التمثيل صنع الفارق وكان العنصر الأقوى في الدراما الرمضانية
داود والردهان والطراروة وبوشهري وصفر أعادوا اكتشاف أنفسهم
وصل السباق الرمضاني إلى محطته الأخيرة، وبعد معترك درامي هو الأصعب لكثرة عدد الأعمال المشاركة، وتنوع قوالبها، وبدا واضحا ان التميز هذا العام اقترن بأسماء شخوص لا بمشروع درامي متكامل، في ظل التفاوت الملحوظ في مستوى أركان كل عمل، لذلك من الصعب الحكم على مسلسل بأنه كان الأفضل في المطلق أو العكس، وإنما كل مشروع درامي تميز بنقاط إيجابية وشابه بعض السلبيات، ولعل عنصر التمثيل كان مصدر قوة العديد من الأعمال هذا العام، بل إنه يمكن القول إن هناك فنانين اعادوا اكتشاف أنفسهم بتمكنهم من أدواتهم وانسجامهم مع الشخصيات التي قدموها طوال شهر رمضان.على عكس السائد ورغم قلة إطلالته الدرامية فإن المخرج عبدالعزيز صفر، الذي نادرا ما يشارك كممثل، استطاع ان يقدم نفسه بصورة مختلفة تماما هذا العام، من خلال برنامج "بلوك غشمرة"، وبعيدا عن الضجة التي واكبت العمل وحجم الانتقادات التي وجهت له فإن صفر برز كممثل متمكن من أدواته، وسيكون له شأن أكبر في الفترة المقبلة إذا استمر كممثل ولم يعد إلى الكواليس مجددا كمخرج.
ثلاثي "عبرة شارع"
في مسلسل "عبرة شارع" نجح الثلاثي داود حسين وجمال الردهان وعبدالله الطراروة في التمرد على انفسهم، حيث وجد داود حسين نفسه أخيرا في عمل درامي مميز بشخصية مختلفة تماما عما سبق ان اطل به بوحسن الذي ظل لسنوات اسير الادوار الكوميدية حتى استشعر الخطر فآثر الابتعاد، داود وفق هذا العام في اختيار ظهر من خلاله بشكل مغاير. على الجانب الآخر، تحدى الفنان جمال الردهان نفسه بشخصية مركبة استطاعت كسب تعاطف الجمهور، الردهان ايضا كان حبيس نمط واحد من الأدوار، واختياره هذا العام يعكس وعيه بضرورة التغيير ورغبته الحقيقية في استعراض إمكاناته كممثل متمكن من ادواته، الأمر نفسه ينسحب على الفنان الشاب عبدالله الطراروة، وعبدالله معجون، تمثيل فنان موهوب لديه القدرة على التنقل من حالة إلى اخرى بسلاسة.هبة الدري
سجلت الفنانة هبة الدري ايضا حضورا مختلفا في العمل نفسه، هدى كانت تمثل بجميع حواسها، واصبحت اكثر نضجا، وما حققته هذا العام يضعها امام تحد كبير لاختياراتها المقبلة، بينما ظهر الفنان علي كاكولي بصورة مختلفة في مسلسل "الخافي اعظم" ربما كون المسلسل بشكل عام مثل حالة درامية متفردة، كونه ذهب لحقبة زمنية اتسمت بالهدوء، ما فرض على الممثلين نمط اداء يتسق وايقاع العمل غير ان كاكولي ترك بصمة مهمة.في الدراما المثيرة للجدل "الخطايا العشر" برز الثنائي عبدالله بوشهري ومحمد صفر، ووجد عبدالله ضالته في هذا العمل، بعد ان حجم لفترة في أدوار الشاب الرومانسي الهادئ، هذا العام هدوء بوشهري كان يخفي وراءه ثورة وجه آخر ظهر في الحلقات الأخيرة.ويعد محمد صفر أيضا طاقة كبيرة، إذ تعامل مع الشخصية بذكاء، واستطاع أن يعيش أدق تفاصيلها ويعبر عنها بصدق، بينما خاضت في العمل نفسه الفنانة روان المهدي تحديا مختلفا، تلك الفتاة التي صرحت كثيرا بأنها عانت من الادوار التقليدية، وخاضت مغامرة كبيرة في "الخطايا العشر" عندما ارتضت بشخصية تنطوي على جرأة ليس على مستوى الشكل، وإنما الفكر والمضمون لتشكل وبوشهري ثنائيا مميزا يستحق لقب الثنائي الأفضل في رمضان.