كيف يصبح ابنك مليونيراً؟
في وقتنا هذا... ما عليك من كلام الناس اللي ينصحونك بأن مصادقة الشيوخ هو أقرب طريق، أو الوزراء وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم، بل انصح ابنك أن يكون أصدقاؤه الحميمون من أبناء بعض المستشارين الحاليين، والوزراء السابقين، وليصادق بعض أبناء الأغنياء وأصحاب النفوذ، وكذلك أبناء بعض قياديي الوزارات من وكلاء ووكلاء مساعدين... فهم الذخر هذه الأيام...فهم ونعني هذا البعض من يملك الشركات، وهم من يستولي على المناقصات، والعطاءات، وهم من يملك الواسطة على شبابيك المعاملات، وهم من يستطيعون التوسط لدى المخافر في حال- لا سمح الله- صدم ابنك بسيارته أحداً، أو أعاق أكثر من إنسان، خصوصاً إذا كان المصدوم بنغالياً أو هندياً، أو حتى كان المصدوم كويتياً فقيراً "محد" راح يأخذ حقه، لأن الناس في هالديرة مقامات وهامات، حتى في الموت والإعاقة!
ملخص الموضوع أن الثروة لا يجنيها الذكي، أو الحاصل على أعلى الشهادات، أو المهني الحقيقي... بل يجنيها من له علاقة وثيقة بأصحاب النفوذ وأبنائهم البررة... فانصحوا أبناءكم بالابتعاد عن "عيال الفقارة"، فما وراهم إلا الفقر والمحدودية، وانصحوهم كذلك بأن يدّعوا المعرفة أمام الآخرين، والدراية والعلم بما يدور وراء الكواليس، حتى إن كان كلامهم "خرطي بخرطي"، ولكنْ مهم جداً أن يتصرف ابنك كمن لديه أسرار الكون، ولن يتم اكتشاف كذبه إلا بعد أن "يفوت الفوت"، وتطير الطيور بأرزاقها...علموا أبناءكم فائدة التظاهر بالمعرفة، علموهم أهمية ادعاء العلم والثقافة والمعرفة، علموهم كيف يستفيدون من "الفشخرة"، والتعرف على من سيستفيدون منه فقط لا غير، علموهم أن الثقافة السائدة هي: "من صادها عشى إعياله"!!!