لليوم الثالث واصلت القوات اليمنية المشتركة، باسناد من قوات دول التحالف العربي بقيادة السعودية أمس، عملية "النصر الذهبي"، التي تهدف إلى تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية على البحر الأحمر، غرب اليمن.

وتمكنت القوات المشتركة من السيطرة على مدخل مطار الحديدة، بعد معارك قرب أسوار المطار تمهيداً لاقتحامه والسيطرة عليه.

Ad

وكان مسؤول عسكري في القوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية قال في وقت سابق، إن القوات المشتركة "تستعد لعملية اقتحام للمطار الجمعة بدعم جوي" من طائرات التحالف.

وذكر سكان المدينة، التي يسيطر عليها الحوثيون المتحالفون مع إيران، أن اشتباكات تدور في حي المنظر المتاخم للسور المحيط بالمطار. وهرب الكثير من سكان الحي إلى وسط المدينة.

وقالت مصادر، إن القوات المشتركة سيطرت على المنتجع الريفي وقرية الشجيرة ودير خمسين والشريم والنخيلة والسماحي وقظبة وأخيراً قرية المنظر على تخوم مطار الحديدة وسيطرت بذلك على المدخل الجنوبي للمدينة.

وبالتزامن مع المعارك على أبواب المطار، شن المتمردون هجوماً على موقع للقوات المشتركة في منتصف الطريق الساحلي الرئيسي الرابط بين مدينة الحديدة ومراكز عسكرية تنطلق منها القوات المشتركة.

وأوضحت مصادر، أن الهجوم أدى إلى قطع الطريق بين الحديدة ومديريتي الخوخة والمخا اللتين تضمان تجمعات عسكرية للقوات الحكومية.

ووقع الهجوم في مديرية التحيتا على الطريق الساحلي المطل على البحر الأحمر على بعد نحو 100 كلم جنوب مدينة الحديدة. وتنطلق من المخا (150 كلم جنوب مدينة الحديدة) والخوخة (130 كلم جنوب الحديدة) القوات الموالية للحكومة، شمالاً نحو مدينة الحديدة. وأفاد مسعفون بأن 12 مقاتلاً في صفوف القوات الموالية للحكومة قتلوا في الهجوم.

وقالت قناة "سكاي نيوز عربية" الإمارتية، إن القوات اليمنية المشتركة أحبطت محاولة تسلل للميليشيات في منطقة الفازة غربي مديرية التحيتا، وأجبرتها على التراجع بعد تكبيدها خسائر فادحة، مضيفة أن الميليشيات كانت تسعى من وراء هذا الهجوم إلى تخفيف الضغط عن جبهات الأطراف الجنوبية لمدينة الحديدة، بعد التقدم الكبير الذي حققته القوات المشتركة.

وأضافت القناة أن هذا التطور بعد ساعات قليلة من الإعلان عن مقتل 128 مسلحاً حوثياً في غارات للتحالف العربي ومواجهات مع القوات اليمنية المشتركة جنوبي الحديدة خلال اليومين الماضيين.

الحوثي

وفي وقت متأخر أمس الأول، دعا الزعيم الحوثي عبدالملك الحوثي أنصاره للتوجه إلى جبهات القتال. وقال: "لا ينبغي لأي اختراق أن يُحدِث حالة إرباك ويجب العمل على تأمين الزخم البشري لمعركة الساحل"، بحسب ما نقلت عنه قناة "المسيرة".

وأضاف الحوثي: "ممكن استعادة كل الاختراقات داخل الساحل الغربي عبر تأمين الزخم البشري للمعركة"، مشدداً على وجوب "أن يتحرك الناس لإسناد الجبهات".

جلسة أممية

ويشكل ميناء مدينة الحديدة، التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، المدخل الرئيسي للمساعدات الموجهة إلى ملايين السكان، لكن التحالف يرى فيه منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر ولتهريب الصواريخ، التي تطلق على السعودية.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية أن تؤدي المعارك إلى وقف تدفق المساعدات، لكن السعودية والإمارات سعتا إلى طمأنة المجتمع الدولي عبر الإعلان عن خطة لنقل المساعدات في حال توقف العمل في الميناء.

في مواجهة هذه المخاوف، قال وزير الخارجية اليمني خالد اليماني في مؤتمر صحافي في نيويورك: "نحن لا نقترب من المرفأ ولا ننوي تدمير البنية التحتية". وأضاف: "نحن في منطقة قريبة من المطار وليس من المرفأ. المرفأ خارج العمليات تماماً حتى الآن".

وعقد مجلس الأمن الدولي، أمس الأول، ثاني جلسة له حول اليمن في أسبوع.

وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس، إن الدول الخمس عشرة الأعضاء "كررت المطالبة بإبقاء ميناءي الحديدة والصليف مفتوحين".

غريفيث

ويعتزم المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إجراء لقاءات مع قيادات الحوثيين في صنعاء، اليوم السبت، وتقديم عرض جديد للمتمردين لتسليم المدينةوتجنيبها القتال.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر مقربة من المبعوث، أن من المقرر أن يعرض غريفيث تلك الشروط على زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، مباشرة، الذي سبق أن التقاه في زيارات سابقة، غير معلنة، وفقاً لذات المصادر.

ويطالب التحالف العربي بقيادة السعودية، والحكومة اليمنية الشرعية بضرورة إخلاء الحوثيين لميناء الحديدة البحري الأكبر في البلد، وتسليمه لإشراف أممي، والانسحاب من المدينة في مقابل وقف العمليات، وتجنيب مدينة الحديدة القتال.

تقرير أممي

إلى ذلك، أفاد تقرير غير معد للنشر للأمم المتحدة اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" بأن المتمردين الحوثيين أطلقوا صواريخ على السعودية صنع بعض من مكوناتها في إيران، لكن من دون أن يُعرف متى أرسلت هذه الصواريخ إلى اليمن. وفي التقرير الواقع في 14 صفحة يحيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مجلس الأمن الدولي علماً أن شظايا خمسة صواريخ أطلقت منذ يوليو 2017 من اليمن على السعودية "لديها الخصائص الأساسية نفسها لنوع من الصواريخ معروف أنه من صنع إيران".

فرنسا

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية، إن باريس تدرس إمكانية تنفيذ عملية لإزالة الألغام للسماح بدخول ميناء الحديدة اليمني بمجرد اكتمال العملية العسكرية التي ينفذها التحالف.