«يراعات طاغور»... شذرات شعرية صوفية

نشر في 20-06-2018
آخر تحديث 20-06-2018 | 00:00
No Image Caption
أصدرت دار «نهضة مصر» أول ترجمة عربية لـ«يراعات طاغور.. شذرات شعرية صوفية»، ترجمة رياض حمادي وتقديمه، ومراجعة د. عبد الوهاب المقالح. ويضمّ الكتاب مقطوعات شعرية قصيرة استوحاها طاغور من التراث الياباني والصيني ونشرت أول مرة عام 1928.
يأتي كتاب «يراعات طاغور.. شذرات شعرية صوفية»، بحسب المترجم رياض حمادي، ضمن ما قدمه طاغور للتراث الإنساني، إذ كتب أكثر من ألف قصيدة شعرية و25 مسرحية، وثمانية مجلدات قصصية وثماني روايات، إضافة إلى عشرات الكتب فضلاً عن مجموعة الشذرات التي تحمل عنوان «يراعات» أو Fireflies لكنها لم تترجم إلى العربية سابقاً.

ويضبف المترجم في تقديمة الكتاب: «تتشابه يراعات طاغور مع شعر «الهايكو» في استنباطه جماليات الطبيعة من حولنا، فهي تُعنى برصد تفتح الزهور، وحركة الفراشات، وشروق الشمس والقمر والليل وغيرها، مجسداً عبر كلمات قليلة منمقة ومختزلة حركة الكون وسكونه بلغة تنعش الذائقة الجمالية للقارئ وتعطيه السلام النفسي ممزوجاً بلذة الحلم بعالم أفضل».

وأشار رياض حمادي إلى أن «اليراعات» مجموعة أمثال وحكم وأقوال مأثورة كتبت في الأصل على قطع من الحرير في الصين واليابان التي زارها طاغور وجمعها في مفكرته، ونشرت بالإنكليزية لأول مرة في عام 1928.

وتابع: «تتسم اليراعات بقصرها فهي أقرب إلى بنية قصيدة الهايكو، وتحمل في مجملها صوراً عن الحب والحياة والجمال والمقدس. يبلغ عدد اليراعات 255، مع اختلاف أرقامها في النسخ المتوافرة في أصلها الإنكليزي وثمة أكثر من 18 طبعة، وأحسب أن ترجمتي هذه هي الترجمة العربية الأولى».

شذرات

في يراعة «تهمس نجمة الصباح للفجر»، يقول طاغور:

«أخبرني أنك لي وحدي»

يجيب الفجر: «نعم،

ولتلك الزهرة المجهولة وحسب».

في يراعة أخرى يقول:

«حبك المرفرف، أيتها النحلة

مس بجناحيه زهرة شمسي

ولم يسألها إن كانت تود التنازل عن عسلها».

وفي يراعة عن الربيع:

«في رعشة الأوراق الصغيرة

أرى رقصة النسيم الخفية

وفي وميضها

أسمع نبضات قلب السماء السرية».

بينما تأخذنا يراعة أخرى إلى أجواء شتوية ممطرة مثل:

«الغابات غيوم الأرض

ترفع إلى السماء صمتها

فتهبط السحب من عليائها

زخات مطر رنان».

كما تحث اليراعات أيضاً على السلام الروحي والتسامح ومنها:

«كي تنعم بالسلام

دع المساء يغفر أخطاء النهار».

نبذة

ولد طاغور عام 1861 في القسم البنغالي من مدينة كالكتا وتلقى تعليمه في منزل الأسرة على يد أبيه ديبندرانات وأشقائه ومدرس يدعى دفيجندرانات كان عالماً وكاتباً مسرحياً وشاعراً، كذلك درس رياضة الجودو.

درس طاغور اللغة السنسكريتية، لغته الأم، وأدبها والإنكليزية؛ ونال جائزة نوبل في الآداب عام 1913 وأنشأ مدرسة فلسفية معروفة باسم فيسفا بهاراتي أو الجامعة الهندية للتعليم العالي في عام 1918.

رغم شهرته كشاعر فإنه كتب الكثير من القصص القصيرة والروايات، بالإضافة إلى المقالات والرسم. قدمت قصائده وأشعاره وأغانيه وقصصه ورواياته نظرة عميقة إلى مجتمعه الذي انتشرت فيه الأفكار والمبادئ الدينية والاجتماعية، كذلك الممارسات السيئة كزواج الأطفال. وأدان هيمنة الذكور، وانتقد العادات السائدة والأعراف الجامدة وكان انتقاده عقائد المجتمع الموضوع الأساسي في معظم أعماله.

توفي في السابع من أغسطس 1941 وهو في الثمانين من العمر. أثر طاغور في جيل كامل من الأدباء والكتاب حول العالم، وتجاوز بذلك حدود البنغال والهند، وترجمت أعماله إلى لغات عدة مثل الإنكليزية والهولندية والألمانية والإسبانية وغيرها.

كانت القاهرة احتفت برابندراناث طاغور في الذكرى السابعة والخمسين بعد المئة لميلاده، فأقامت معرضاً تشكيلياً في متحف أحمد شوقي ضمّ لوحات رسمها شاعر الهند الكبير في مرحلة متأخرة من عمره، كذلك نظّم المجلس الأعلى للثقافة ندوة دارت حول «طاغور الشاعر والفيلسوف»، حضرها مثقفون وأدباء من مصر والهند.

رغم شهرة طاغور كشاعر فإنه كتب كثيراً من القصص القصيرة والروايات
back to top