المصلحة الخاصة تلغي «العامة» في «الكرة»
مقترحا زيادة فرق الممتاز والمحترفين... سلبيات عديدة وإيجابيات آنية
من جديد أضحت المصالح الآنية تتحكم في مصير مسابقات الكرة الكويتية، وللأسف الشديد فإن بعض الأندية التي كانت تشكو من الاتحاد السابق وتوجه الانتقادات له، وهي كانت على حق في ذلك الوقت، بسبب عمله من أجل مصلحة ناد أو أندية بعينها، تعمل اليوم على استغلال نفوذها في الاتحاد حاليا، لتسيير الأمور بما يتفق مع مصالحها.ولعل مقترحي زيادة مشاركة الأندية من 8 إلى 10 فرق في الدوري الممتاز، وزيادة عدد المحترفين من 4 إلى 5، يلخص الواقع المرير الذي تعيشه الكرة الكويتية في الوقت الراهن، ففي حال تطبيقهما بالفعل، وهو الاحتمال الأكبر، فإن الكرة لن تحصد إلا سلبيات وخسائر بالجملة، خصوصا أن المقترحين لم يكن الهدف منهما المصلحة العامة بتاتاً، بل تحقيق مصالح خاصة، لم ينظر أصحابها إلى ما هو أبعد من موسم أو مسابقة.ولعل من الواضح والمؤكد أن مقترح زيادة الأندية إلى 10 يهدف بالدرجة الأولى إلى استمرار التضامن، صاحب المركز الأخير في جدول ترتيب البطولة الماضية في الدوري الممتاز، إضافة إلى تأهل الفحيحيل، وصيف الدرجة الأولى، بعد فشله في الملحق أمام الجهراء.
ولا نعلم ما هي إيجابيات هذا المقترح، الذي ادعى البعض أنه يأتي تلبية لمطالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بزيادة عدد فرق الدوري الممتاز، وهو كلام عار من الصحة، ولا يمت للحقيقة بصلة، فالاتحاد الآسيوي تغاضى تماماً عن إلزام أي من الاتحادات الأهلية بتحديد عدد الفرق المشاركة في البطولات المحلية بعشرة كحد أدنى.
الفحيحيل ولطم الخدود
وللأسف الشديد فإن نادي الفحيحيل، الذي لطم الخدود وشق الجيوب منذ 4 سنوات، بحجة تعرضه للظلم بعد إلغاء دوري الدرجتين، وإقامة دوري الدمج، وذلك نظرا لتأهله للدوري الممتاز حينذاك، نجده اليوم يطالب بزيادة الفرق المشاركة إلى 10، ليصبح دوري الدرجتين قريبا جدا من دوري الدمج.معلوم أن البطولة السابقة، التي شهدت مشاركة 8 فرق فقط، كانت المنافسة فيها على النجاة من صراع الهبوط شرسة جدا، وكانت جميع مباريات البطولة غاية في القوة بشهادة الجميع، لكن زيادة العدد في ظل العدد العام للأندية الكويتية من شأنه أن يصيبها بالضعف والوهن، حيث سيصبح ناديان أو ثلاثة على الأكثر في واد، وسبعة أندية في واد آخر.أما مجلس إدارة نادي التضامن، الذي يتمسك بتطبيق المقترح، فإنه يبحث عن مصلحة خاصة، وهي ضمان البقاء في الممتاز، لاسيما أن التضامن، وعبر مجالس إداراته المتعاقبة، لم يبحث يوماً عن مصلحة عامة، دون أن تكون لها حسابات لمصالح خاصة وشخصية أحياناً.معتقدات خاصة
وبكل تأكيد تأتي موافقة أندية الممتاز على المقترح اعتقادا منها بأن هذا الأمر يضمن لها البقاء في البطولة وعدم الهبوط، أما أندية الدرجة الأولى فإنها ترى إقامة البطولة بهذا العدد الهزيل سيسهل من المنافسة وتأهلها للممتاز، ما يعني في النهاية تغليب المصلحة الخاصة على العامة، وعدم التفكير في قوة المنافسة التي ترفع في النهاية مستوى المنتخبات الوطنية، فإقامة دوري بمشاركة 5 فرق أمر لم ولن يحدث من قبل في جميع دول العالم، لكن ولأن المصلحة الشخصية تكسب المصلحة العامة بالقاضية، فإن مشاركة أقل من هذا العدد يبدو أمرا واردا وليس مستبعد!القضاء على المواهب
ونأتي على المقترح الثاني الخاص بزيادة عدد المحترفين إلى 5 لاعبين، ابتداء من الموسم المقبل، الذي يثير الدهشة في الحماسة الكبيرة له.ومن البديهي أن يقضي هذا المقترح على المواهب الصاعدة والواعدة في الكرة الكويتية، التي تنتظر الحصول على فرصتها في المشاركة مع أنديتها، ويبقى أمر آخر مثير للريبة والدهشة في آن واحد، يتمثل في موافقة الأندية على مقترح الزيادة، وهي التي أكدت معاناتها في السنوات الماضية في عدم قدرتها على جلب محترفين أكفاء تعول عليهم، كما أنها رفضت في وقت سابق الاستعانة بالمحترفين في كرة اليد، بل وإلغاء جلبهم في كرة السلة والطائرة بحجة الإمكانات أيضا، فلماذا تغير موقفها فجأة ووافقت على مقترح زيادة المحترف؟أسباب الكويت "عربية"
وإذا كان نادي الكويت رفض تطبيق دوري الدمج فإنه وافق على زيادة عدد الفرق المشاركة في الدوري الممتاز، من أجل الحصول على موافقة الأندية بزيادة عدد المحترفين إلى 5، أي إن الموافقة جاءت بحثا عن مصالحه الشخصية أيضا على غرار الفحيحيل والتضامن.وتمسك الكويت بالمقترح أسبابه معروفة للداني والقاصي، وليست خافية على أحد، فالنادي يسعى إلى تدعيم صفوفه بقوة من أجل المشاركة في البطولة العربية للأندية أغسطس المقبل، وتتيح لوائح هذه البطولة للفرق المشاركة بقيد 5 محترفين في القائمة، علما أن البطولة تقام بنظام خروج المغلوب، وهو ما يعني أن الكويت، الذي قد يغادر البطولة من دورها الأول، بحث عن مصلحته الشخصية بغض النظر عن مصلحة الكرة الكويتية.