يضمّ كتاب «علم الزمن الجميل» الصادر عن دار نشر الجامعة الأنطونية في لبنان شهادات بأقلام 20 كاتبًا سياسيّاً وصحافيّاً ونقّاداً وأصدقاء، وفي قسم ثانٍ مقابلات ومقالات للمكرَّم أعادت الجامعة طباعتَها في توثيق لذاكرة مالك، كذلك اشتمل الكتاب على صور من مراحل مختلفة في مسيرته الإعلاميَّة.تزامن التكريم وذكرى ميلاد عادل مالك الثامنة والسبعين، وتخلله عرض مقابلة مصوّرة مع مالك (مدّتُها 24 دقيقة في ثلاثة أجزاء) أجراها الإعلاميّ بسّام برّاك المشرف على برنامج «اسم عَلم» في منزل المكرَّم.
عبّر عادل مالك في كلمته خلال احتفال تكريمه عن امتنانه للجامعة، لافتاً إلى أن «هذا التكريم مصدر اعتزاز» شخصي لمسيرته، وممّا قال: «أن تكون من خرِّيجي سلسلة «اسم علم» في الجامعة الأنطونيّة فهذا تميّز وهو القيمة المضافة على رصيد الإنجازات الإعلامية على مدى نصف قرن ويزيد. إنها خمسٌ وخمسون سنة بالتمام والكمال أمضيتها ولا أزال، مع ما يمدّني به الله من عافية وقلم وفكر والتزام». أضاف: «الاسم العلم في هذه الجامعة الكبيرة هو تكريم عال لكلّ مكرّم يحمل اسمه على كتف العمر والكلمة والفكرة والإبداع».
روح الكلمة وجماليتها
رئيس الجامعة الأنطونيّة الأب ميشال جلخ اعتبر في كلمته «أنّ عادل مالك له ميزته في الوسط الإعلاميّ، وله مكانته على المستوى الوطنيّ، وله الثقة والاحترام الكاملان ممّن عرفوه وتتلمذوا على يديه في الإعلام». أضاف: «لأنّ الجامعة الأنطونيّة تسجّل أسماء أعلامها بحروف تشعّ في هيكلها التعليميّ- الأكاديميّ، فهي ترى في حفر حروف اسم عادل مالك على جداريّتها حفر روح الكلمة وجماليّتها الزمنيّة، ونشر رسالة جامعيّة من نوع مختلف بين الطلاب والأساتذة، ذلك لأنّه عدل في كلمته وخطابه، وحتّى في سبْقه الصحافيّ عند مفاصلَ لبنانيّة وعربيّة عدّة، ولأنّه امتلك ثقافة شاملة بيّنة وناصية أخلاق إعلاميّة فريدة في التعامل مع زملائه والشأن العامّ، فطغى اسُمه على صورته المبتعدة فترة الحرب المريرة عن الشاشة، ولم يسع لتكون صورته أمام اسمه يوما».مذياع وقلم وورقة
في كلمته في المناسبة، عاود الإعلاميّ بسام براك رسم مشوار عادل مالك الإعلامي، وقال: «إنّها خمسون سنة وخمس بعد الخمسين، ذهب فيها العلم المكرّم إلى أبعد ما ملكته يداه وحرفيّته فتذهّبت السنون معه حاصدة من مشواره الإعلاميّ - الصحافيّ وهج ما أنجز، حتى ولو بدا كلاسيكيّ النزعة والمظهر والتهذيب والاحترام والوقار، فهو أينما حلّ حطّ رحلَه المثلّث: مذياع، وقلم وورقة، ومع هذه العدّة أخلاق وشهامة وأمانة ومسؤوليّة قلّ نظيرها في ردهات الإعلام السياسيّ». وأضاف: «تراه هنا يدور في الأستوديو، يلتزم صورة الشاشة الأولى للدولة مضفياً أفكاراً إعلاميّة جديدة على زمنه، وشبكة علاقات نسجها بدبلوماسيّته الإعلاميّة ورقيّ إطلالته ومحاوراته وجمعه الأضداد في حلقاته. وتلقاه هناك يصغي إلى همس الاجتماعات في أروقة القصر الجمهوريّ ويكتم فوضى السبق الصحافيّ ليتكلّم برويّة عن حصاده المندوبيّ. وتلقاه هنالك بين مكاتب جريدة «الجريدة» ثمّ «النهار» يتلقّى «ألِفَ» الصحافة ليتوجّها بعد نصف قرن بـ»ياء» خبرته واحترافه. تلك الأمكنة صارت زمنا لأنّ مالك سكنها ببحثه وجدّته، وبلغته وفصحاه، بمعلوماته ومقدّماته، وإن شئت بربطة عنق تقليديّة لا ينفكّ يعقدها ولا يفكّ لونها المتماهي ولون اختماره الإعلاميّ (...)».