إدارة ترامب تسعى إلى «اختراق» في ملف إيران

ذكرت مصادر عسكرية أميركية أن الغارة الإسرائيلية الأخيرة على مواقع ميليشيات تابعة لإيران في بلدة الهري جنوب البوكمال، شمال شرق سورية، فرضت على المقاتلات الإسرائيلية مهمة ذات تعقيدات لوجستية صعبة على بعد مئات الكيلومترات من قواعدها.

فالمنطقة تشهد تشابكا معقدا وانتشارا متعددا لقوات مختلفة محسوبة على أطراف عدة، ما فرض على الإسرائيليين الحصول على معلومات استخبارية مؤكدة كي لا تصيب الغارات قوات حليفة للولايات المتحدة أو مجموعات غير محسوبة على إيران.

ومع تأكيد المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت أن الوزير مايك بومبيو بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف قضايا ومخاوف تتعلق بسورية والعلاقات الثنائية، قالت ناورت إن بومبيو أعاد التشديد على التزام الولايات المتحدة بترتيبات وقف النار في جنوب غرب سورية، التي وافق عليها الرئيسان ترامب وبوتين منذ سنة. وأضافت ان بومبيو اشار إلى انه من المهم على روسيا والنظام السوري ان يتقيدا بهذه الترتيبات، وضمان عدم القيام بأي نشاط احادي في هذه المنطقة.

واعتبرت مصادر دبلوماسية أن الوضع في سورية سيشهد تغييرات سياسية وميدانية مهمة في الأسابيع والاشهر المقبلة، في ظل حديث عن تفاهمات أميركية روسية واسعة، يجري تحضيرها لعرضها على القمة المتوقعة بين الرئيسين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين خلال شهرين.

وقالت تلك الاوساط إن تداعيات قمة ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون، والسياسات الهجومية التي تعتمدها ادارة ترامب، فرضت واقعا سياسيا جديدا على المسرح الدولي.

واكدت ان تلك السياسات ستكون لها نتائج ملموسة في العديد من الملفات، خصوصا ان موسكو باتت متيقنة من أن سياسات ترامب تجاه إيران لا رجعة عنها. ليس فقط بسبب الدور السلبي الذي تلعبه طهران، بل ولاقتناع روسيا بأن إصرار ترامب على تحقيق وعوده الانتخابية وإزالة كل ما يتصل بإرث سياسات سلفه باراك أوباما، سيكون من الصعب إجباره على العدول عنها.

وأضافت تلك الأوساط أن الملف الإيراني قضية أساسية، وأن تحقيق اختراق فيه بات أمرا أساسيا لتسوية ملفات أخرى، على رأسها ملف عملية السلام التي توجه جاريد كوشنير والمبعوث الأميركي جيسون غرينبلات إلى المنطقة لبدء جولة جديدة من المفاوضات حولها.

واعتبرت أنه في ظل الحديث عما بات يسمى "صفقة القرن"، وللحصول على موافقة الدول العربية المعنية بملف السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تسعى إدارة ترامب لتقديم تطمينات وضمانات لها في مواجهة طهران، وهو ما ينسحب على ملفات أخرى وخصوصا في اليمن، التي تحظى العملية العسكرية الجارية في الحديدة على ضوء أخضر من جهات عدة وليس فقط من واشنطن، رغم الضغوط التي تمارس على دول التحالف الذي تقوده السعودية في هذا المجال بحسب تلك الأوساط.

في هذا الوقت، مرر مجلس الشيوخ الأميركي نسخته من موازنة الدفاع للعام المقبل، والتي تضمنت في بنودها أقساما خاصة بالسعودية واليمن وسورية والعراق وتركيا وإسرائيل.

وطلب المشروع من وزير الخارجية ان يقدم للكونغرس ادلة على التزام السعودية بعقد مفاوضات دبلوماسية لإنهاء الحرب في اليمن، واتخاذ خطوات ملموسة للتخفيف من الازمة الانسانية، أو أن الولايات المتحدة ستوقف تمويل تزويد طائرات التحالف بقيادة السعودية بالوقود في الجو.

كما طلب المشروع تخصيص 300 مليون دولار لتدريب المعارضة السورية وتسليحها لمحاربة تنظيم داعش، على أن تجمد هذه الأموال إلى حين تقديم الرئيس تقريرا للكونغرس يفصل فيه استراتيجية الولايات المتحدة في سورية.

وفي العراق، خصص المشروع 850 مليون دولار لتدريب قوى الامن العراقية وتسليحها ضد داعش، مع طلب تقرير حول دور ومهام ومسؤوليات أي قوات عسكرية أميركية موجودة هناك في المستقبل.

وطلب المشروع من الرئيس دون إلزامه، فرض عقوبات على تركيا في حال اتمت صفقة شراء صواريخ إس 400 من روسيا، ووضع شروط على بيعها طائرات إف 35، أبرزها الإفراج عن القس الأميركي اندرو برنسون.

كما دعا المشروع الرئيس إلى تخصيص 500 مليون دولار لإسرائيل لتطوير أنظمة التصدي للصواريخ.

ويتوقع ان يمرر مجلس النواب المشروع نفسه، والتصويت عليه مجددا قبل رفعه إلى البيت الأبيض.