الفرج: الرقابة كانت تحرص على اللهجة الكويتية
أسس المسرح الخاص ليبتعد عن سيف القانون
أكد الفنان القدير سعد الفرج أن اللهجة الكويتية كان يحرص عليها في الأعمال الكويتية الدرامية في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم، حتى على مستوى الرقابة، إذ إنه لابد أن تتحدث الشخصية باللهجة الكويتية، إن كان المسلسل يتناول فترة الأربعينيات أو السبعينيات، يجب أن تكون بلهجة ذلك الوقت، وقد تناقش في هذا الموضوع مع أكثر من وزير للإعلام، خاصة فيما يتعلق بالمنتج غير الكويتي أو غير الخليجي، لأن ذلك سيذوب اللهجة المحلية والعادات والتقاليد، حتى تقدم المواضيع التي تخدم المجتمع، أما الآن فتميز الأعمال الكويتية بالدشداشة والغترة والعقال بغض النظر عن الأخطاء في اللهجة.جاء ذلك، خلال المقابلة الشائقة معه، في برنامج "مجموعة إنسان"، مع الإعلامي علي العلياني، حيث تحدث الفرج عن خروجه مع الراحل الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا من قيود جمعيات النفع العام، التي يحرم عليها الخوض بالسياسة، أما في الستينيات وعلى الرغم من أن القانون سيف بيد الحكومة على جمعيات النفع العام تستخدمه وقتما تريد، فإنها تمنح الحرية، لكن بعد تغير توجه الحكومة حسب الوضع السياسي في البلد وفي المنطقة، قام مع "بوعدنان" بتأسيس مسرح خاص عام 1974، الذي لا ينطبق عليه ذلك القانون، ولا تتلقى دعماً مادياً من الدولة، مثل المسارح التي تتبع لها وهي العربي والشعبي والخليج والكويتي، حيث خصصت لها موازنة في البداية -عام 1964- 3 آلاف دينار، لأنها جمعيات نفع عام.
ولفت الفرج إلى أن الكويت دخلت مرحلة جديدة بعد التحرير، حينما عاش الكويتيون كلاجئين في الخارج بفترة الغزو الغاشم، والكويتيون في الداخل عايشوا العنف الذي مورس عليهم، زرع العنف، وأصبح الشباب عنيفاً، وكذلك الشعب، مضيفا: "مع الأسف الشديد الحقبة التي تلت التحرير غيبت المسرح، وكنا نرى أن الكويت كانت في تلك الحقبة في أمس الحاجة إلى المسرح الجاد ليقوم بدوره في إصلاح ما أفسده الاحتلال".وعن مسلسل "درب الزلق"، قال الفرج إنه ظهر بطلب من الراحل الشيخ جابر العلي، الذي كان وزيرا للأنباء والإرشاد، حينما دعا الفرج وعبدالحسين وعبدالأمير التركي لمكتبه وطالبهم بتقديم عمل خالد وبموازنة مفتوحة، فعرض الفرج على زملائه قصة "مسعد ومسعود"، فتم الاتفاق على أن يتولى كتابة السيناريو والحوار الفرج والتركي، ويجتمع الثلاثي لقراءة كل حلقة لتنقيحها. كما تطرق الفرج إلى مسرحية "سنطرون بنطرون"، التي تحكي قصة أول بنطلون دخل القرية، وهو شخص عراقي جاء من بغداد، كي يشغل ماكينة الماء، راوياً قصة طريفة عن خالته بعد ان انتهت من غسل الثياب على البحر، وأثناء عودتها إلى المنزل في سكة الجاسم شاهدت أول شخص يرتدي بنطلونا في القرية، وعادت إلى البيت وعندما أفاقت قالت شاهدت رجلا يرتدي سنطرون بنطرون، وعرف الناس أنه جلب ليشغل ماكينة الماء لمزرعة سعيد العميري، والمسرحية تناولت هذا الرجل الشيوعي، وانقسام الشباب إلى قسم مع الشيوعيين، وقسم قوميين عرب.