أحبطت احتفالات المصريين بإجازة عيد الفطر المبارك أي مظاهر غضب في الشارع ضد قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات بنسب تدور حول 33 في المئة، وتحسباً لموجة الغلاء الجديدة نشرت السلطات قوات الأمن لاحتواء أي اعترضات محتملة.وساد الهدوء شوارع القاهرة والمحافظات أمس مع بدء تطبيق زيادة تعريفة المواصلات، واكتفى ملايين المصريين بالاستمتاع بإجازة العيد، ومتابعة استعدادات منتخبهم ونجمه الأول محمد صلاح للمباراة مع روسيا في كأس العالم لكرة القدم غداً.
وبينما لم تعترض الأحزاب الرئيسة والنقابات العمالية والمهنية والقوى السياسية على زيادة الأسعار، عبرت شخصيات عامة عن رفضها بشكل شخصي للقرار على مواقع التواصل التي شهدت هجوما حادا من المواطنين على حكومة مصطفى مدبولي وقرارها، الذي سيؤدي إلى موجة غلاء، قدرها البعض بألا تقل عن 20 في المئة في مختلف السلع في ظل غياب الرقابة على الأسواق، مما يسمح بتلاعبات التجار، ولم تخرج أي دعوة عن أي جهة لتنظيم تظاهرة ضد زيادة المحروقات حتى عصر أمس.ولم يختلف الوضع في البرلمان، إذ أيد العدد الأكبر من النواب قرار الزيادة باعتباره الدواء المر لإخراج الاقتصاد المصري من أزمته، ودعا ائتلاف الأغلبية البرلمانية "دعم مصر"، من وصفهم في بيان رسمي بـ"شرفاء الوطن" من أصحاب الأعمال التجارية والصناعية والخدمية إلى منح علاوة غلاء لكل عامل لديهم، لمساعدة المواطن على تحمل ما نتج عن "إعادة تسعير المحروقات".وبعد زيادة أسعار المحروقات، زادت أسعار المواصلات العامة رسميا أمس، إذ أعلن رئيس هيئة النقل العام بالقاهرة، اللواء رزق علي، زيادة تعريف الركوب لأتوبيسات النقل العام من 2.5 جنيه إلى ثلاثة وأربعة وخمسة جنيهات، بحسب مسافة كل خط، وتأتي زيادة المواصلات العامة بعد قرار رفع أسعار تذاكر مترو الأنفاق الذي يغطي القاهرة الكبرى في 12 مايو الماضي، بنسب تتراوح بين 50 و250 في المئة.وعلى الأرض، رفع سائقو "الميكروباصات" الأجرة بحسب مزاجهم الشخصي إلى أكثر من نصف جنيه، وأغلق سائقو التاكسي العدادات الخاصة بالأجرة، وفرضوا أسعارا بحسب مزاجهم الشخصي، على الرغم من أن الحكومة قررت أمس رفع سعر خدمة عداد التاكسي من 5 جنيهات إلى ستة جنيهات عند بدء استقلال المواطن للتاكسي مع احتساب كل كيلو متر بـ2.5 جنيه بدلا من 1.5 جنيه.وكثفت العناصر التابعة لجهاز الشرطة حضورها في مواقف سيارات الأجرة في محاولة لاستيعاب أي اعتراضات حول الزيادة، لكن رغم ذلك وقعت مشادات ومشاحنات فردية بين الركاب وسائقي "الميكروباصات"، حول الأجرة في القاهرة والجيزة، بعدما قرر السائقون رفعها بشكل منفرد، واعترض أحد المواطنين بمحافظة الجيزة، على زيادة أسعار المواصلات، قائلا لـ"الجريدة": "الزيادة مبالغ فيها، وفي وقت الكل بيعاني"، في حينقال سائق "ميكروباص": "الزيادة مش بأيدينا، الزيادة جاية على الكل".إلى ذلك، قال رئيس هيئة قناة السويس، ورئيس الهيئة الاقتصادية العامة لمنطقة القناة، الفريق مهاب مميش، في بيان رسمي أمس، إن القناة حققت خلال العام المالي 2017/ 2018، أعلى إيرادات في تاريخها بإجمالي 5.585 مليارات دولار، مقابل 5.008 مليار دولارات خلال العام المالي السابق بزيادة 576.9 مليون دولار بنسبة 11.5 في المئة، مشددا على أن الأرقام القياسية التي تسجلها حركة الملاحة بالقناة تعد مؤشرا مهما يعكس أهمية مشروع قناة السويس الجديدة (التي تم افتتاحها في أغسطس 2015) في رفع تصنيف القناة وزيادة طاقتها الاستيعابية.في سياق منفصل، تدخل الدبلوماسية المصرية بمعنويات مرتفعة جولة المفاوضات الجديدة حول سد النهضة الإثيوبي بين وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات في مصر والسودان وإثيوبيا، التي تعقد في القاهرة اليوم وغدا، بعدما حدث تقارب واضح في وجهات النظر بين الدول الثلاث إثر أشهر من التوتر والاتهامات المتبادلة التي أدت إلى تعثر المفاوضات نحو ستة أشهر، وقال مصدر مطلع إن حالة التفاؤل لها ما يبررها، خصوصا بعد استقبال الرئيس عبدالفتاح السيسي لرئيس الحكومة الإثيوبية أبي أحمد في القاهرة الأسبوع الماضي، وتعهد الأخير بعدم الإضرار بحقوق مصر في مياه النيل.
دوليات
مصر: هدوء بعد زيادة الأسعار وانتشار أمني
18-06-2018