حكومة ميركل تواجه خطر الانهيار تحت وطأة «التمرّد البافاري»

ترامب يعتبر أن الألمان انقلبوا على قادتهم ويواجه دعوات لوقف فصل العائلات

نشر في 19-06-2018
آخر تحديث 19-06-2018 | 00:03
ميركل خلال مؤتمرها الصحافي في برلين أمس              (أ ف ب)
ميركل خلال مؤتمرها الصحافي في برلين أمس (أ ف ب)
تواجه الحكومة الائتلافية الهشة، التي تقودها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خطر الانهيار، مع دخول العلاقة بين حزبها وشقيقه البافاري الأصغر مرحلة حرجة، بسبب خلاف حول وقف استقبال المهاجرين المرفوضين في الدول الأوروبية، وردهم عند الحدود.
عرضت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حكومتها لخطر الانهيار، برفضها مهلة منحها إياها «الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري»، شريكها الأصغر داخل «التحالف المسيحي الديمقراطي» (CDU)، الذي تتزعمه، للوصول إلى حل بشأن رد المهاجرين المرفوضين في دول أوروبية أخرى، عند الحدود الألمانية.

مهلة

وكان مجلس قيادة «المسيحي الاجتماعي البافاري» وافق بالإجماع أمس على إعطاء مهلة لميركل حتى قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، في أول يوليو المقبل، للتوصل إلى حل أوروبي لإعادة اللاجئين المرفوضين.

ولاحقا أكد وزير الداخلية هورست زيهوفر أنه سيصدر مرسوماً يقضي بغلق الحدود ورد المهاجرين بعد انتهاء المهلة.

ورفضت المستشارة المهلة ضمنا، مؤكدة أن حزبها ينوي إجراء مشاورات على مستوى الهيئة العليا والرئاسة، بعد قمة بروكسل، لاتخاذ قرار بهذا الشأن، وأكدت ان مرسوم زيهوفر لن يسري بطريقة تلقائية بعد 1 يوليو.

وحذر زيهوفر، في مقالة نشرت أمس، في صحيفة «فاز»، بأنه من الضروري أن تتخذ بروكسل قرارا، مشيرا الى أن الوضع «خطير لكنه ما زال من الممكن إيجاد حل له»، مؤكدا أن نيته ليست «إسقاط المستشارة».

واستقبلت ميركل مساء أمس نظيرها الإيطالي جيوزيبي كونتي، الذي يرأس حكومة ائتلافية بين الشعبويين واليمين المتشدد المناهض للهجرة، وباتت بلاده ترفض السماح لسفن المنظمات غير الحكومية التي تقوم بإغاثة مهاجرين في البحر المتوسط، بدخول مرافئها، على أن تستقبل اليوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وما يزيد الضغط على ميركل تدني شعبيتها في ألمانيا بموازاة تقدم حزب «البديل من أجل المانيا» اليميني المتطرف في استطلاعات الرأي.

وكانت أزمة الهجرة من العوامل التي ساهمت في صعود اليمين المتطرف في جميع أنحاء أوروبا، فقد دخل إلى الحكومة في إيطاليا والنمسا، في حين أدى الاختراق الذي حققه في الانتخابات التشريعية في ألمانيا إلى التجاذبات غير المسبوقة التي نلاحظها حاليا داخل المعسكر المحافظ بزعامة ميركل.

ترامب

ومن الضفة الثانية للاطلسي، دخل الرئيس الاميركي دونالد ترامب، أمس، على خط الازمة السياسية الدائرة في المانيا، معتبرا أن الالمان «ينقلبون» ضد ميركل بسبب هذه الهجرة. وكتب ترامب، في تغريدة، «الشعب الالماني ينقلب على قادته، فيما تهز الهجرة التحالف الهش اساسا في برلين. معدل الجريمة في المانيا مرتفع جدا. خطأ كبير في كل انحاء اوروبا السماح بدخول ملايين الاشخاص الذين غيروا لهذا الحد وبعنف ثقافتهم»، مؤكدا ان «الولايات المتحدة لن ترتكب الخطأ نفسه الذي ارتكبته اوروبا في ملف الهجرة».

جاء ذلك بينما أثارت سياسة «عدم التساهل» فيما يتعلق بأمن الحدود التي طبقتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، حفيظة أعضاء في الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، واتخذت صدى إضافيا، في وقت تحتفل الولايات المتحدة بعيد الأب، بينما تتصاعد عمليات فصل أطفال اللاجئين غير الشرعيين عن أسرهم، تطبيقا لما اعلنه في مايو وزير العدل الأميركي جيف سيشنز بأنه سيتم توقيف جميع المهاجرين الذين يعبرون الحدود الأميركية مع المكسيك بشكل غير شرعي، بغض النظر عما إذا كان البالغون من طالبي اللجوء.

وبما أنه لا يمكن إرسال الأطفال إلى المنشآت، حيث يتم احتجاز أهاليهم، فبالتالي يتم فصلهم.

وأفادت الحكومة بأنه تم فصل نحو ألفي قاصر عن أهاليهم أو أولياء أمورهم البالغين في غضون ستة أسابيع.

وبينما أكد ترامب أنه يريد أن تتوقف عمليات الفصل، واصل إلقاء اللوم على المعارضة الديمقراطية.

من جهتها، دعت زوجة ترامب، التي نادرا ما تتدخل في الشؤون السياسية، إلى اتفاق بين الحزبين لإصلاح المسألة.

وقالت الناطقة باسمها ستيفاني غريشام إن «السيدة ترامب تكره رؤية أطفال يتم فصلهم عن عائلاتهم، وتأمل أن يتوصل طرفا الكونغرس (الجمهوري والديمقراطي) معا في النهاية إلى اتفاق ناجح لإصلاح مسألة الهجرة»، مضيفة أن ميلانيا «تؤمن بضرورة ان نكون بلدا يتبع جميع القوانين لكن ايضا يحكم برأفة».

من ناحيتها، كتبت لورا بوش، زوجة الرئيس الجمهوري السابق جورج دبليو بوش، في صحيفة «واشنطن بوست»، أن «هذه السياسة قاسية وغير أخلاقية، ويجب على حكومتنا ألا تقوم بأعمال تخزين الأطفال في صناديق أو القيام بخطط لوضعهم في مخيمات في الصحراء خارج ال باسو». وأكد الرئيس الديمقراطي السابق بيل كلينتون أنه «يجب عدم استخدام الأطفال كأداة للتفاوض. ويجب أن تؤكد إعادة توحيدهم مع عائلاتهم ايمان أميركا ودعمها لجميع الأهالي الذين يحبون أطفالهم».

وغرد الرئيس ترامب خلال الساعات التي تلت بيان زوجته «على الديمقراطيين أن يجتمعوا مع نظرائهم الجمهوريين ويتوصلوا لشيء ما بشأن أمن وسلامة الحدود، لا تنتظروا إلى ما بعد الانتخابات لأنكم ستخسرون».

وفي جنيف، حض المفوض السامي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة زيد رعد الحسين واشنطن على التوقف عن هذه الممارسة، قائلا في بيان صدر من جنيف «فكرة أن تسعى أي دولة لردع الأهالي عبر التسبب في إيذاء الأطفال بهذه الطريقة هو أمر غير مقبول»، ودعا الولايات المتحدة إلى «التوقف الفوري عن ممارسة الفصل القسري لهؤلاء الأطفال».

مقتل 5 مهاجرين بمطاردة سيارات على الحدود الأميركية

لقي خمسة مهاجرين حتفهم، وأصيب آخرون، أمس الأول، عندما خرجت سيارة كانت تقلهم عن السيطرة أثناء تعرضها لملاحقة من عناصر حرس الحدود الأميركي في تكساس، على بُعد نحو 145 كيلومترا إلى الشمال من الحدود المكسيكية.

وقال رئيس الشرطة في مقاطعة ديميت، إن بعضا من المصابين تم إخراجهم من سيارة كانت تسير بسرعة تصل إلى 160 كيلومترا في الساعة، مضيفا أن السيارة كانت مكدسة بأربعة عشر شخصا.

ونقل بعض الضحايا جوا بطائرات مروحية إلى سان أنطونيو لتلقي العلاج.

وحاول عناصر حرس الحدود إيقاف السيارة عندما بدأت المطاردة التي شاركت فيها شرطة مقاطعة ديميت.

وأكدت مصادر أمنية، أن سلطات الأمن الوطني ألقت القبض على السائق.

back to top