جدل حول تفريق أبناء المهاجرين في أمريكا.. ووزير العدل يبرر بحجج دينية

نشر في 15-06-2018 | 12:11
آخر تحديث 15-06-2018 | 12:11
No Image Caption
برر وزير العدل الأميركي جيف سيشنز الخميس التفريق بين أفراد عائلات المهاجرين غير الشرعيين، بجملة وردت في الكتاب المقدس مشدداً على ضرورة فرض احترام القانون في مواجهة المعارضة الديموقراطية والاستياء المتزايد في صفوف الجمهوريين.

وكانت إدارة الرئيس دونالد ترامب دعمت فصل أبناء المهاجرين عن آبائهم، لكن أعضاء الكونغرس الجمهوريين يشعرون باستياء متزايد من القوانين الأمنية على الحدود التي تطبق لردع الذين ينوون الهجرة.

ونظم ناشطون الخميس يوم احتجاج على هذه السياسة التي وصفوها بأنها لا انسانية وخطيرة.

وفي اليوم نفسه، قال جيف سيشنز في خطاب خصص بأكمله لهذه القضية «يمكنني الاشارة إلى الرسول بولس ووصيته الواضحة والحكيمة بأنه يجب طاعة قوانين الحكومة لأنها جاءت من الله لاحلال النظام».

وأضاف أن «سياستنا التي يمكن أن تؤدي إلى الفصل بين أفراد عائلات لفترة قصيرة ليست غير عادية ولا غير مبررة»، وتابع أن «دخول الولايات المتحدة بطريقة غير مشروعة جنحة، ووجود أولاد لا يحمي».

وذكر بأنه أمر «بأن يطلق مدعينا ملاحقات ضد مئة بالمئة من الذين يدخلون بطريقة غير قانونية ويتم رصدهم على الحدود المكسيكية»، في اطار سياسة عدم التسامح التي يتبعها الرئيس دونالد ترامب.

ورفضت الناطقة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز التعليق بشكل مباشر على التصريحات لكنها قالت إن «فرض احترام القانون مرتبط جداً بالكتاب المقدس».

ومنذ أكتوبر تم فصل مئات الأطفال عن آبائهم على الحدود، بما في ذلك أبناء عائلات جاءت لطلب اللجوء.

وتسارعت وتيرة هذه الحوادث منذ مطلع مايو عندما أعلن سيشنز أن كل المهاجرين الذين يعبرون الحدود بلا وثائق سيتم توقيفهم، سواء كان برفقتهم قاصرون أو لم يكن.

وأكد سيشنز الخميس أنه لا يمكن ارسال الأطفال إلى «سجون» أقربائهم البالغين، مما يؤدي إلى فصلهم عنهم.

وبدا الاستياء واضحاً في صفوف الجمهوريين في الكونغرس الخميس.

وقال زعيم كتلة الجمهوريين في مجلس النواب بول راين «لا نريد فصل الأطفال عن آبائهم»، وأضاف رئيس مجلس النواب «نرى أنه يجب التسوية (هذا الوضع) عبر قانون حول الهجرة».

وأخفق الكونغرس خلال العام الجاري في تبني قانون لتسوية مختلف جوانب قضية الهجرة، بما في ذلك مسألة «الحالمين» حماية الذين قدموا أطفالاً في هجرة سرية إلى الولايات المتحدة.

ويعمل الجمهوريون على إعداد نص أوسع حول الهجرة يمكن أن يعرض الأسبوع المقبل، وصرح مسؤول جمهوري كبير في مجلس النواب إنه سيتم توضيح تعديل دستوري «للتأكد من عدم فصل القاصرين الذين يرافقهم بالغون ويعتقلون على الحدود عن ذويهم أو الأوصياء عليهم».

في مواجهة الجدل، يؤكد الرئيس ترامب والبيت الأبيض إن الوضع ناجم عن تعطيل الديموقراطيين لمقترحات القوانين التي يقدمها الجمهوريون حول الهجرة.

لكن زعيمة الديموقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي نفت ذلك الخميس، وقالت في مؤتمر صحافي أن هذه القضية يمكن أن تحل «بدقيقة واحدة إذا كان هناك جهد جدي، الأمر يتعلق بعمل تنفيذي لوزير العدل ويمكن تغيير ذلك بسهولة».

وانتقدت بيلوسي ابعاد العائلات التي تصل إلى الحدود طلبا للجوء من أجل حفض اجراءات فصل الأطفال عن ذويهم.

وأضافت «هذا ليس حلاً، الحل هو عدم فصل الأطفال عن أهلهم»، مشددة على أنها سياسة «وحشية يجب أن تتوقف».

واعترف كثيرون بأن مشروع القانون الذي قدمه الأعضاء الديموقراطيون في مجلس الشيوخ خلال الأسبوع الجاري لوقف هذه الممارسات لا يتمتع بفرصة كبيرة ليلقى دعم الأغلبية الجمهورية، وعبروا عن أملهم في أن يدفع «الشعور بالعار» إدارة ترامب إلى التحرك.

وقال النائب لويس غوتيريز «لا يمكنني أن أتصور عملاً أكثر وحشية من قبل الحكومة، إنه تعذيب نفسي».

وكان المبشر الانجيلي فرانكلين غراهام الذي يتمتع بنفوذ كبير، قال أنه يأمل في أن يجرى «شىء ما قريباً لحل هذه المشكلة»، وأضاف لقناة التلفزيون «كريشتيان برودكاستينغ نيتوورك» الثلاثاء «إنه عار ورؤية عائلات مشتتة أمر رهيب لا أدعمه اطلاقاً».

back to top