رحب الكوريون الجنوبيون باللقاء التاريخي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون في ما وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه «محادثات القرن».ومع بدء أول لقاء تاريخي بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي في سنغافورة الثلاثاء، أشاعت المصافحة بينهما أجواء فرح في سيول مع الأمل ببداية جديدة مع بيونغ يانغ.
وقال الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي-ان «نأمل في أن تشكل القمة نجاحاً وتحمل إلينا نزعاً كاملاً للسلاح النووي والسلام وعصراً جديداً» في العلاقات بين الكوريتين والولايات المتحدة.تعهد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه-إن اليوم الثلاثاء بكتابة "تاريخ جديد" مع كوريا الشمالية مشيدا بقرار زعيم الشمال كيم جونج أون عقد قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.وقال مون في بيان أصدره مكتبه «بتجاوز أيام الحرب والصراع المظلمة، سنكتب فصلاً جديداً من السلام والتعاون»، «سنكون مع كوريا الشمالية على الطريق».وذكر مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية اليوم أنه بحاجة لاستيضاح نوايا ترامب بعدم قال الرئيس الأمريكي إن واشنطن ستوقف تدريبات عسكرية مشتركة مع سول.وقال متحدث باسم البيت الأزرق الرئاسي في سول «نحتاج في هذا الوقت إلى معرفة نوايا تصريحات الرئيس ترامب أو معناها تحديداً».وقالت متحدثة أمريكية اليوم إن القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية لم تتلق أي تعليمات بوقف التدريبات العسكرية المشتركة.وأضافت اللفتنانت كولونيل جينيفر لوفيت في بيان «لم تتلق القوات الأمريكية في كوريا تعليمات جديدة بشأن تنفيذ أو وقف التدريبات المشتركة».وتابعت «بالتنسيق مع شركائنا في جمهورية كوريا، سنظل في موقعنا العسكري الحالي لحين تلقي إرشادات جديدة من وزارة الدفاع أو القيادة العسكرية للهند والمحيط الهادي».ومون الذي مهدت اجتماعاته السابقة مع كيم جونغ اون لعقد قمة سنغافورة، ابتسم ورحب إلى جانب وزراء حكومته أثناء مشاهدتهم النقل الحي للقمة في القصر الرئاسي.وأعلن مكتبه أن الرئيس الكوري الجنوبي «أمضى ليلة بدون نوم» بسبب ترقب القمة.ورحبت صحيفة «كوريا تايمز» الناطقة باللغة الانكليزية باللقاء باعتباره خطوة نحو انهاء التوترات في شبه الجزيرة الكورية المقسومة منذ نحو 70 عاماً بين الشمال الشيوعي والجنوب الديموقراطي.ومنذ انتهاء الحرب الكورية (1950-1953)، أصبحت كوريا الجنوبية احدى الدول الأكثر ازدهاراً في آسيا فيما بقيت كوريا الشمالية المنعزلة تعاني من انهيار اقتصادي واستمرت في اشاعة أجواء الخوف لدى جيرانها من برامجها للأسلحة النووية التي ازدادت تطوراً.وكتبت الصحيفة «أن الزعيمين يتعرضان بالتاكيد لضغوط كبرى لجعل محادثات القرن تشكل نجاحاً».وأضافت «نأمل في أن تحقق القمة اختراقاً لفتح عصر جديد من السلام والازدهار».وفي إشارة إلى بوادر الانفراج، أعلن الرئيس الأميركي في ختام القمة الثلاثاء انه سيوقف «المناورات الحربية» في شبه الجزيرة الكورية. وتقوم واشنطن بمناورات حربية سنوية مع حليفتها سيول ما تعتبره بيونغ يانغ تدريباً على اجتياحها.كما أعلن أن انهاء الحرب الكورية «سيتم قريباً» في اشارة الى الحرب (1950-1953) التي انتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام.
لحظة تاريخية
في أماكن أخرى كان عشرات الأشخاص متسمرين أمام شاشات التلفزة في محطة القطارات في سيول ويصفقون مرحبين باللقاءات الودية بين كيم وترامب.وقالت الطالبة الجامعية جونغ ا-ام أنها تأثرت جداً أثناء مشاهدتها اللقاء التاريخي.وأضافت لوكالة فرانس برس «مع مشاهدة الزعيمين يتصافحان، اعتقدت للحظة اننا نعيش لحظة تاريخية».وتابع كثيرون البث المباشر للقمة على هواتفهم النقالة.وقال أحد مستخدمي الانترنت تعليقاً على القمة «أن تحولاً كبيراً في تاريخ العالم يصنع الان».لكن آخرين شككوا في نوايا بيونغ يانغ متحدثين عن محاولات سابقة لتحسين العلاقات سرعان ما انهارت.وقال أحدهم «أن موافقة كيم جونغ اون على لقاء ترامب تعني أنه يواجه صعوبات بسبب العقوبات». مضيفاً «لكننا نمنحه فرصة للاستمرارية مرة جديدة كما فعلنا مع كيم جونغ ايل» في إشارة إلى بادرات السلام السابقة مع والد الزعيم الكوري الشمالي الحالي.