أعلنت حركة "طالبان" الإسلامية المتشددة، أمس، رفضها تمديد اتفاقها لوقف إطلاق النار مع الحكومة الأفغانية، مؤكدة استئناف القتال فور انقضاء الهدنة المعلنة بمناسبة عيد الفطر المبارك منتصف ليل الأحد- الاثنين.

وقال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، أمس، إن "وقف إطلاق النار ينتهي الليلة، وستُستأنف عملياتنا. لا نية لدينا لتمديد وقف إطلاق النار".

Ad

جاء ذلك رداً على الرئيس الأفغاني أشرف غني، الذي أعلن أمس الأول، تمديد الهدنة المعلنة من جانب الحكومة لثمانية أيام تنتهي الأربعاء المقبل، دون تحديد موعد زمني للتمديد، وطلب من "طالبان" مد الهدنة المعلنة من جانبها.

في غضون ذلك، أثار دخول مقاتلي "طالبان" إلى المدن الأفغانية مستغلين هدنة العيد، تساؤلات ومخاوف من قبل السكان والساسة، عما قد يحدث عندما ينتهي وقف إطلاق النار.

وقال أمرالله صالح، وهو سياسي وقائد سابق لجهاز الأمن القومي، إن غني ارتكب "خطأ فادحاً" بالسماح لمقاتلي طالبان بدخول مناطق تسيطر عليها الحكومة.

وأضاف: "ليس لدينا آليات للتخفيف من وطأة انتهاك طالبان لوقف إطلاق النار".

وقال نواب في البرلمان معارضون لخطوة غني، إنه لم يستشر سياسيين في الأمر، ولن تكون أمامه فرصة للتراجع بعد أن رفضت "طالبان" مد وقف إطلاق النار.

وقال دبلوماسي غربي في كابول، إن قرار غني "خطوة جريئة"، توقع "عواقب كارثية" بعد رفض طالبان التجاوب معه.

واحتشد رجال وأطفال متحمسون في مطلع الأسبوع حول الجنود ومقاتلي "طالبان"، الذين دخل بعضهم بأسلحة إلى المدن، وحثوهم على توسيع نطاق وقف إطلاق النار، ليتحول إلى سلام دائم.

واستضاف محافظون ومسؤولون حكوميون احتفالات صغيرة، وعزفوا موسيقى ترحيبا بمقاتلي الحركة.

وساند أعضاء في "مجلس السلام الأعلى" قرار غني وحثوا "طالبان"، التي لا يمكن إحصاء عدد مقاتليها في شوارع كابول ومدن أخرى، على تمديد وقف إطلاق النار.

وكان غني دعا "طالبان" إلى مفاوضات سلام، وقال أمس الأول إنه يود مناقشة "القضايا ذات الاهتمام المشترك مع دول الجوار ووجود القوات الأجنبية".

وكرر مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي ما قاله غني، وشدد على أنه يجب أن تتضمن محادثات السلام بحث دور "الأطراف والقوات الدولية".

وقال دبلوماسي بارز التقى مسؤولين أفغاناً أمس، لاستكشاف فرصة إجراء محادثات عبر قنوات خلفية مع قادة طالبان، إن "غني يحظى بمباركة كاملة من الإدارة الأميركية، ومن الحيوي للمسؤولين الأميركيين أن يثبتوا أن سياسات الرئيس دونالد ترامب تنجح، وأن المحاثات مع طالبان الأفغانية وشيكة".

وتريد الولايات المتحدة من باكستان، التي تتهمها بإيواء قادة طالبان، فرض المزيد من الضغوط على الحركة لدفعها إلى مائدة التفاوض.

وأمس الأول قتل انفجار سيارة ملغومة 36 شخصا، عندما استهدف تنظيم "داعش" تجمعا لـ"طالبان" والقوات المسلحة الأفغانية في مدينة ننكرهار شرق البلاد.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم "طالبان": "من أجل تجنب تعرض أبناء بلدنا للأذى، يتعين على كل المسؤولين منع كل المجاهدين (مقاتلي طالبان) تحت امرتهم من المشاركة في مثل تلك الحشود والتجمعات".