نظراً لما تتميز به من سمعة جيدة فيما يتعلق بالسيطرة الأمنية والحيادية، وخبرتها في استضافة اجتماعات دولية رفيعة المستوى، برزت سنغافورة دائما كخيار جيد لاستضافة المحادثات المقررة الأسبوع المقبل بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.وتعد سنغافورة واحدة من أكثر البلدان أماناً في العالم، وواحدة من أكثر البلدان تقدماً من حيث التكنولوجيا والبنية التحتية والخدمات المصرفية.
وأفادت التقارير بأنه تم اختيارها دون سويسرا ومنغوليا والصين لاستضافة القمة التاريخية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بعد غد 12 يونيو.وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت: «كنا بحاجة إلى مدينة لديها البنية التحتية حتى نتمكن من جلب الكثير من الصحفيين والمسؤولين الحكوميين من أجل عقد اجتماع بهذا الحجم والنطاق والأهمية».ويتم التحكم في التجمعات العامة والإعلام بإحكام في سنغافورة، مما يبشر بالخير للزعيم الكوري الشمالي الشهير بالانعزالية.ولكن ما رجح كفة سنغافورة بالنسبة لترامب هو الحيادية، كما يقول المحللون، حيث تتمتع بوضع نادر عبر علاقاتها الدبلوماسية الودية مع كل من واشنطن وبيونج يانج.وقال نيكولاس فانج، مدير الشؤون الأمنية والعالمية في معهد سنغافورة للشؤون الدولية: «تفتخر الدولة بنفسها كوسيط نزيه يتمتع بعلاقات قوية مع الشركاء والأطراف المعنية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة وكوريا الشمالية».إنها واحدة من نحو أربعين دولة حول العالم لديها سفارة كورية شمالية تعمل بكامل طاقتها.وصُنفت سنغافورة في المرتبة الثامنة بين أكبر الشركاء التجاريين لكوريا الشمالية قبل أن تضطر إلى تعليق العلاقات التجارية امتثالاً لقرارات الأمم المتحدة في عام 2017.كما أن سنغافورة والولايات المتحدة أيضاً حليفان قويان، ووفقاً للبنك الدولي، فإن الولايات المتحدة هي خامس أكبر شريك تجاري لسنغافورة، وتقوم البحرية الأمريكية بانتظام بوضع سفنها المقاتلة وطائراتها العسكرية في قاعدة تشانجي البحرية.ويستشهد المحللون بعدم وجود خلفيات تاريخية تمثل عبئاً عليه كأحد أسباب مطالبة سنغافورة في كثير من الأحيان بتسهيل اللقاءات بين البلدان ذات الروابط الفاترة تقليدياً.وقال ليم تاي وي، الباحث المساعد في معهد شرق آسيا: «لدى سنغافورة خبرة في استضافة محادثات رفيعة المستوى بين طرفين في حالة اختلاف، لذا فهما يريدان طرفاً محايداً وموضوعياً».وأشار إلى أن الدولة المدينة استضافت لقاءً تاريخياً في عام 2015 بين الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره التايواني في ذلك الوقت ما ينج جيو.وإلى جانب كونها موقعاً لعقد قمم «رابطة دول جنوب شرق آسيا» (آسيان) بشكل اعتيادي، فإن سنغافورة تستضيف أيضاً حوار «شانجري-لا» السنوي ، وهو منتدى دفاعي يحضره بانتظام رؤساء الدول ووزراء الدفاع ومسؤولون عسكريون رفيعو المستوى.وعقد حوار «شانجري-لا» لعام 2018 في مطلع هذا الشهر.وشكلت العقبات اللوجستية أيضاً تحديا لكوريا الشمالية، ويمكن لطائرة كيم الخاصة التي تعود إلى الحقبة السوفيتية أن تقطع مسافة 5000 كيلومتر فقط دون الحاجة للهبوط لإعادة التزود بالوقود، وتفيد التقارير بأنه لا يفضل التوقف للتزود بالوقود في الطريق.وتقع سنغافورة، التي تبعد 4700 كيلومتر عن بيونج يانج، في إطار هذه المسافة.
آخر الأخبار
ترامب وكيم يستعدان للقاء تاريخي.. لماذا في سنغافورة؟
10-06-2018