الذي لفت نظري هو دهشة النخب المثقفة الكويتية من إعلانات أبناء القبائل في الحرم الجامعي عشية نتائج الثانوية العامة، يسوّقون لبرامجهم الانتخابية ذات الخلفية الإثنية المقيتة، أليس هذا نتيجة لممارسات غضت الطرف عنها حكومات مختلفة سابقة ومنذ سنين، ومن باب تسليط الضوء على مكامن العلل بغية كشفها وتشخيصها لتجنب آثارها، لا من أجل المعارضة وبالتالي البكاء على اللبن المسكوب.نذكر بعض هذه الممارسات التي صمتت تجاهها تلك الحكومات ما من شأنه تفتيت النسيج الاجتماعي وإضعاف عضده وذلك على النحو التالي:
- من كان خلف ضرب المكون الشيعي من خلال إحدى القنوات المقربة من السلطة على مدار ثلاثة أيام في وصلة "ردح" غير مسؤولة على خلفية تأبين عماد مغنية خاطف طائرة الجابرية، نعم خطأ لا يجوز السكوت عليه، لكن ليس بحجمه وحجم من قاموا به، فخطأ الجزء لا ينسحب على الكل، "فلا تزر وازرة وزر أخرى".- الكل يتذكر وبمرارة العصر الجويهلي الذي ترعرع في حضن كتل ومجاميع شغلها الشاغل الاستخواذ على مقدرات الأمة، من خلال خلق الأزمات والصراعات التي تسمح لهم وبسهولة السيطرة على المال العام، وإعمالاً لذلك تم الهجوم على أبناء القبائل والتشكيك بولائهم من خلال بعض القنوات الحليفة للسلطة في ذلك الوقت، ولم يتوقف الصراع عند هذا الحد، بل وصل لأعلى المستويات بين شيوخ وعوائل تجارية وبعدها بين شيوخ وشيوخ. - إلا أننا نعيش هذه الأيام صراع الجويهليين الجدد، حيث طفح على السطح من خلال تسريبات تأتينا بين الفينة والأخرى في تنافس غير نزيه لا يرقى إلا ليكون صراعاً على بلوك الفكر الجويهلي بالدائرة الثالثة، دائرة الفكر وللأسف الشديد! مع احترامي وتقديري لبقية ناخبي الدائرة الثالثة، فلا ننسى أنهم يوماً ما قد قدموا لنا: النفيسي والمرحوم بإذن الله طيب الذكر الربعي، فضلا عن السعدون والمسلم واليحيى وآخرون، إلا أن الحقيقة المرة هي وجود هذا البلوك الذي يتغذى أصحابه على إحياء النعرات العنصرية برعاية كتل تملك أذرعا إعلامية صفراء، وحسبك الرجوع لإحدى مداخلات مسلم البراك في مجلس الأمة في هذا الصدد، حيث ذكر وبالاسم من يرعى ويدعم هذا الفكر، تم ذلك على مرأى ومسمع الحكومات المتعاقبة التي اكتفت بالتفرج فقط، والمدعو يمزق أكبر مكون اجتماعي، ارجعوا لأرشيف تلك الحقبة البشعة. والذي زاد الطين بلة مرسوم الصوت الواحد الذي مزق ما تبقى من النسيج الاجتماعي، حيث انتقل التعصب فيه من القبيلة للفخذ ومنه للعائلة حتى يصل للبيت الواحد فيعصف به، ألا يحتاج منا كل ذلك وقفة جادة؟ختاما: لذلك نقول: لا تتعجبوا من هذا الحصاد المر، فهو نتيجة حتمية لسياسة حكومات سابقة ظهرت ضعيفة أمام منظومة الفساد في مواقف كثيرة، فمن المنطقي أن يلجأ الناس إلى القبيلة أو الطائفة أو العائلة بعد أن لمسوا ضياع المشروع الوطني، ولا سيما شعورهم بالاضطهاد وعدم المساواة، ونؤكد أننا ضد أي فئة تحاول القفز على ثوابت الدولة الدستورية، فالكويت فوق الجميع.عيدكم مبارك ودمتم بخير.
مقالات - اضافات
«High Light»: غير صالح للنشر!
16-06-2018