المهرجانات الفنية... بين المجاملة والشفافية
اختيار شخصية للدورة لا تمنح الفعالية صك المصداقية
تشهد الكويت خلال رمضان كل عام تظاهرتين فنيتين لتكريم المميزين خلال الشهر الكريم في الدراما المحلية والخليجية، فضلاً عن تخصيص جوائز أخرى لشخصيات من خارج الوسط الفني، ومثل جميع المهرجانات على مستوى العالم، تصبح لحظة إعلان الجوائز فارقة وتشهد من بعدها انقسامات في الرأي بين مؤيد ومعارض لمنح الجائزة لهذا أو ذهابها لذاك، لكن يبقى للجمهور رأيه القاطع، فهو من يتوج الأفضل بكلمة شكر أو عبارات ثناء، لاسيما أن عينه لا تخطئ، ويحكم بمشاعر متجردة قد لا تشوبها الأهواء.لا شك أن وضوح الأهداف يختصر على القائمين على تلك المهرجانات الكثير، ويحملهم مسؤولياتهم، وينأى بهم بعيداً عن الشبهات، وهذا ما تفتقده المهرجانات المحلية، كما أن اختيار شخصية للمهرجان، وإن كانت بادرة طيبة، غير أنها لا تمنح أي فعالية صك المصداقية التي تتطلب تضافر مجموعة من العوامل تصل بالفعالية إلى مكانة متميزة عند الفنانين والجمهور على حد السواء.وعلى الرغم من الجهد المبذول في مهرجان "المميزون في رمضان "والذي وصل إلى دورته الـ 11، ومهرجان "نجوم الفن والإعلام" في دورته الثالثة، وما يمثلانه من حافز قوي للفنانين للتميز والاجتهاد للوصول إلى منصات التتويج، تبقى هناك بعض المثالب، التي وجب علينا تسليط الضوء عليها، لعل القائمين على المهرجانين يتفادونها في الدورات المقبلة، منها الشفافية في تقييم الأعمال أو من تميزوا في ظل عدم وجود قواعد واضحة يعتمد عليها المهرجانان في التقييم أسوة بأغلب الفعاليات المماثلة على مستوى العالم، كذلك عدم وجود لجنة تحكيم أو طرح الأمر لاستفتاء على مستوى النقاد، كذلك في حالة التصويت المباشر للجمهور يغيب عن القائمين على المهرجانين توضيح نسب المشاركة وعدد الأصوات، التي حصل عليها كل فنان وذلك بشكل رسمي درءاً لأي شبهات.
ومع مرور الوقت، بدأت تظهر بعض فئات للجوائز غير المتعارف عليها، وبدا واضحاً أن استحداث تلك الفئات الهدف منه المجاملة لا أكثر، مثل تمييز بعض المشتغلين في مجالات أخرى وتلقيبهم بالأفضل دون أن يكون لهم صلة مباشرة بالوسط الفني، فضلاً عن غياب أو تغييب توزيع الجوائز حسب مراكز، فكان من الأوقع أن يتم تحديد مراكز لكل فئة، ووفق التقييم أو التصويت أو أياً كانت آلية منح الجوائز يتم اختيار أاصحاب المراكز الثلاثة الأولى، بحيث لا ينتقص ذلك من جهد أحد.ويبقى أن تطوير أي حدث فني، أو مهرجان يجب ألا يتوقف عند حدود الشكل فقط، والفقرات والتنافس في استقطاب الرعاة لإحداث زخم أكبر، إنما يجب أن ينصب على آلية العمل، وإضفاء مصداقية أكبر كي لا يتحول الأمر إلى أحزاب، ويصبح كل مهرجان بحزبه من الفرحين.