بعد قرار البرلمان العراقي المثير للجدل إعادة الفرز اليدوي لنتائج الانتخابات العراقية التي جرت في 12 مايو الماضي، جاء حريق مستودع للأصوات في بغداد، ليضفي مزيداً من الضغوط على العملية السياسية الهشة.وكتب زعيم التيار الشيعي العراقي مقتدى الصدر، فجر أمس، رسالة حذر فيها من خطورة الوضع ومن "بداية حرب أهلية"، داعياً إلى "الكف عن التناحر من أجل المقاعد والمناصب والمكاسب والنفوذ".
وأوضح الصدر، الذي فاز تحالفه بالمرتبة الأولى في الانتخابات، أنه "آن الأوان للوقوف صفاً واحداً بدلاً من حرق صناديق الاقتراع أو إعادة الانتخابات"، مشدداً على "ضرورة نزع السلاح وتسليمه للدولة".وأضاف: "أما آن الأوان لإيقاف الاحتلال والنفوذ الخارجي؟ والصراعات والاغتيالات؟ أما آن الأوان لأن نقف صفاً من أجل البناء والإعمار بدل أن نحرق صناديق الاقتراع أو نعيد الانتخابات من مقعد أو اثنين؟ إلى متى يبقى البعض خاضعاً ذليلاً أمام إرادة الأجنبي ومن هم خلف الحدود؟".وفي تغريدة له على "تويتر"، علق رئيس المكتب السياسي للتيار الصدري ضياء الأسدي، بالقول، إن "من عمد إلى إحراق أجهزة التحقق وأماكن وجود بيانات الانتخابات يهدف إلى أمرين: إما إلغاء الانتخابات، أو إتلاف بطاقات الحشو، التي عدت ضمن نتائج الانتخابات". وحقق ائتلاف "سائرون" المدعوم من مقتدى الصدر، فوزاً في الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 12 مايو الماضي، إذ أحرز 54 مقعداً.من ناحيته، وصف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي حرق المخازن الانتخابية، بأنه" مخطط لضرب البلد ونهجه الديمقراطي".وأضاف العبادي في بيان، "حرق المخازن الانتخابية يمثل مخططاً لضرب البلد ونهجه الديمقراطي وسنتخذ الإجراءات الكفيلة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه زعزعة أمن البلاد ومواطنيه"، لافتاً إلى أن خبراء سيجرون تحقيقات ويعدون تقريراً مفصلاً بشأن أسبابه.وكان حريق قد شب في موقع تخزين يضم نصف صناديق الاقتراع في بغداد والتي تخص الانتخابات البرلمانية العراقية التي أجريت في مايو الماضي، وذلك بعد أيام من مطالبة البرلمان بإعادة فرز الأصوات يدوياً في أنحاء البلاد مما أثار دعوات لإعادة الانتخابات كاملة.ووقع الحريق في موقع تابع لوزارة التجارة خزنت فيه مفوضية الانتخابات صناديق الاقتراع في حي الرصافة الذي يمثل نصف أصوات بغداد وهي أكثر المحافظات العراقية سكاناً ويبلغ نصيبها 71 مقعداً من إجمالي مقاعد البرلمان البالغ عددها 329.وقال قائد عمليات بغداد اللواء سعد معن، إن الموقع كان مقسماً إلى أربعة مخازن وإن أحدها، والذي يحوي المعدات الإلكترونية والوثائق، هو الذي احترق فحسب. ومنع رجال الإطفاء امتداد الحريق إلى المخازن الثلاثة الأخرى التي توجد بها صناديق الاقتراع.في السياق، كشف مسؤول أمني أمس، عن معلومات جديدة بشأن حادثة حرق صناديق اقتراع الرصافة.وقال المسؤول، إن "عدداً كبيراً من صناديق اقتراع الرصافة احترق ولا يمكن خلال الوقت الحالي معرفة عددها"، مبينا أنه "تم إنقاذ عدد غير قليل منها أيضاً من قبل الدفاع المدني وسكان محليين من البيوت القريبة على المخازن ساهموا بذلك".وتابع المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "حرّاس المخازن التي توجد فيها هذه الصناديق اختفوا ويجري البحث عنهم حالياً"، لافتاً إلى أن "هناك عمليات عنف ظاهرة على الأبواب الخارجية للمخازن، توضح أنها فتحت بمطارق حديد أو أي آلة أخرى وتم اقتحام المكان وافتعال الحريق".
الجبوري
وقال رئيس البرلمان العراقي المنتهية ولايته سليم الجبوري، إن "جريمة إحراق المخازن الخاصة بصناديق الاقتراع في منطقة الرصافة إنما هو فعل متعمد، وجريمة مخطط لها، مشيراً إلى ضرورة إعادة الانتخابات البرلمانية". يذكر أن الجبوري فقد مقعده في الانتخابات الأخيرة.علاوي
من جهته، دعا زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي، إلى تشكيل حكومة تصريف أعمال تعمل على إجراء انتخابات نزيهة خلال ستة إلى ثمانية أشهر درءاً لأي فراغ دستوري.وقال علاوي في بيان، إن "الانتخابات شابها تدخلات إقليمية ودولية وبعضها اتخذ من العراق مع شديد الأسف حقل تجارب، ولن يكون مشرفاً للبعض أن يشارك في الالتزام بنتائج الانتخابات".ودعا علاوي إلى "إجراء استفتاء شعبي لاعتماد الانتخابات المطعون بها في العراق أو تبني انتخابات جديدة".الخزعلي
وقال الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" الشيعية المتشددة قيس الخزعلي في تغريدة: "المطالبون بإعادة الانتخابات ليس لهم سوى مصالحهم الخاصة على حساب استقرار البلد وإدخاله في المجهول".سليماني
وكشف مسؤولون عراقيون في بغداد أمس، أن قائد "فيلق القدس" الإيراني، قاسم سليماني، وصل مساء أمس الأول، إلى بغداد، لبحث تداعيات ما بعد الانتخابات. وأشار المسؤولون إلى أن قائد "فيلق القدس" عقد فور وصوله، سلسلة لقاءات أبرزها مع زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وقائد "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، والمتحدث الرسمي باسم "الحشد، أحمد الأسدي، ورئيس تحالف "فتح" هادي العامري، وذلك في مقر إقامته في حي الجادرية ببغداد قرب المنطقة الخضراء.المفوضية
من جهتها، قالت مفوضية الانتخابات، إن الحريق الذي طال مخازنها في الرصافة لن يؤثر على نتائج الانتخابات.وقال رئيس مجلس المفوضين معن الهيتاوي، أمس، إن "الحريق شمل جميع أجهزة تسريع النتائج وأجهزة التحقق الإلكترونية الخاصة بمكتب انتخابات بغداد الرصافة"، مضيفاً أن "التحقيق لايزال جارياً عن طريق الأجهزة الأمنية للكشف عن ملابسات الحادث".وبين أن "الحريق لن يؤثر على نتائج الانتخابات كون "الشيتات" الخاصة بالنتائج توجد لدينا نسخ احتياطية منها في المكتب الوطني ومكتب انتخابات بغداد الرصافة، بالإضافة الى أوراق الاقتراع في الصناديق".