الغلاء يخطف فرحة العيد... و«الشعبي» يكتسح «الماركات»
ميزانية ملابس الأطفال بين 70 و100 دينار... والنساء من 200 إلى 1000
تشهد أسعار ملابس العيد هذا العام ارتفاعاً كبيراً، وإقبالا أقل من المتوقع من المستهلكين، وتتراوح الميزانية التي تخصصها الأسرة للشراء بين 500 وألف دينار، حسب القدرة الشرائية لكل أسرة، وهو ما يشكل عبئا كبيرا على كاهل رب الأسرة، مما أثر على نسب الإقبال التي بدت أقل من الأعوام السابقة.واشتكى المواطنون من تضاعف الأسعار واستغلال التجار للإقبال الكبير خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، مؤكدين أن الأسرة الكويتية التي تتكون من طفلين وأب وأم تنفق ما بين 70 و100 دينار لشراء مستلزمات الطفلين، أما النساء فيبدأ إنفاقهن من 200 دينار وقد يصل إلى الف دينار، ويأتي الرجل في ذيل القائمة بإنفاق ما بين 30 و50 دينارا.«الجريدة» جالت بين عدد من الأسواق للوقوف على حركة البيع والشراء ورصد مدى إقبال المواطنين والوافدين على محلات الملابس والأحذية وغيرها من مستلزمات العيد.
أكد سالم اليحيى (مواطن)، أن الغلاء وجشع التجار يقللان فرحة العيد الذي ينتظره الجميع للاحتفال والترويح عن النفس، مبيناً أن شراء الملابس الجديدة سنة نبوية وعادة عربية وكويتية أصيلة، وهو ما يدفع الكثير من التجار لرفع الأسعار استغلالاً للإقبال الكبير.وذكر اليحيى أن حال التجار كمن يتربص بفريسته بأسعاره الباهظة والمبالغ فيها، وأضاف أنه أنفق 100 دينار لشراء ملابس العيد لطفليه، بخلاف ملابس النساء التي تكلف من ١٠٠ دينار فما فوق، وتصل أحياناً إلى ٥٠٠ دينار، أما ملابس الرجال فهي الأقل تكلفة وتتراوح بين 30 و50 دينارا.
الأب محاصر
وأوضح أن رب الأسرة يقع على كاهله عبء كبير خلال الموسم الرمضاني وعيد الفطر، حيث يبدأ الشهر الكريم بالجمعيات التعاونية ثم محلات بيع الحلوى بمنتصف الشهر ويختتم بملابس العيد، مطالباً الجهات الرقابية ووزارة التجارة بتشديد الرقابة وضبط الأسعار التي أصبح كثير منها بلا رادع قوي.ويقول جاسم محمد (موظف حكومي) ان الأسعار بشكل عام زادت عن العام الماضي، وهو ما قلل نسبة الإقبال على البضائع المعروضة، مبيناً أن زيادة الأسعار لم يقابلها زيادة بالرواتب لسد الفجوة.وذكر أنه لاحظ خلال تجواله في الأسواق ضعف الإقبال وعزوف الناس عن الشراء بسبب المبالغة في الأسعار، مشيراً إلى توجه شريحة كبيرة نحو التبضع من الأسواق الشعبية رغم قلة جودتها بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المنتجات التي تحمل أسماء العلامات التجارية الشهيرة.وقال عادل يوسف (موظف بالقطاع الخاص) أنه أنفق 500 دينار لشراء ملابس العيد لزوجته وأولاده، بينما كلفته ملابسه الجديدة 40 دينارا، مؤكداً وجود زيادة في الإنفاق عن العام الماضي تصل إلى 100 دينار، مطالبا التجار بالتحلي بأخلاق الشهر الكريم وعدم المبالغة في الأسعار تخفيفاً عن كاهل المستهلكين وبخاصة أصحاب الدخول المنخفضة.إلى ذلك، أكد باسم سلام (بائع سوري بأحد الأسواق الشعبية) أن الأسعار لم ترتفع بالشكل المبالغ فيه كما يصور البعض، مبيناً أن زيادة تكاليف النقل والتخزين والعرض تؤدي لزيادة ثمن المنتج المعروض، كما أن الزيادة قليلة جداً مقارنة بأسعار العام الماضي.في المقابل، يقبل الزبائن على المعارض الموسمية لما تقدمه من تخفيضات وتصفيات تلقى قبولاً لدى المستهلك.وقال المديرة العامة لإحدى الشركات المنظمة لأحد المعارض الموسمية، هبة عفيفي، انه رغم تدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة العربية وضعف إقبال المستهلكين على الاسواق الكبيرة والمحلات الشهيرة، فإن المعارض الموسمية التي تقدم تخفيضات تلقى إقبالاً كبيراً لأن المستهلك يقتني منها ما يريد بأسعار أقل كثيراً.وأكدت أن الأسواق الشعبية تكتسح المبيعات في السنوات الأخيرة لرخص أسعارها وأنها مجمع لكل شيء تحتاجه الأسرة، كما أن العديد من العلامات التجارية الشهيرة سحبت توكيلاتها من السوق الكويتي بسبب الركود، وذكرت أن «الماركات» تمثل ما نسبته 15% من حركة البيع والشراء في السوق الكويتي، وتذهب النسبة الباقية لصالح الأسواق الشعبية التي تعتبر الوجهه الأولى للمقيمين الذين يشكلون ما بين 70 و75% من حجم السوق، مقابل نسبة قليلة للمعارض كونها موسمية وليست دائمة.وذكرت أن متوسط إنفاق الأسرة الكويتية على ملابس الاطفال في العيد يصل إلى 60 أو 70 دينارا، مقابل حوالى 30 دينارا لدى الوافدين.ويعيش الوافدون بين الشوق للتعبير عن فرحتهم بشراء الملابس والمقتنيات الجديدة وبين الارتفاع الملحوظ في أسعار السلع والخدمات المختلفة والذي أصبح مكبلاً للكثيرين ودافعاً للاستغناء عن خيار الرفاهية والاكتفاء بالضروريات فقط.وذكر أسامة بدوي (مصري) أن الارتفاع أصاب كل شىء في جميع البلدان وليس الكويت فقط، مؤكداً أن الدخول لم تعد كافية لسد الاحتياجات، وأضاف: قمت بشراء طقم خروج للعيد كلفني مبلغا مساويا للمبلغ الذي أرسله لعائلتي في مصر شهرياً، مبيناً أن التنزه ومشاركة الناس الاحتفال شيء ضروري للتخلص من ضغوط وأعباء الحياة.بينما كان للحاج محمد الدالي ( 55 عاما) رأي مختلف، مؤكداً أن العيد بالنسبة له بين أهله وأولاده فقط، حيث يؤجل شراء الجديد والاحتفال لحين عودته لوطنه، مفضلاً ادخار المال بدلاً من إنفاقه في «الكلام الفاضي».
المستهلكون يطالبون الجهات الرقابية ووزارة التجارة بتشديد الرقابة وضبط الأسعار