فلسطين التي نحلمُ بها
الفلسطيني يحلم بوطن يفاخر به العالم، ودول المنطقة بعد أن ساهم في بناء عدد كبير منها، وطن عادل يجذب إليه أفئدة ودعم كل الفلسطينيين المنتشرين في أنحاء المعمورة ليعززوا بنيانه، الفلسطيني يحلم ليل نهار بالحرية التي يتعطش لها، وناضل من أجلها، وبذل الغالي والرخيص للوصول إليها، فلا تحرموه من حلمه بوطن يحققها.
![مصطفى البرغوثي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1564897822016822100/1564897879000/1280x960.jpg)
الفلسطيني يحلم بوطن حر خال من الاحتلال، والتمييز العنصري، والمستوطنات الاستعمارية، ويحلم بوطن لا جدران فيه ولا حواجز ولا تقطيع للأوصال، ولا مداهمات أو اعتقالات ليلية، ولا حدود مغلقة أو تفتيشات مهينة، كما يحلم بأن يعامل باحترام مثل سائر البشر في المطارات وعلى الحدود، وفي الموانئ والمعابر.لكن الفلسطيني يحلم أيضا وإلى جانب التحرر من الاحتلال بوطن تتحقق فيه وحدة الأرض والشعب، وتسود فيه الديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر، ويُحترم فيه القانون، ويُفصل فيه بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، وتقبل فيه التعددية واختلاف الآراء والاجتهادات، وتجري فيه الانتخابات الديمقراطية دوريا، وتحترم نتائجها دون السماح بوقف دوريتها، ويقبل فيها حق الأغلبية وتصان معه حقوق الأقلية، ويتعاون فيه الجميع بروح الجبهة الموحدة في مواجهة الاعتداءات والمؤامرات الخارجية. والفلسطيني يحلم بوطن تُحترم فيه كرامة الإنسان رجلا كان أم امرأة، ويُحرّمُ فيه الاعتداء على الناس، أو المس بكرامتهم، أو التشكيك في وطنيتهم ومقاصدهم عند حدوث اختلاف في الرأي أو الاجتهاد.الفلسطيني يحلم بوطن خال من الوساطة والمحسوبية، يُقيم فيه الناس حسب كفاءتهم، وعطائهم، وإخلاصهم، ويعطون جميعا فرصا متكافئة في التعليم، والعمل، والأجور، وفي تلقي الخدمات الصحية بغض النظر عن فقرهم، أو غناهم، أو اسم عائلاتهم.والفلسطيني يحلم بوطن يفاخر به العالم، ودول المنطقة بعد أن ساهم في بناء عدد كبير منها، وطن عادل يجذب إليه أفئدة ودعم كل الفلسطينيين المنتشرين في أنحاء المعمورة ليعززوا بنيانه. الفلسطيني يحلم ليل نهار بالحرية التي يتعطش لها، وناضل من أجلها، وبذل الغالي والرخيص للوصول إليها، فلا تحرموه من حلمه بوطن يحققها.* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية