لا تدمروا مستقبل الولد... بل دمروا البلد!
![عبدالمحسن جمعة](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583383269387080400/1583383291000/1280x960.jpg)
بحت أصوات المخلصين لسنوات طويلة من التحذير من تقسيم البلد قبلياً وطائفياً وفئوياً، وضربوا مئات الأمثلة المأساوية لدول كرست مثل تلك الممارسات بداية من لبنان وحتى أفغانستان، مروراً بالعراق والصومال، وكيف دفعت أثماناً باهظة لتلك الممارسات، لكن دون جدوى، حتى أصبح الأمر واقعاً في الكويت، لا يريد أحد أن يصطدم به حتى لا يدفع الثمن، بينما السلطة مرتاحة من الوضع الذي يمكنها من إدارة خيوط اللعبة السياسية وشؤون الحكم بسلاسة وأريحية، بما تملكه من نفوذ طاغ وإمكانات مالية هائلة، وأصبحت ممارسة التعصب والنعرات القبلية والطائفية أمراً مستساغاً ومقبولاً حتى تحت قبة البرلمان، عندما يعلن نائب ضمنياً عقده صفقات لإنقاذ الوزير المنتمي لقبيلته مهما كان الثمن.الكارثة أن تلك الممارسات الشاذة أصبحت سلوكاً راسخاً لدى معظم الشباب في أرقى المؤسسات العلمية من جامعات ومعاهد، وهم من سيدير البلد ويقودها في المستقبل، فتصوروا كيف سيكون مستقبل بلد يتقدم فيه الانتماء العرقي والمذهبي على الكفاءة والإبداع والتفوق؟!... وعندما يطالب البعض بالإجراءات الحاسمة من إدارة الجامعة والسلطات القانونية تجاه الطلاب الذين يمارسون نشاطات قبلية وطائفية تمس الوحدة الوطنية فإن هناك من يدافع عنهم ويقول لا تدمروا مستقبل الشباب!... ولكن نسألهم: بالله عليكم تأديب شباب يهدد وحدة الوطن ليكونوا عبرة لغيرهم... أم تدمير مستقبل البلد؟