القاهرة تحتفي برائد التراث الثقافي أحمد مرسي «الأعلى للثقافة» يمنحه درع تكريم والمشاركون يثمِّنون دوره
واصل المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، بأمانة الدكتور سعيد المصري، تنظيم فعاليته الشهرية «مصر تكرِّم رموزها»، فاحتفى أخيراً بالدكتور أحمد مرسي كأحد أهم رواد التراث الثقافي غير المادي، وأدار الأمسية الدكتور أحمد زايد، مقرر لجنة علم الاجتماع والإنثروبولوجيا بالمجلس، وذلك في مقره داخل ساحة دار الأوبرا المصرية.
بدأت فعالية «مصر تكرِّم رموزها» بكلمة للدكتور سعيد المصري قال فيها: «سعداء اليوم ونحن نستقبل عالماً جليلاً قدَّم الكثير من العطاء في مجال الفولكلور والأدب الشعبي، استطاع بإبداعه أن يعيد إنتاج التراث الشعبي ليحقق معادلة جديدة من الإبداع تسدّ الفجوات في هذا المجال». واختتم كلمته بإهداء درع المجلس للدكتور أحمد مرسي، تقديراً لدوره وتأثيره في الثقافة المصرية والعربية.
تحية وفاء
من جانبه قال مرسي: «اسمحوا لي أن أقدِّم تحية الوفاء لأبي رحمة الله عليه الذي أدين له بالجميل والعرفان لما غرسه في داخلي من قيم سرت على دربها طوال حياتي، وأقدِّم التحية لأمي التي جعلت مني رجلاً يدرك تماماً واجباته ومسؤولياته تجاه نفسه وبيته ووطنه، وانتهز الفرصة لأقدِّم التحية إلى أساتذتي الذين أدين لهم بالكثير وجعلوني عاشقاً لهذا الوطن، مثل الدكتورة سهير القلماوي، والدكتور عبد الحميد يونس الذي ما زلت أتذكَّر مقولته (الطالب = أ+ ذ) وهي تعني أن الطالب استمرار وخطوات بعد الأستاذ، عليه أن يضيف ويبدع ويواصل الإبداع والابتكار».وأكّد الدكتور أحمد مرسي في ختام كلمته، على ضرورة احترام التراث المصري الشعبي، وألا تكون الشعبية مرادفاً لكل ما هو رخيص أو غير هادف، وهذا يتطلب تضافر الجهود والإمكانات للاهتمام بالتراث الشعبي بما يليق بشعب صانع لمثل تلك الحضارة، مشيراً إلى أهمية تكريم الفنانين الشعبيين سواء من رحلوا عنا أو من هم على قيد الحياة، وقال: «لولا هؤلاء ما كنا عرفنا المتخصصين والباحثين وأساتذة الأدب الشعبي».عقب ذلك توالت كلمات كوكبة من المشاركين في الأمسية، من رفقاء درب وتلامذة ومحبي الدكتور أحمد مرسي، من بينهم الدكتور جابر عصفور، والمفكر حلمي شعراوي، والدكتور رجائي عطية، والدكتور شاكر عبد الحميد، والدكتور عماد أبو غازي، والدكتور حسن السعدي، والدكتور محمد غنيم، والسفير أسامة توفيق، والباحث عاطف السعداوي، والفنانة الشعبية فاطمة سرحان، والدكتور محمود الضبع، والدكتورة سماء سليمان، والدكتور محمد أحمد مرسي، والكاتب الصحافي محمد البغدادي، والدكتورة نهلة إمام، وامتلأت القاعة بعدد كبير من الكتاب والمثقفين ورجال الصحافة والإعلام.
مواقف إنسانية
دارت كلمات المشاركين حول المواقف الإنسانية والعلمية التي ترسخت في أذهانهم مع الدكتور أحمد مرسي، وذكروا ما يتحلى به من صفات أخلاقية مثل المثابرة والتفاؤل والشهامة، التي اتخذها مرسي منهجاً وأسلوباً في تعامله مع الآخرين، وكان لها أكبر الأثر في نفوسهم وتقويمهم إلى المسار والفكر الصحيح، ووصفه الجميع بأنه رجل يطلق عليه «آلف ومألوف» يحبه ويحترمه الجميع وهو يحب ويحترم الجميع، جمع بين التواضع والعلم الغزير، وبين الإخلاص والعطاء فهو رجل معطاء، وكان له جهد كبير في الحفاظ على التراث من خلال عمله في المكتب الدائم لحماية حقوق المؤلف، ومن خلال سنوات العمل في لجنة الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة.
أحمد مرسي أكّد ضرورة احترام التراث المصري الشعبي