«ما تقدرون عليه»
ما يحدث اليوم في العمل السياسي الحكومي هو عكس العمل الديمقراطي السليم، وهو ما يثبته باختصار الوزير الجبري كحالة لا كشخص، ولن تقدر حكومة جابر المبارك أو أي شخص آخر سيدير الحكومة مستقبلاً على التخلص من هذه الحالة في ظل تكرار الفعل ذاته أملا في نتائج مختلفة.
![علي محمود خاجه](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1587579369153174500/1587579386000/1280x960.jpg)
ما يحدث اليوم هو عكس العمل الديمقراطي السليم، وهو ما يثبته باختصار الوزير الجبري كحالة لا كشخص، ولن تقدر حكومة جابر المبارك أو أي شخص آخر سيدير الحكومة مستقبلاً على التخلص من هذه الحالة في ظل تكرار الفعل ذاته أملا في نتائج مختلفة.فالوزير الجبري، كحالة لا كشخص كما ذكرت آنفا، نائب منتخب ذو ثقل قبلي يلزمه أن يلبي متطلبات ناخبيه من جانب، وأن يحافظ على مقعده الوزاري لأطول فترة ممكنة من جانب آخر، فأما بالنسبة إلى تلبية طلبات ناخبيه فإن أفضل مكان لتحقيق ذلك هو الوجود في الوزارة، حيث يجمعه وجميع الوزراء وما يتبعهم من هيئات ومؤسسات لقاءات مستمرة، ومصالح مشتركة، تجعلهم يلبون احتياجات بعضهم لضمان الاستمرار، فإن رفضت طلباته المتمثلة بتعيين باراشوتي أو استثناء من قانون أو تمرير أمر ما من قبل أي وزير في الحكومة، فإن ذلك يعني استياءه، واستياؤه يعني عدم رضا ناخبيه أو الفئة الاجتماعية التي ينتسب إليها، سواء كانت طائفة أو طبقة أو عائلة أو قبيلة، وهو ما يعني سخطا كبيرا قد يطيح بالوزراء الرافضين لطلباته وبالتالي عدم استقرار الحكومة. هذا من جانب أما الجانب الآخر فهو سعي الوزير للمحافظة على المقعد الوزاري لأطول فترة ممكنة لتحقيق الامتيازات أعلاه، وهو ما يعني محاولة إرضاء أصحاب الأصوات الأعلى في المجلس، خصوصا إن كانت مغلفة بالدين كما يحدث في الكويت منذ أكثر من 30 عاما، فيستجيب لجميع مطالبهم حتى إن كانت غير منطقية أو مقبولة كما هي الحال مع الغالبية العظمى من مطالبهم.لقد نجح الجبري كحالة لا كشخص بامتياز إلى الآن في تقديم النموذج المثالي للوزير الذي لن يقدر عليه أي رئيس حكومة وفق النهج القائم، بل خط هذا الوزير الطريق المثالي لأي وزير آخر يرغب في الاستمرار.خارج نطاق التغطية:أقبل العيد ولم أقرأ عن أي حفل موسيقي أو غنائي في الكويت باستثناء العروض المسرحية الدائمة في مواسم الأعياد، فما السبب يا ترى؟عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.