"احنا لازم نسوي شيء الديرة راحت". في الزمانات كانت هذه الجملة تعني أشياء محددة، محاربة الفساد ودعم قوى الإصلاح وكل الشخصيات النظيفة التي تعمل لخدمة المصلحة العامة، اليوم يتصل بي من يستحقون صب الإسمنت في أفواههم مكررين الجملة نفسها "احنا لازم نسوي شيء الديرة راحت"، ولكن القصد غير المذكور أعلاه لأن ما سيأتي في الحوار هو العفن الذي أفسد حياتنا، وجعل الفرقة تسود بين أبناء الوطن الواحد.القوى الكرتونية التي تلهث لتحريكنا وتحريك عجلات الوطن الذي مدوا يد العون للأطراف التي خلعت دواليبه الأربعة، يصرخون في الأرض الجرداء ضد من ينعتونهم بـ"المزورين"، ولكن بمجرد اكتمال الحشد المضاد للطرف الذي "وقع وختم" على أوراق الهوية المزورة نراهم يقفزون إلى خندق الطرف الأقوى لممارسة مهامهم المعتادة في تلقيم فوهات المدافع والراجمات، ولو سألتهم يا جماعة ما الذي حصل؟ يردون ببلاهة: الاستقرار، أهم شيء الاستقرار.
قوى النضال الهلامي في مختبرات "العبط الديمقراطي" يريدون نضالا على "الفرازة"، يبدأ وينتهي عندهم، وأي شيء يأتي من العالم الآخر الذي لا يتحدث مثل طريقتهم، ولا يعيش بنمط حياتهم الخاصة، هو عدو، والتحالف ضده أمر واجب، ومهما حصل– كما هو حاصل فعلا– فذلك أهون من نجاح غيرهم في المهام التي تركوها باختيارهم، وعندما تنتهي حفلة تصفية الخصوم، وتعود "ريما لعادتها القديمة" في تخريب كل ما هو جميل في البلد الجميل تتكرر دورة العويل واستنهاض "الرمم" ليبدأ نضال الصالونات و"تهميز" الفاعل الحقيقي. ختاما أقول لقوى "التهميز"، والتهميز بالعربية يعني التمسيد الذي هو أخف وطأة من التدليك! أشكالكم مخزية وآراؤكم بائسة لأنكم تدعون الناس للاعتراض لتكونوا أول من يعارضهم، أدمنتم التمييع والتلميع وقت الجد والتمثيل والتحليل وقت الصمت، لا مكان لكم في هذه الضفة ولا تلك، مكانكم الوحيد هو فضاء مصالحكم الشخصية وأوهامكم السقيمة.
مقالات
الأغلبية الصامتة: قوى «التهميز» الثورية
14-06-2018