في أكبر خطوة لقطع الإمداد عن مركز ثقل المتمردين الحوثيين في العاصمة صنعاء وإجبارهم على العودة للتفاوض لإنهاء أسوأ كارثة إنسانية في العالم، أعلن المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية سيطرة الجيش والمقاومة بإسناد من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية على مطار الحديدة الدولي بعد معارك دامية انهارت فيها صفوف المتمردين وفرارهم الجماعي من الجزء الاستراتيجي من المدينة شديدة التحصين.وأفاد المركز الإعلامي للجيش اليمني بأن فرق الهندسة العسكرية تباشر تطهير مطار الحديدة ومحيطه من الألغام والعبوات الناسفة، مشيراً إلى أن "بوارج التحالف العربي ومقاتلاته قصفت مواقع ميليشيا الحوثي بالقاعدة والكلية البحرية في المدينة.
وفي وقت سابق، انتزع الجيش بدعم من التحالف المدخل الجنوبي لمطار الحديدة وساحة العروض وتمكن من السيطرة نارياً عليه وحاصر الحوثيين داخل أسواره.وبالتزامن مع هذا التقدم واصلت وحدات تابعة للقوات المشتركة عمليات تمشيط جيوب وأوكار الميليشيات في المناطق المحررة بجبهة الحديدة.وأكد مصدر بالجيش اليمني وسكان أن قوات برية، تشمل قوات إماراتية وسودانية ويمنية من فصائل مختلفة، تحاصر المبنى الرئيسي بالمطار وتستعد لاقتحامه.ويتمتع مطار الحديدة، جنوب المدينة، بأهمية استراتيجية، فهو يبعد أقل من 10 كيلومترات فقط عن مينائها الاستراتيجي، ثاني أكبر موانئ اليمن، الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين.وبجوار مطار الحديدة، وهو من أهم المطارات اليمنية، توجد قاعدة جوية عسكرية كانت تتمركز فيها عدة ألوية دفاع جوية، قبل أن يسيطر عليها الحوثيون.ويسعى الجيش اليمني والتحالف العربي إلى السيطرة على الطريق الرابط بين الحديدة والعاصمة صنعاء، وقطع إمدادات الحوثيين من هذا الطريق الحيوي.
تسلل فاشل
وأحبطت قوات الجيش اليمني والمقاومة الشعبية أمس، محاولة تقدم وتسلل لميليشيا الحوثي في منطقة الفازة غربي مديري التحيتا، بحسب مصدر عسكري أكد خسارتها عشرات المسلحين في محاولتها لفتح جبهات جانبية لتخفيف الضغط على مسلحيها في جبهة مطار الحديدة حيث تكبّدوا خسائر فادحة.ومنيت الميليشيات المتمردة بخسائر كارثية في مختلف جبهات القتال، وارتفع عدد القتلى في صفوفهم بمعركة الحديدة إلى 390 عنصراً وإصابة أكثر من 600 آخرين منذ بدء العملية العسكرية.وستمثل السيطرة على مدينة الحديدة في حال تحققت أكبر انتصار عسكري لقوات السلطة المعترف بها دولياً في مواجهة المتمردين المدعومين من إيران، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015. وتبعد مدينة الحديدة نحو 230 كلم عن صنعاء.قوات فرنسية
وغداة إعلان وزارة الدفاع الفرنسية رسمياً أنها تخطط لعملية إزالة الألغام من مسارات الدخول إلى ميناء الحديدة بهدف تسهيل النقل الآمن للمساعدات الإنسانية "بعد انتهاء العمليات العسكرية"، نقلت صحيفة "لو فيغارو" عن مصدرين عسكريين أن هناك قوات خاصة فرنسية على الأرض في اليمن إلى جانب القوات الإماراتية.ولم تذكر الصحيفة الفرنسية تفاصيل أخرى عن أنشطة القوات الخاصة. ولم يصدر رد من وزارة الدفاع الفرنسية حتى الآن، لكن سياستها المعتادة هي عدم التعليق على عمليات القوات الخاصة. وكان مصدر برلماني فرنسي قد قال لوكالة "رويترز" في الآونة الأخيرة إن قوات فرنسية خاصة توجد في اليمن.محادثات أممية
سياسياً، وصل مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء أمس، في مهمة دبلوماسية طارئة تهدف إلى تجنيب مدينة الحديدة في غرب اليمن الحرب التي تدور على مشارفها.ولم يدل المبعوث الدولي بتصريح لدى وصوله الى صنعاء، وغادر المطار فوراً متوجهاً إلى المدينة للاجتماع بقادة المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة وعلى مدينة الحديدة منذ عام 2014.واستبق المتحدث باسم الحوثيين محمد عبدالسلام، وصول غريفيث بإطلاق تصريحات تنعي أي مبادرة قبل ولادتها. وقال في هذه التصريحات: "إن الزيارة محكوم عليها بالفشل المحتوم"، وذلك في تحد للإرادة الدولية.وكان غريفيث أكد لدى بداية الهجوم الأربعاء، أن المفاوضات مستمرة لتجنب مواجهات دامية في مدينة الحديدة، مضيفاً: "لدينا اتصالات دائمة مع كل الأطراف المشاركة للتفاوض حول ترتيبات للحديدة تستجيب للمخاوف السياسية والإنسانية والأمنية لكل الأطراف المعنيين".وعلى جبهة ثانية، نقلت شبكة "سكاي نيوز عربية"، عن مصادر أمس، أن ميليشيات الحوثي قامت بتنفيذ عمليات نهب وسطو مسلح للمحال التجارية في محافظة حجة لتمويل مسلحيهم.وفرضت الميليشيات على أصحاب المحال التجارية دفع مبالغ مالية باهظة بقوة السلاح لتمويل قافلة دعم المقاتلين الحوثيين في جبهات المحافظة، مشيرة إلى أن المتمردين أغلقوا سابقاً 3 مراكز تجارية بعد رفض أصحابها دفع المبالغ المالية.