«الأعلى للثقافة» يستعرض «رمضان في أفريقيا»
• الصالون المصري أكَّد أن ثقافات القارة السمراء المتشابهة تعزِّز التقارب
تحت عنوان «رمضان في أفريقيا» أقام «المجلس الأعلى للثقافة» في مصر، برئاسة أمينه العام الدكتور سعيد المصري، اللقاء الثالث لصالون الثقافات الأفريقية، وذلك قبل أيام، في مقر المجلس بساحة دار الأوبرا المصرية بوسط القاهرة.
شهدت إحدى قاعات «المجلس الأعلى للثقافة في مصر» فعاليات صالون الثقافات الأفريقية، بحضور رئيس لجنة تفاعل الثقافات الأفريقية في المجلس المفكر الكبير حلمي شعرواي، وعضو اللجنة والمشرف على اللقاءات الشهرية للصالون السفير سمير حسني، وعدد من الباحثين والإعلاميين والمهتمين والمتخصصين في الشأن الثقافي الأفريقي.أدار الصالون أستاذ الأدب الشعبي في جامعة القاهرة الدكتور خالد أبو الليل، فدار حديث المشاركين في الصالون حول مظاهر رمضان في بلدان القارة السمراء وعادات وتقاليد الشعوب في الشهر الفضيل.وقال الباحث علي إبراهيم آنو من الصومال، إن الشعب الصومالي يستقبل رمضان بتزيين المنازل والإكثار من الصدقات، والموائد الرمضانية تقام داخل البيوت وليس في الشوارع أو المساجد، وثمة مجموعة متطوعة لإيقاظ الناس للسحور باستخدام آلة صوتية، وبعد صلاة التراويح تفتح الأندية أبوابها للألعاب الرياضية.
وفي بداية حديثه، ألقى الباحث علي لون من نيجيريا، مقطعاً من قصيدة عن رمضان، وقال إن مظاهر الاحتفال في شهر الخيرات تتجلى في العشر الأواخر منه، وينتظر الأطفال قدوم العيد بشغف ويقدمون المسرحيات بعد صلاة العشاء كي يدخلوا البهجة والسرور إلى نفوس الناس.ومن جنوب السودان تحدّث الصحافي «فاولينو آكوت» عن مظاهر الاحتفال برمضان، وقال إن المساجد الموجودة داخل الأحياء هي التي تنظم الإفطار، والتجار أيضاً يشاركون في إقامة موائد الإفطار، وتعد الصحافة التقارير حول العادات والتقاليد خلال الشهر الفضيل. واختتم حديثه بتوجيه الشكر إلى وزارة الثقافة المصرية على إقامة مثل هذا الصالون الثري، الذي يسهم في المزيد من الترابط بين الشعوب الأفريقية. وأشارت الإعلامية شاكيرا آدم من إثيوبيا، إلى أن أعداداً كبيرة من الشعب الإثيوبي تتوجه خلال الشهر الفضيل إلى العاصمة أديس أبابا، حيث يجدون حراكاً كبيراً في البيع والشراء، وينشط الدعاة في الريف والحضر، وتتزين المساجد وتزداد مجالس القرآن في المدارس، وتنتشر الموائد الرمضانية محملة بأشهى الأطعمة المحلية، ويحرص الجميع على صلاة التراويح، خصوصاً في العشر الأواخر من رمضان.وأكدت الباحثة ست البنات حسن من السودان، أن العادات تتشابه كثيراً في معظم دول أفريقيا. في السودان تحرص الأسر على إعداد موائد الإفطار في الشوارع وأمام المنازل، وتتزين الميادين العامة والمنازل، ويحرص المغتربون على العودة إلى ديارهم في هذا الشهر لقضاء رمضان بين ذويهم.وعن أفريقيا الوسطى، تحدث الباحث إسماعيل إسف دانكوما، وقال: «تهتم الأسر بالإكثار من الصدقات وتحفيظ القرآن، ويتنافس كثيرون على ختمه، ويحرصون على صلاة التراويح، والاعتكاف في المساجد خلال العشر الأواخر من رمضان، ويتجمع الناس مع بعضهم للإفطار سوياً، ويحرص كثير من المسؤولين والقيادات في الدولة على الإفطار معهم.واختلفت مظاهر الشهر الفضيل قليلاً في إريتريا. في هذا السياق، أوضح الباحث حسني محمد إدريس، أن معظم موائد الرحمن يقام في المساجد، وبعد صلاة التراويح تبدأ طقوس القهوة التي تستمر ساعتين أو ثلاثاً، لكن التلفزيون جعل تلك الطقوس تتقلص قليلاً.وكان لحديث الباحثة الدكتورة رشا صبحي أبو شقرة، الحاصلة على جائزة حلمي شعراوي كأحسن رسالة دكتوراه في الدراسات الأفريقية، مذاق خاص، فهي تجولت مع الحضور بين ربوع وعبق الأحياء المصرية التاريخية، مثل السيدة زينب وحي الحسين وشارع المعزلدين الله الفاطمي، وغيرها واستعرضت عبر صور فوتوغرافية مظاهر الاحتفال بهم التي تتجلى في فوانيس رمضان وتزين الشوارع والمنازل، وموائد الرحمن. وأشارت إلى أن السمات الرئيسة لهذا الشهر مدفع الإفطار والمسحراتي، وصلاة التراويح، ويحرص الناس على المزيد من أعمال الخير، خصوصاً توزيع الشنط الرمضانية، كذلك يزداد الإقبال على شراء الياميش والحلوى من الكنافة والقطايف، وتذاع الأغاني الدينية الرمضانية بكثرة خلال هذا الشهر.وفي ختام الصالون، قال الدكتور خالد أبو الليل، إن تلك الأحاديث تؤكد أن ثمة فعلاً تنوعاً وخصوصية ثقافية لكل مجتمع أفريقي، ومشاركة مع الشعوب الأفريقية الأخرى في كثير من الثقافات، فتشابه ثقافات القارة السمراء يجعلنا نسيجاً واحداً، وهو ما أكده أيضاً المشاركون كلهم.
في الصومال تقام الموائد الرمضانية داخل البيوت لا الشوارع
أطفال نيجيريا يقدمون عرضاً مسرحياً بعد صلاة العشاء
أطفال نيجيريا يقدمون عرضاً مسرحياً بعد صلاة العشاء