أنظار العالم معلقة على قمة ترامب وكيم بسنغافورة

• بومبيو يعرض ضمانات أمنية فريدة ومختلفة
• بيونغ يانغ تتحدث عن «عصر جديد»
• الرئيس الأميركي يعول على حدسه ومهاراته التفاوضية
• سيول: مجرد بداية لعملية طويلة

نشر في 12-06-2018
آخر تحديث 12-06-2018 | 00:03
مقلدان لترامب وكيم في سنغافورة أمس          (اي بي ايه)
مقلدان لترامب وكيم في سنغافورة أمس (اي بي ايه)
بعد نحو 73 عاماً من التوتر في مسيرة العلاقات الثنائية بين واشنطن وبيونغ يانغ، تتجه أنظار العالم بأسره إلى سنغافورة لمتابعة أول قمة بين رئيس أميركي وزعيم كوري شمالي، مع السؤال نفسه هل سينجح دونالد ترامب البالغ من العمر 71 عاماً، الذي فاجأ الجميع بقبوله لقاء كيم جونغ أون وريث سلاسة كيم، الذي يصغره بأكثر من ثلاثين عاماً، في ما فشل فيه جميع أسلافه؟
عشية قمتهما التاريخية، وضع الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أمس، اللمسات الأخيرة على تحضيراتهما، في حين سعى مسؤولون إلى تقريب وجهات النظر بينهما حول الترسانة النووية لكوريا الشمالية.

وبعد أن شارك ترامب في قمة لمجموعة السبع شهدت توتراً شديداً مع حلفاء واشنطن إثر رفضه الموافقة على البيان الختامي لها، عاد وعبّر أمس، عن تفاؤله وحماسته في تغريدة: «سعيد لأنني في سنغافورة، حماسة في الأجواء».

وقال ترامب، أثناء اجتماع عمل على مأدبة غداء مع رئيس وزراء سنغافورة لي هسين لونغ، «أعتقد أن الأمور ستتم بشكل جيد جداً».

وستُعقد القمة، التي لم يكن ممكناً تخيلها قبل بضعة أشهر عندما كان ترامب وكيم منخرطين في تصعيد كلامي يُنبئ بالأسوأ، صباح اليوم في فندق فخم في عاصمة هذا البلد الآسيوي.

وتعتبر القمة، التي تُبرز على الساحة الدولية زعيم نظام منغلق جداً تُعدّ تنقلاته للخارج على أصابع اليد الواحدة، تنازلاً كبيراً من جانب الولايات المتحدة.

من المفترض أن تتمحور النقاشات حول طموحات بيونغ يانغ الذرية، التي تخضع لعقوبات دولية صارمة فرضها مجلس الأمن على مرّ السنوات والأزمات.

لقاء تمهيدي

وكشف الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي روبيرت بليدينو عن لقاء تمهيدي منفصل بين ترامب وكيم وجهاً لوجه قبيل انطلاق قمتهما في فندق كابيلا داخل جزيرة سنتوسا في سنغافورة.

وأظهرت الصور الملتقطة من محيط الفندق المذكور، حجم الاحتياطات والحراسة الأمنية التي طوقت المكان. وبدا في إحدى الصور عناصر حراسة من كوريا الشمالية يتحدثون إلى حراس أميركيين يرافقون موكب ترامب.

ويعوّل ترامب خلال لقائه مع كيم، الذي بقي متوارياً عن الأنظار في فندق سانت ريجيس المحاط بحراسة مشددة، على حدسه ومهارات التفاوض التي يقول إنه يتميز بها.

وفي حين تحدثت الإدارة الأميركية عن اتفاق تاريخي سيبرم في 12 يونيو، فإنها عملت أخيراً على التخفيف من مستوى التوقعات مشيرة إلى بدء «عملية» غير مسبوقة.

ضمانات أمنية

وتحدث وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو، الذي التقى كيم مرتين في بيونغ يانغ، عن لقاءات «أساسية ومفصلة» بين وفدي البلدين العدوين، مؤكداً استعداد واشنطن لإعطاء بيونغ يانغ ضمانات أمنية غير مسبوقة.

وقال بومبيو، خلال مؤتمر صحافي، «أنا متفائل جداً إزاء فرص نجاح» أول لقاء بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، مضيفاً أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم «ضمانات أمنية فريدة ومختلفة» عن تلك التي عرضتها حتى الآن على بيونغ يانغ مقابل نزع أسلحتها النووية «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه».

وفي وقت سابق، كتب بومبيو، في تغريدة، «لا نزال مصممين على التوصل إلى نزع كامل لأسلحة شبه الجزيرة الكورية النووية، يكون قابلاً للتحقق ولا رجوع عنه».

عصر جديد

وتحدثت وكالة أنباء كوريا الشمالية، في تقرير حول تنقلات زعيم بيونغ يانغ، عن «بزوغ عصر جديد»، مؤكدة أن جدول أعمال القمة سيشمل إضافة الى نزع الأسلحة النووية، «آلية للمحافظة على السلام الدائم والمستدام في شبه الجزيرة الكورية».

وذكرت الوكالة الرسمية أن الجانبين سيتبادلان وجهات النظر حول إقامة علاقات جديدة، بالإضافة إلى «قضية تحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية»، وقضايا أخرى ذات «اهتمام مشترك» ستناقش أيضاً، مشيرة إلى أن القمة ستعقد «وسط اهتمام وتوقعات كبيرة من العالم بأسره».

ورأى مسؤول أميركي كبير في هذه الجملة «رسالة تفاؤل». لكن المطلب الأميركي يتركز منذ سنوات على الموقف الكوري الشمالي المتعنت.

اتفاق محتمل

وفي عام 1994 وبعدها في 2005، أبرمت اتفاقات لكن أياً منها لم يتمّ تطبيقه فعلياً وكثفت كوريا الشمالية منذ 2006 تجاربها النووية والبالستية، حتى التصعيد الخطير العام الماضي.

إلا أن بنود اتفاق محتمل هي نفسها كالسابق: نزع تدريجي للأسلحة النووية مقابل دعم اقتصادي وضمانات أمنية للنظام المعزول ومعاهدة سلام تنهي رسميا الحرب الكورية (1950 - 1953).

وفي الوقت الذي أكد فيه قطب الأعمال الجمهوري أنه ليس بحاجة فعلاً إلى التحضير للقمة، يحاول فريقه إعطاء صورة رئيس مواظب يركز على عمله.

لكن ترامب شن هجوماً عبر «تويتر» صباح أمس خصصه للتوتر الشديد مع أوروبا وكندا وذلك على خلفية الحرب التجارية بين واشنطن وحلفائها.

جدول أعمال

ومع استمرار وجود اختلافات بشأن ما سيترتب على نزع السلاح النووي، أجرى مسؤولو البلدين محادثات استمرت ساعتين لتحقيق تقدم في جدول أعمال القمة قبل انعقادها.

وترأس سونغ كيم، الذي يشغل حالياً منصب سفير الولايات المتحدة في الفلبين، والسفير السابق لدى كوريا الجنوبية، الوفد الأميركي خلال الاجتماع في فندق ريتز كارلتونو في وقت مبكر أمس، الوفد الكوري الشمالي بحضور نائبة وزير الخارجية تشوي سون هوي.

عملية طويلة

بدوره، اعتبر الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-إن أن قمة ترامب وكيم سوف تكون مجرد بداية لـ«عملية طويلة قد تستغرق عاماً أو عامين أو حتى أكثر لحل القضايا». وقال خلال اجتماع أسبوعي مع كبار مساعديه :»لا يمكن حل العلاقة العدائية عميقة الجذور والقضية النووية الكورية الشمالية بخطوة واحدة خلال اجتماع بين الزعيمين».

وقبل القمة، هاتف ترامب مع نظيره الكوري الجنوبي بحسب المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية المعروف بالبيت الأزرق. وقالت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية إن الرئيسين ناقشا مسائل نزع السلاح النووي.

مسؤولون أميركيون وكوريون يجتمعون لتقليل الخلافات على نزع السلاح النووي
back to top