مونديال روسيا... الأدباء وكرة القدم أغرب القصص والحكايات
في حين تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم إلى مونديال روسيا بعد غد، تتسابق دور النشر إلى إصدار كتب الأدباء الذين تناولوا كرة القدم، ليس بوصفها موضوعاً رياضياً وحسب، بل موضوعاً ثقافياً نال اهتمام أدباء كبار أمثال الإيطالي أومبرتو إيكو، والفرنسي ألبير كامو، ومعروف الرصافي، ومحمود درويش، ونجيب محفوظ، وغيرهم.
سارعت دار «تنمية للنشر» في القاهرة إلى إصدار كتاب «أغرب الحكايا في تاريخ المونديال» للكاتب الأرجنتيني لوثيانو بيرينكي، ترجمة محمد الفولي، ودعت الكتّاب والمثقفين إلى توقيعه ومناقشته. يسرد الكتاب أغرب حكايات كأس العالم لكرة القدم، منذ بداية البطولة حتى الآن. ويربط بين الرياضة والثقافة والسياسة ساعياً إلى مراجعة كل مرحلة من مراحل كأس العالم بعرض مواجهات لا تنسى، وذكر أهم النجوم والأرقام القياسية، خصوصاً أغرب القصص الطريفة، وأكثرها إمتاعاً، وبعض القصص حدثت داخل الملعب ومعظمها خارجه. ونقرأ منها: البطل ذو الذراع الواحد الذي استطاع أن يتفوق على خصومه، وكيف أثّر قرار خاطئ للحكم المصري جمال الغندور في مبيعات الأجهزة الإلكترونية في أسبانيا، وقصة معركة «نهر لا بلاتا» التي حدثت بين الجماهير في مونديال 1930، ومن هو اللاعب الذي أخفاه ديكتاتور بعدما ثبت تعاطيه المنشطات، ولماذا يرتدي المنتخب الهولندي البرتقالي، والإيطالي الأزرق، والبرازيلي الأصفر؟أما دار «العين»، فأعادت إصدار كتاب «حروب كرة القدم» للكاتب الدكتور ياسر ثابت، ويتحدث عن أهم اللحظات العنيفة في كرة القدم، واهتمام الزعماء السياسيين بها، كذلك الحروب التي قامت بسببها، وأفرد الكتاب مساحة جيدة للكرة المصرية وتاريخها منذ الاحتلال الإنكليزي ونشأة كُبرى الأندية في مصر حتى عصرنا الحديث.
الشاشة الذهبية
أصدرت دار «الهلال» بدورها كتاباً بعنوان «السينما والكرة.. أسرار وحكايات»، للكاتب الصحافي حاتم جمال. والكتاب يعد الأول من نوعه الذي يربط بين الفن السابع وبين الساحرة المستديرة وعلاقات الفنانين والرياضيين التي ظهرت على الشاشة أو وثقها المأذون، ذلك من خلال ستة فصول تتناول هذه العلاقات بأبعادها كافة.يتناول الكتاب نحو 48 فيلماً رصدت تناول السينما كرة القدم بدءاً من فيلم «الرياضي» 1937 حتى «دعدووش» 2017، كذلك تناول نجوم كرة القدم إزاء كاميرات السينما بدءاً من عزيز فهمي حتى أحمد صلاح حسني. فيرصد مسيرة 28 لاعباً ندهتهم نداهة السينما موثقاً بشهادات معظم هؤلاء النجوم، كذلك ألقى الضوء على نجوم الفن الذين بدؤوا في عالم كرة القدم منذ الصغر وتحولوا إلى الشاشة الفضية، وأشهر قصص الحب بين نجوم الفن والرياضة مبتعداً عن الإشاعات.وأكّد حاتم جمال أن هذا العمل يعدّ الأول من نوعه في المكتبة الفنية فهو يوثِّق علاقة السينما بالكرة منذ نشأتهما في التوقيت نفسه، وكيف استغل كل منهما الآخر والنتائج التي ترتبت على هذا التزاوج غير المعلن فالعلاقة بينهما لم تتوافق عند البدايات، بل امتدت ليكون شكل النادي الرياضي بزمن الفيلم السينمائي نفسه وإنهما إبداع جماعي يتوجه إلى المجموع، فهما نتاج ابتكار فريق عمل هدفه الوصول إلى جماهير عريضة تجمعها حالة مزاجية واحدة.سجل الأدباء
من المعروف أن سجل كبار الأدباء والشعراء يحمل اهتماماً كبيراً بكرة القدم، فكتب عنها كثيرون منهم آلبير كامو الذي لعب حارس مرمى لفريق كرة القدم بجامعة وهران بالجزائر عام 1930 وإيدواردو غاليانو من الأورغواي. كذلك تناولها نجيب محفوظ الذي كان يلعب الكرة في شبابه، ونشر درويش مقالاً عن الساحر الأرجنتيني مارادونا، ووصفها الأديب الراحل خيري شلبي بـ«سيمفونية الفقراء».وربما كان الشاعر العراقي معروف الرصافي 1945-1877 صاحب أول قصيدة عن كرة القدم، إذ صوَّرها في أبيات شعرية تصف حركة اللاعبين وتقدم بعض قوانينها ومنها: قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم كرة تراض بلعبها الأجسامُوقفوا لها متشمرين فألقيتفتداولتها منهم الاقدامُيتراكضون وراءها في ساحة للسوق معترك بها و صدامٌرفسا بأرجلهم تساق وضربهابالكف عند اللاعبين حرامٌ.
البير كامو وايكو ودرويش ومحفوظ وقعوا في هوى الساحرة المستديرة