بطولات كأس العالم تعد بمخاطر كبيرة

نشر في 10-06-2018
آخر تحديث 10-06-2018 | 00:00
جماهير المنتخب الإنكليزي خلال مباراة سابقة أمام كوستاريكا ودياً
جماهير المنتخب الإنكليزي خلال مباراة سابقة أمام كوستاريكا ودياً
كثيراً ما حذر العديد من الدراسات العلمية من مخاطر متابعة بطولات كأس العالم على مر التاريخ، بدءاً من الأزمات القلبية والجلطات، وصولاً إلى الحوادث، والانتحار، وكل ذلك قد يكون وراءه بطولة مونديال.
كأس العالم في كرة القدم هي موعد ينتظره المشجعون بترقب كل أربعة أعوام، إلا أن الخبراء الصحيين يحذرون من ان البطولة الأهم للعبة الشعبية الأولى عالميا، قد تتسبب في مخاطر تبدأ من المرض وتصل الى الوفاة.

وحددت البحوث الطبية سلسلة مخاطر صحية تشمل الأزمات القلبية والجلطات، والحوادث، والانتحار، والارتفاع في العنف الأسري.

في عام 2010 الذي شهد إقامة مونديال جنوب افريقيا، حذرت دراسة للنشرة الأميركية الطبية "جورنال اوف ميديسين" من ان كرة القدم "ليست لعبة فقط"، مشيرة الى ان الاحداث الرياضية الكبرى قد "تزيد بشكل كبير الاخطار المتعلقة بالقلب والأوعية الدموية ومعدلات الوفاة".

والأشخاص الذين يكونون تحت خطر أكبر هم الذين يعانون عادة مشاكل في الشرايين والأوعية الدموية، بحسب الدراسة التي أشارت الى ان هذه الفئة تشمل أيضا أولئك الذين يجدون أنفسهم تحت ضغط أكبر، أي "مشجع متحمس، (يوم) مباراة ذات أهمية كبرى، مباراة تنافسية بشكل كبير، خسارة، أو خسارة (فريق) مباراة أقيمت على أرضه".

وأشارت الدراسة الى ان العديد من المشجعين الذين تابعوا مباريات عبر شاشات التلفزة، غالبا ما صاحوا بشكل "جعلهم قريبين من أزمة قلبية"، لاسيما عندما يهدر فريقهم فرصة سهلة لتسجيل هدف، إلا ان الباحثين يشددون على أهمية أخذ هذه الأمور على محمل الجد، لأن المشاعر القوية التي يختبرها مشجعو كرة القدم لاسيما الضغط والقلق والغضب، كلها عوامل قد تساهم في زيادة خطر الأزمات القلبية.

وتقول المتخصصة بالقلب في جمعية القلب البريطانية جولي وورد "نعرف ان هذا وقت مثير للحماس، لكن يجب ألا ينسى (المشجعون) صحتهم القلبية".

تناول حبوب الاسبيرين

ومن الاجراءات التي يحض عليها المتخصصون، تناول حبوب الاسبيرين التي تساهم في تسهيل جريان الدم، وتمارين التأمل، وتجنب عادات مضرة مثل التدخين وتناول الطعام غير الصحي وشرب الكحول.

وبحسب دراسة أجريت في نيوزيلندا، توصل الباحثون الى رابط بين الفوز والخسارة في المباريات الرياضية، ونسبة "إقبال" الاشخاص على المستشفيات. ففي عام 2003، وبعد خسارة المنتخب النسائي المحلي في نصف نهائي كأس العالم لرياضة الركبي، ارتفعت نسبة الدخول الى المستشفيات بسبب مشاكل في القلب، 50 في المئة. في المقابل، كانت هذه النسبة أقل بكثير بعد فوز الفريق نفسه في المباراة نفسها عام 2011.

ويشدد المتخصصون أيضا على ان أمراض القلب ليست الخطر الوحيد.

ففي دراسة أجريت على هامش كأس العالم 2014 في البرازيل، توصل الباحثون الى ان متابعة المباريات قد تؤدي الى ما يعرف بـ"جلطة العين"، وهي انسداد شرايين في العين.

وقارن الباحثون بين عدد الحالات المسجلة من هذه "الجلطة" خلال أربعة اسابيع بعد كأس العالم 2014، والفترة نفسها من عام 2013.

وفي ظل ارتفاع في الحالات بعد المونديال، خلص الباحثون الى ان "الضغط العاطفي الذي يسببه كأس العالم هو عامل خطر" في هذا المجال.

وفي مجال الصحة النفسية، يعتبر الخبراء ان الأحداث الرياضية قد تساهم في زيادة شعور الأشخاص بالانتماء الى مجموعة و"هوية مشتركة"، في حين انها قد تساهم في "زيادة الأمل" لدى مشجعي المنتخبات التي نادرا ما تحقق انتصارات، انطلاقا من الأمل في ان تكون "هذه المرة هي الأولى"، إلا ان "الأمل" قد يكون سيفا ذا حدين: فمع التوقعات الكبيرة والحماس الشديد، قد تكون الخيبة قاتلة، وتقود الى ما هو أبعد من البكاء فقط، اذ أظهرت دراسات ان معدلات الانتحار ترتفع بشكل ملحوظ بعد المونديال.

وأشارت دراسة العام الماضي الى تسجيل "ارتفاع كبير" في عدد حالات الدخول الى المستشفى لسيدات في طهران، بعد تجرعهن السم خلال الأسابيع الأربعة لمونديال 2014 الذي شهد إقصاء ايران من الدور الأول.

في المقابل، وفي عام 2012، أظهرت دراسة تسجيل "انخفاض كبير" في حالات الانتحار في فرنسا خلال كأس العالم 1998 التي استضافتها على أرضها وانتهت بإحرازها اللقب للمرة الأولى في تاريخها.

وأظهرت دراسة أجريت عام 2013 حول أنماط العنف الأسري خلال مونديالات 2002، 2006 و2010، ان خطر العنف الأسري في انكلترا ارتفع بنسبة 26 في المئة عندما فاز المنتخب الوطني أو تعادل، وبنسبة 38 في المئة عندما خسر.

وتشدد وورد على ضرورة "شرب الكثير من المياه" خلال متابعة المباريات، والتقليل من المشروبات الغنية بالسكر أو الكافيين "لأنها قد تؤثر على نبض القلب". ومن الضروري أيضا "عدم الجلوس فترات طويلة" والتحرك مرة كل نصف ساعة على الأقل.

back to top