رئيس وزراء إثيوبيا يقسم بعدم الإضرار بمياه مصر
غادر رئيس الوزراء الإثيوبي، أبي أحمد، والوفد المرافق له العاصمة المصرية القاهرة، صباح أمس الاثنين، بعد زيارة رسمية لمصر استغرقت يومين استقبله خلالها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وعقد معه جلسة مباحثات سيطر عليها ملف سد النهضة، إذ نجح السيسي في إقناع أحمد بالقسم على الهواء مباشرة بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية.وعقد السيسي وأبي أحمد مؤتمرا صحافيا مساء أمس الأول الأحد، كان المشهد الأبرز فيه إقناع الرئيس المصري لرئيس الحكومة الإثيوبية بالقسم على الهواء مباشرة بعدم إلحاق الضرر بمصر في ملف مياه النيل، إذ ردد الأخير خلف الأول قائلا بالعربية: «والله والله لن نقوم بأي ضرر للمياه في مصر»، وسط ضحكات من الزعيمين، وإن لم يتضح إذا قدم أحمد تعهدات مكتوبة بهذا الصدد أم لا.
وقال السيسي خلال المؤتمر الصحافي في قصر الاتحادية، إنه تقرر زيادة الاستثمارات المصرية في إثيوبيا، وأنه تم قطع شوط مهم على صعيد بناء الثقة وتعزيز التعاون الثنائي، مع العمل على تجاوز أي تحديات مشتركة وفي مقدمتها التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سد النهضة، بما يؤمن «استخدامات مصر المائية في نهر النيل الذي لا جدال فيه، لأنه شريان الحياة الوحيد للشعب المصري... وفي ذات الوقت يسهم في تحقيق التنمية والرفاهية للشعب الإثيوبي الشقيق».وأشار السيسي إلى أن القاهرة تولي أهمية وأولوية لتفعيل ما سبق الاتفاق عليه بين مصر وإثيوبيا والسودان بشأن إنشاء صندوق ثلاثي لتمويل مشروعات البنية التحتية، بما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث، وأهمية البدء في اتخاذ خطوات تنفيذية لإنشاء الصندوق، بناء على الاجتماع المقرر أن تستضيفه القاهرة يومي 3 و4 يوليو المقبل، على مستوى كبار المسؤولين، لافتا إلى أن العلاقة بين القاهرة وأديس أبابا هي علاقة شراكة استراتيجية.من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إنه تباحث مع الرئيس السيسي العلاقات الثنائية بين البلدين، مضيفا: «أقول للشعب المصري نحن الإثيوبيين نعرف الأخوة وحسن الجوار، وليست لدينا رغبة أو فكرة في إلحاق الضرر بالشعب المصري، وإن كنا نؤمن بأننا يجب أن نستفيد من نهر النيل، ولكن عندما نستفيد يجب ألا نقوم بما يضر بالشعب المصري، ونؤيد أن تكون الثقة سائدة بيننا في هذه الشأن».وتابع أبي: «نريد أن ننسى ما كان في الماضي، ونبدأ مرحلة من المحبة والمودة والتعاون. إن قدومي إلى مصر لأوضح للشعب المصري رغبة إثيوبيا في الإخلاص والمودة والمحبة مع مصر والشعب المصري، وألا تكون هناك أي شكوك نحو إثيوبيا، وأن نستخدم حصتنا وأن نؤكد لكم حصتكم من مياه نهر النيل. نحن سنهتم بالنيل، ونحافظ على حصتكم من مياه النيل وسنعمل على أن تزداد هذه الحصة أنا والرئيس السيسي، ولن يكون هناك حقد وخلاف بيننا».