أعلنت الإمارات، الشريك الرئيسي في التحالف العربي العسكري في اليمن، أمس، أن الهجوم الذي يهدف إلى طرد المتمردين الحوثيين المتحالفين مع إيران، من مدينة الحديدة، الاستراتيجية على البحر الأحمر غرب اليمن، لن يتوقف إلا إذا انسحب المتمردون من المدينة من دون شرط، في حين بذل مبعوث الأمم المتحدة لصنعاء محاولة للتوصل إلى تسوية تجنب المدينة الحرب، في مسعى وصفته أبوظبي بـ"الفرصة الأخيرة".وفي مؤتمر صحافي في دبي، علق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش على التطورات الميدانية لهجوم "النصر الذهبي"، مؤكداً أن التحالف "لا يتحرك بصورة عشوائية إلى منطقة مكتظة بالسكان كالحديدة، والتحالف حذر جداً بالتقدم العسكري ويتبع نهجاً محسوباً وتدريجياً في المعركة لتقليل المخاطر على المدنيين، وليس لدينا شك بالتقدم إلى الأمام، وأن أيام الحوثيين في الحديدة صارت معدودة"، متحدثاً عن وجود قناصة للمتمردين وزرع الطرقات بالألغام. وأضاف أنه يقدر عدد المقاتلين الحوثيين في الحديدة بما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف. ورفض الكشف عن حجم قوات التحالف ولكنه قال إن لها التفوق العددي.وأشار قرقاش إلى أن أحد اهداف الضغط الميداني "مساعدة المبعوث الأممي حالياً في فرصته الأخيرة لإقناع الحوثيين بالانسحاب غير المشروط من المدينة وتجنيبها أي مواجهة"، لافتاً إلى أن التحالف أبقى طريق الحديدة - صنعاء مفتوحاً "لخروج الميليشيات دون مقاومة".وأكد الوزير الإماراتي ضرورة "أن يكون هناك انتقال في المشهد السياسي في اليمن، ونشعر بأن الحديدة ستكون نقطة التحول"، واعتبر أن "تحرير الحديدة مدخل رئيسي لتحرير صنعاء"، مؤكداً أن "المبعوث الأممي يعمل على الفرصة الأخيرة للحوثي للانسحاب من الحديدة وصنعاء".وجدد التأكيد على أن "الحل في اليمن هو حل سياسي مدفوع من الأمم المتحدة، والحل يمني يمني، ونحن كتحالف هدفنا الاستراتيجي هو أن نحرم إيران من وجود دولة ميليشيات داخل اليمن، واقتلاع تنظيم القاعدة".وإذ لفت إلى أن "ميناء الحديدة لا يزال يعمل"، أشار الوزير الإمارتي إلى أن "الحوثيين ينفقون المال الذي يحصلون عليه من ميناء الحديدة على ميليشياتهم ومناصريهم والحديدة مصدر تمويل رئيسي لهم ويجمعون منه 3 مليارات دولار سنوياً لهذا يرفضون الانسحاب" مضيفاً أن الميناء "شريان رئيسي لتمويل الحوثي بالأسلحة الثقيلة من إيران".ووجه وزير الشؤون الخارجية الإماراتي الشكر لفرنسا قائلاً: "نقدر الجهود الفرنسية في المساعدة على إزالة الألغام في المناطق المحررة مؤخراً في اليمن".
مهمة غريفيث
وجاءت تصريحات قرقاش في حين أنهى مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث زيارة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين سعياً إلى التوصل لحل سلمي يمنع الحرب عن شوارع الحديدة بعد أن وصلت إلى مشارفها.ومساء الأحد، التقى رئيس "حكومة" المتمردين غير المعترف بها دولياً عبدالعزيز صالح بن حبتور، غريفيث بحسب وكالة "سبأ" المتحدثة باسم المتمردين. وقال حبتور خلال اللقاء، إن المتمردين يؤيدون "أي توجه (...) نحو سلام حقيقي"، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن "تصعيد العدوان سواء في الحديدة أو في غيرها من المحافظات والمناطق اليمنية سيقابل بتصعيد" مماثل من قبل الحوثيين. ومن المفترض أن يقدم غريفيث تقريراً لمجلس الأمن في جلسة مغلقة.وأفادت مصادر أممية بأن محادثات غريفيث في صنعاء لم تفض إلى أي تقدم، إذ رفضوا الانسحاب من ميناء الحديدة وتسليمه لإشراف أممي، وطالبوا بمزيد من الوقت لدراسة المقترح.قصف واشتباكات
ميدانياً، قصفت طائرات التحالف بقيادة السعودية، أمس، مواقع للحوثيين المتحصنين في مطار الحديدة في اليوم السادس من هجوم "النصر الذهبي". وقال سكان، إن طائرات هليكوبتر من طراز أباتشي أطلقت النار أمس مستهدفة قناصة ومقاتلين على أسطح المباني في حي المنظر المجاور لمجمع المطار. وتسبب تصاعد القتال في إصابة عشرات المدنيين ومنع منظمات الإغاثة من الوصول لمناطق في المدينة.وشهد محيط مطار الحديدة الواقع في جنوب المدينة اشتباكات متقطعة جديدة قتل فيها 25 من الطرفين، بحسب مصادر عسكرية.وكان المتمردون شنوا خلال اليومين الماضيين هجمات من داخل المدن الواقعة على الشريط الساحلي في غرب اليمن باتجاه الطريق الرئيسي الرابط بين مناطق تضم قواعد رئيسية للقوات الحكومية جنوباً، ومدينة الحديدة شمالاً، في محاولة للتأثير على عملية إرسال تعزيزات من قواعد رئيسية في جنوب الطريق الساحلي إلى مدينة الحديدة.