الكريم والخارجة عن عادات وتقاليد المجتمع، والخادشة للحياء ولتعاليم الدين الإسلامي، فأكثر هذه المسلسلات والبرامج المعروضة على شاشات القنوات المختلفة وبجميع الأوقات... ذو طرح جريء جداً، وإن كان قويا كدراما، إلا أنه أبدا لا يناسب الشهر الفضيل، ولا يناسب لياليه ومناسكه وصلاته وصيامه وقيامه. ومما يزيد الأمر سوءا أن متابعة تلك المسلسلات لا تقتصر على الكبار، بل يقبل عليها الصغار والمراهقون وأصبحوا يتسابقون لمتابعة تلك الأعمال الجريئة في قصصها ومحتواها، وحتى في حركات الممثلين وجرأتهم مع بعضهم وأزيائهم... كأننا نرى مسلسلاً تركياً أو أجنبياً!

إلى أين وصلنا؟ لماذا هذا التحرر الخارج؟ حتى وإن كانت الممثلة غير كويتية فليس هذا بعذر لتماديها، فجميع هذه المسلسلات تعكس صورة الدراما الكويتية وتمثل في الكويت وباللهجة الكويتية، وإن كانت ركيكة غير أصيلة في كلماتها ومفرداتها وحتى في انتقاء ملابسها، إذ تصور الفتاة الكويتية على أنها متبرجة طوال اليوم حتى في وقت النوم والجلوس في المنزل، ولاشك أن هذا كله بعيد عن الواقع.

Ad

ليس من تخصصي النقد الفني، لكن المعروض على الشاشات لا يجعل أي شخص يتغاضى عن محتوى هذه الأعمال وما فيها من كمية السب والسخرية في حوارات الممثلين، وكيف يكون الصغير سليط اللسان على الكبير، ومدى هبوط هذه الأعمال في مستواها، وإن كان فنانوها كباراً في عمرهم الفني.

فهناك برامج مشوقة ومناسبة لهذا الشهر، وكثيرة جداً، كالبرامج التي تفسر القرآن بالمنظور العلمي، وغيرها من البرامج المفيدة والمناسبة لحرمة الشهر... هذه البرامج هادفة في شهر يفترض أن يكون خالصاً لوجه الله ومخصصاً لتكثيف الصلاة والقيام وقراءة القرآن الكريم والتمعن والتدبر في قراءته.

لست ضد الأعمال الفنية والقصص، لكنها لا تفضل في هذا الشهر الذي تقيد فيه الشياطين، إلا أن شياطين الإنس في صحوة دائمة، فالالتزام والاحتشام والوقار شرط ديني لجميع المسلمين إلا أن المسلم المؤمن المليء قلبه بالإيمان يزيد طاعته في هذا الشهر ويكثف عباداته بجميع أنواعها.

ومن خير الأعمال والعبادات في هذه الأيام الأخيرة بهذا الشهر الكريم الصدقة، لاسيما لما في رمضان من حسنات وأجر ومغفرة وعتق من النار.

اللهم ارزقنا الجنة بغير حساب نحن ووالدينا وجميع أهلينا، واحفظ بلادنا الكويت وأمد أميرنا بالصحة والعافية، واحفظ بلاد المسلمين واجمعها على كلمة لا إله إلا الله، وشتت أعداء الدين وأعداء الإسلام جميعاً.