زمن عبدالله السالم 7 شروط الاستثمار
عندما طرح الإنجليز فكرة استثمار الفوائض المتحصلة من زيادة دخل النفط سنة ١٩٥٢، كانت عينا الشيخ عبدالله السالم مهتمة بقضايا أخرى، لم يكن الاستثمار من أولوياته، بل ربما لم يكن مطروحاً على الإطلاق. كان اهتمامه مركزاً على ترتيب البيت الداخلي، الذي كان بعيداً عن شؤونه سنين طويلة. ففي حين أنه كان مرشحاً للحكم مع الشيخ أحمد الجابر والشيخ حمد المبارك سنة ١٩٢١، وكان طامحاً لذلك، إلا أنه لم يتحقق له ذلك، فابتعد، وقضى جل وقته بالسفر، أغلبه بالهند، وإن كان في الكويت ففي جزيرة فيلكا. ومع استثناءات في مسيرته، مثل أحداث المجلس التشريعي سنة ١٩٣٨، الذي كان رئيساً له، فإن دوره في الحكم كان محدوداً وحسب الطلب، لا المبادرة. استمر على هذه الحالة لمدة ٢٩ عاماً، حتى انتقل الشيخ أحمد الجابر إلى رحمة الله في ٢٩ يناير ١٩٥٠، وحينها كان في مسقط، عاد مباشرة للكويت. وعلى الرغم من أن تقارير الاستخبارات البريطانية تحسبت لاحتمال حدوث عنف، مما أدى إلى أن تحرك بريطانيا قطعة بحرية لمواجهة الاحتمالات، فإن شيئاً من هذا لم يحدث، بل وصل عبدالله السالم في اليوم الثالث لوفاة الشيخ أحمد، وتم استقباله، وتلقى العزاء، وتمت تزكيته. حقيقة الأمر كانت هي أن الإنجليز كانوا يتوجسون من عبدالله السالم، ويحسبونه على المعسكر المعادي لهم، ولذلك وضعوا شروطاً عليه للاعتراف به، كانت كالتالي: تعيين ولي للعهد، تعيين مستشارين إنجليز، وإبعاد مستشار الشيخ أحمد. رفض الشيخ تلك الشروط، ومن ثم تغير الموقف البريطاني لاحقاً، ولهذا السبب تأخر اعتماد تولي الشيخ عبدالله السالم للحكم، حيث تم "عيد الجلوس"، وهي ترجمة غير دقيقة "لتتويج"، في ٢٥ فبراير ١٩٥٠، وهو اليوم الذي تم اعتماده لاحقاً سنة ١٩٦٤ ليصبح العيد الوطني للكويت بدلاً من يوم ١٩ يونيو، وهو اليوم الذي حصلت فيه الكويت على استقلالها. وفي حين أنه من المفهوم تغيير موعد العيد الوطني إلى فبراير احتفاء بالشيخ عبدالله السالم، وابتعاد عن لواهيب شهر يونيو، إلا أنه من غير المفهوم أن يتم تجاهل يوم الاستقلال نهائياً. من المفترض أن يتم جعله عطلة رسمية على الأقل، فهو اليوم الذي انطلقت فيه الكويت للعالم، ولكن لذلك حديث آخر.الشاهد هو أن الأجواء بين الشيخ وبريطانيا لم تكن ودية، وها هم يضعون الشروط عليه، ثم يتراجعون عنها، فما إن تغيرت الأحوال وجاءوا يطلبون الاستثمار، كانت فرصته في أن يضع شروطه. لا استثمار دون ضمانات لأموال الدولة، لا ماله الخاص. فماذا كانت تلك الشروط، وهل نجح الشيخ في الحصول عليها؟