تستعد القوات الموالية للحكومة اليمنية والمدعومة إماراتياً الجمعة لمحاولة التقدم باتجاه مطار الحديدة واقتحامه، بينما حث زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي مقاتليه على التوجه إلى المدينة التي تضم ميناء رئيسياً للدفاع عنها.

وفي بداية اليوم الثالث من الهجوم على مدينة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، ساد الهدوء على جبهة القتال الرئيسية على بعد نحو كيلومترين من المطار الواقع في جنوب المدينة، في وقت دعا مجلس الأمن إلى ابقاء ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر مفتوحاً رغم الحرب.

Ad

وقالت مصادر عسكرية في القوات الموالية للحكومة لمراسل وكالة فرانس برس أن هذه القوات «تستعد لعملية اقتحام للمطار الجمعة بدعم جوي من طائرات التحالف العسكري بقيادة السعودية».

وكانت القوات الموالية للحكومة المعترف بها بدأت الأربعاء بمساندة قوات إماراتية الهجوم الواسع تحت مسمى «النصر الذهبي» بهدف اقتحام مدينة الحديدة، في أكبر عملية تشنها هذه القوات ضد المتمردين الحوثيين منذ نحو ثلاث سنوات.

وبحسب مسعفين، قتل 118 مقاتلاً حكومياً ومتمرداً منذ بداية الهجوم، من دون أن يحددوا أعداد قتلى كل من الجانبين.

مساعدات

ويشكل ميناء مدينة الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ التي تطلق على السعودية.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي الحرب في مدينة الحديدة إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعيتا إلى طمأنة المجتمع الدولي عبر الإعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.

بنية تحتية

في مواجهة مخاوف المجتمع الدولي، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مؤتمر صحافي في نيويورك «نحن لا نقترب من المرفأ ولا ننوي تدمير البنية التحتية»، وأضاف «نحن في منطقة قريبة من المطار وليس من المرفأ، المرفأ خارج العمليات تماماً اليوم».

وعقد مجلس الأمن الدولي ثاني جلسة له حول اليمن في أسبوع.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس إن الدول الخمسة عشرة الأعضاء «متحدة في قلقها العميق ازاء المخاطر المتعلقة بالوضع الانساني في الحديدة».

وأضاف أن الدول الأعضاء «كررت المطالبة بإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين».

ويشكل الصليف الواقع شمال مدينة الحديدة مع ميناء الحديدة المعبرين الرئيسيين للامدادات الغذائية والمساعدات الانسانية إلى البلد الغارق في الحرب إذ تدخل عبرهما 70% من هذه المواد.

ويشهد اليمن منذ سنوات نزاعاً بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيي، وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري الذي يضم الإمارات في 2015 لوقف تقدم المتمردين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014 وبعدها على الحديدة.

وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين المتهمين بتلقي الدعم من ايران، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من ايدي الحوثيين في 2015، وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.

دفاع

ومع اقتراب القوات الموالية للحكومة من مدينة الحديدة، حث زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي فجر الجمعة مقاتليه على التوجه إلى المدينة للدفاع عنها، في أول تصريحات يدلي بها منذ بداية الهجوم.

وقال «لا ينبغي لأي اختراق أن يُحدِث حالة إرباك ويجب العمل على تأمين الزخم البشري لمعركة الساحل»، بحسب ما نقلت عنه قناة «المسيرة».

وأضاف الحوثي «ممكن استعادة كل الاختراقات داخل الساحل الغربي عبر تأمين الزخم البشري للمعركة»، مشدداً على وجوب «أن يتحرك الناس لإسناد الجبهات».

وسط هذه الأجواء، وصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الخميس إلى عدن، العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دولياً، في أول زيارة لليمن والمدينة الجنوبية منذ أكثر من عام.

وتتهم السعودية ايران بدعم المتمردين الحوثيين بالسلاح، وهو ما تنفيه طهران.