إعلانات مصرية في مرمى الانتقادات... اتهامات بالنمطية والاستسهال
تعرّضت إعلانات مصرية كثيرة طُرحت خلال شهر رمضان المنصرم لانتقادات واسعة من خبراء وجدوا فيها تراجعاً في الأفكار التي تعبر عن المنتجات المعلَنة، رغم مشاركة مجموعة من الفنانين فيها، وتحقيق بعضها ملايين المشاهدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك ركّز بعض الانتقادات على تكرار ظهور فنانين في إعلانات لجهات متنافسة، على فترات متقاربة، بالإضافة إلى غياب الرؤية للتعبير عن الهدف من الإعلان.
كذلك ركّز بعض الانتقادات على تكرار ظهور فنانين في إعلانات لجهات متنافسة، على فترات متقاربة، بالإضافة إلى غياب الرؤية للتعبير عن الهدف من الإعلان.
شاركت هند صبري في إعلانات لثلاث شركات اتصالات مختلفة خلال السنوات الماضية. تقول في هذا المجال إن تغيير الشركة التي تعلن عنها أمر لم يزعجها كونه لم يضايق الشركات نفسها، مشيرة إلى أنها عندما توافق على المشاركة في إعلان لمنتج محدد تتأكد من جودته وتدرس الفكرة، وهي وجدت ذلك في حملتها الأخيرة.وتضيف أن ظهورها في حملات لجهات خيرية يأتي حرصاً منها على التطوع كجزء من الدور الاجتماعي الذي تقوم به، مشيرة إلى أنها لا تتأخر عن المشاركة في أي إعلان خيري.من جهتها، تقول شيرين رضا إن مشاركتها في إعلانات عدة برمضان الفائت جاءت كونها بدأت حياتها الفنية في هذا المجال، مشيرة إلى أن موافقتها مرهونة بإعجابها بالمنتج الذي ستروّج له، بالإضافة إلى فكرة الإعلان، خصوصاً مع التطورات الكبيرة التي شهدتها هذه الصناعة أخيراً.
رأي الخبراء
يشير أستاذ الإعلان بجامعة القاهرة الدكتور صفوت العالم إلى غياب الهدف من بعض الإعلانات، خصوصاً المتعلقة بشركات الاتصالات التي تقدم عادة عروضاً خاصة في رمضان لكن في حملاتها الإعلانية تعتمد على حضور الفنانين فيها بشكل احتفالي لا يعبر عن الهدف من الحملة بقدر ما يجمع أكبر عدد منهم.ويضيف أن ثمة عوامل لنجاح الحملات الإعلانية وهي لا ترتبط بوجود أكثر من نجم في الإعلان، بل بالفكرة والهدف، وهو ما يؤكده نجاح إعلانات بسيطة في مقابل تعرض إعلانات ذات ميزانيات ضخمة لانتقادات، موضحاً أن هذا الأمر ينطبق على الإعلانات بغض النظر عن الهدف منها.ويشير العالم إلى أن الإعلان الخاص بمستشفى الدكتور مجدي يعقوب لعلاج الأطفال مرضى القلب كان الأكثر نجاحاً في التعبير عن الهدف ومخاطبة الجمهور المستهدف، لافتاً إلى أن بساطة الفكرة وظهور الأطفال في الإعلان كانا أبرز عاملين لتميزه.يتفق معه في الرأي الدكتور أحمد محمود، أستاذ التسويق بجامعة القاهرة، في ما يتعلق بحضور النجوم في الإعلانات، مشيراً إلى أن حملة إحدى شركات الاتصالات التي قدمت على أجزاء وجمعت بين أحمد عز وكريم عبد العزيز لم تنجح على عكس حملة أخرى للشركة نفسها اعتمدت فيها على الأفكار الجديدة. كذلك يؤكد أن هذه التجربة بحاجة إلى دراسة، خصوصاً أن حضور النجوم في الإعلانات لم يعد جاذباً للتسويق للمنتج لأن الجمهور يدرك أن وجود الفنان مرتبط بتقاضيه أجراً يتناسب مع نجوميته وليس إعجاباً بالمنتج.ويضيف محمود أن وجود الفنانين في الإعلانات لم يعد يشكِّل ضماناً للتسويق لأن بعضهم قدّم إعلانات لجهات وقع المواطنون ضحيتها في عمليات نصب أو تعرضوا لمشكلات بسببها، مشيراً إلى أن نسب مشاهدة الإعلانات عبر المواقع الإلكترونية لم تعد دليلاً على نجاح حملة منتج دون غيره، بسبب الدعاية المدفوعة التي تتم من الشركات. ويؤكد أن ثمة مشكلة آخرى في عدم قدرة بعض الوكالات على تصميم إعلانات مناسبة للجهات المتعاقدة معها، مشيراً إلى أن قلة الشركات العاملة في هذا المجال والتي يلجأ إليها المعلنون أدّت إلى حالة من التشابه لبعض الإعلانات.إعادة ترتيب الأولويات
يلفت الدكتور أحمد محمود إلى أن ثمة إعلانات خرجت بصورة جيدة من بينها الإعلان الخيري لصالح إحدى الجمعيات وفيه ظهر فنانون بأصواتهم فحسب، مشيراً إلى ضرورة إعادة ترتيب الأولويات لاختيار الفكرة وطريقة عرضها بما يتناسب مع المنتج المراد الإعلان عنه، على أن يتم بعد ذلك الاتفاق مع النجوم. لكن للأسف، كما يقول، في غالبية الإعلانات يتفق الصانعون مع النجوم ثم يشتغلون على الفكرة.
شيرين رضا تؤكد أن مشاركتها في إعلان ما مرهونة بإعجابها بالمنتج الذي ستروّجه