● كيف انتشر الإسلام في إندونيسيا؟
- منذ القرن الثامن الميلادي والثاني الهجري، وبدأ ينتشر بقوة منذ القرن الثالث عشر الميلادي، لأن الدعاة الذين جاؤوا إلى إندونيسيا يحملون تعاليم الإسلام الوسطي، مما جعل الإسلام في إندونيسيا مقبولا عند الجميع.● ما الديانات الموجودة في إندونيسيا؟
- عندنا 6 ديانات يمثل الإسلام منها 85 في المئة، بعد ذلك المسيحية، ثم الهندوسية، ثم البوذية، ثم الكونفيشية، وكلنا نتعايش تحت مظلة الدستور، أو ما يسمى عندنا بـ "الإجماع الوطني"، الذي يساوي بين الجميع في الحقوق والواجبات، وهذا ما يجعلنا أمة متحدة حتى الآن.● هل الإسلام هو الدين الرسمي للدولة؟
- لا ليس رسميا، ولكن الإسلام هو الدين المؤثر في إندونيسيا في كافة مجالات الحياة، فعندنا قانون خاص للبنك الإسلامي وآخر للتأمين الإسلامي وقانون خاص للصكوك الإسلامية وآخر خاص للأحوال الشخصية الإسلامية، كما أن القوانين الاقتصادية في إندونيسيا مستلهمة من التعاليم الإسلامية.● ما دور المنظمة العالمية لخريجي الأزهر في إندونيسيا؟
- لها دور كبير، حيث تضم في عضويتها أكثر من 30 ألف شخص كلهم خريجو الأزهر ويخدمون في مختلف المجالات والمراكز في إندونيسيا، ونحن نعمل معا على تقوية منهج الوسطية، وقد أنشأنا "مركز الوسطية" في إندونيسيا، ويعقد برامج تثقيفية منتظمة لكل المكاتب الفرعية الموجودة في كل المحافظات لنشر منهج الوسطية.● كيف ترى حال الإسلام، سواء في البلدان الاسلامية أو الغربية؟
- نحن نواجه تحديات كبيرة داخلية وخارجية، فهناك ظاهرة الإسلاموفوبيا خارجيا، لكن داخليا هناك أسباب تعود إلينا نحن، منها منهج التفرق والتنازع، فبعضنا يتكلم عن الإسلام بمنهج تفريقي، ولذلك الإمام الأكبر يطلب منا الرجوع إلى المنهج الوسطي الذي يؤلف بين طوائف الأمة، من خلال الكتب والخطب.● يقال إن هناك ضعفا لدى الوعاظ؟
- بالفعل والمشكلة أنه يسهل على أي شخص أن يقول إنه داعية وواعظ يعتلي المنبر، ويتكلم في أي شيء، ولذلك نحن في المنظمة العالمية لخريجي الأزهر نعمل على الارتقاء بمستوى الدعاة، ونؤلف كتيبات فيها مواد أساسية يجب أن يلتزم بها الدعاة حتى تكون دعوتهم مثمرة.● ماذا عن الإسلام في المناهج التربوية والتعليمية؟
- إذا أردنا تقوية الإسلام يجب أن نرجع إلى المنهج الوسطي ونترك المناهج المتشددة، ويجب أن نسلح دعاتنا بهذا المنهج الوسطي والأزهر يدعمنا بمواد تربوية تعليمية في هذا الشأن.● أين وسائل الإعلام الإسلامية من هذه القضية؟
- في إندونيسيا هناك وسائل إعلام إسلامية، لكن ليست قوية لأنها في بعض الأحيان تسرف وقتها لبحث الأشياء التافهة، ولا تتعاطى مع المسائل المهمة للأمة، مثل الارتقاء بمستوى الصحة والمستوى الاقتصادي، لأن الاقتصاد في إندونيسيا - وإن كنا كمسلمين نمثل 85 في المئة من السكان - 70 في المئة منه تقريبا في يد غير المسلمين، وهذا معناه أننا مقصرون في تنمية قوتنا الاقتصادية.● ما رأيك في المؤسسات الإسلامية ودورها؟
- المؤسسات الإسلامية في إندونيسيا تلعب دورا قويا لترسيخ القيم الإسلامية، فمثلا لدينا 90 في المئة من المدارس الإسلامية أهلية، و10 في المئة فقط حكومية، وهذه الـ90 في المئة تلعب دورا كبيرا ويدرس فيها نحو أربعة ملايين من أبناء إندونيسيا، ولذلك نحن في إندونيسيا كحكومة دائما نعطي الاهتمام والمساعدات للمؤسسات الدينية خاصة الأهلية.● كيف نستطيع تكوين شخصية إسلامية لدى الأجيال الناشئة؟
- أهم دور هو الذي تلعبه الأسرة، ولذلك نحن في إندونيسيا بدأنا الرجوع إلى الأسرة، بمعنى أننا نقوي دورها، والآن هناك برامج خاصة من قبل الحكومة الإندونيسية لمساعدة الأسر البسيطة، حتى تستطيع أن تربي أولادها تربية إسلامية صحيحة.● ما المطلوب من المؤسسات الدينية في البلدان الإسلامية؟
- أن تتعاون وتتكاتف خاصة لنصرة القضايا المحورية للأمة مثل نصرة الأقصى. أيضا نحن في إندونيسيا نحتاج أن تمدنا المؤسسات الدينية في دول مثل الكويت ومصر والسعودية بكل جديد في الفكر الديني والفتاوى للاطلاع عليه ومعرفته ونشره لنبذ الأفكار المتشددة والمتطرفة.● ماذا عن الفتوى في إندونيسيا؟
- الفتوى مهمة خطيرة، ونحن أيضا نعاني الفتاوى العشوائية، حيث تجد كل شخص يفتح قنوات خاصة له أو قناة على "يوتيوب"، ويبث فتاواه وبعض الناس تتأثر بهذه الفتاوى، ما قد يسبب التفرقة بين أبناء الشعب الواحد.